تحت الإختبار: الجيل الرابع من حاسبات Classmate PC من إنتل - حاسبات المدارس

theprince

المدير العام
طاقم الإدارة
885.jpg
ما هو هذا السر الخفي وراء فكرة حاسبات المدارس الذي لا يزال يجعلني متعلقا بتتبع تطور هذا المفهوم كثيرا ؟؟!! حقيقة, .. لا أدري .. و لكنها قد تكون الظروف أو قد تكون قناعتي بأن الوقت الحاضر لم يعد يعترف بحد أدنى للسن لبدء إستخدام الكمبيوتر, بل ربما أصبحت هناك فئات من كبار السن هي من تخطاها استخدام الحاسبات في الوقت الذي بات فيه الأطفال يتقنون استخدام الحاسب قبل أن يتقنون القراءة و الكتابة.
و لهذا السبب, نشأت الحاجة الى وجود هذة الفئة من الحاسبات, حاسبات المدارس, أو حاسبات الاطفال أو أيا كان المسمى. المفهوم واحد و مشترك و هو حاسبات قادرة على الوفاء بنهم الأطفال نحو عالم التقنية و لكنها في الوقت ذاته تتناسب مع طبيعة عالمهم الصغير الخاص بهم بما يحمله من حركة و حرية ,و بساطة و عشوائية محببة في معظم الأحيان.

أعود لأقول لعلها الظروف, أو لعله الشغف, و لكنني أيا كان هذا السبب فقد كنت أحد من أظنهم معدودين ممن اتيحت لهم الفرصة لتجربة عدد هائل من حاسبات هذة الفئة, حاسبات المدارس على الرغم من ندرة توافرهم بشكل كبير سواء محليا أو عالميا. فلازلت أذكر تجربتي الأولى مع هذة الحاسبات الخضراء المبهجة, حاسبات XO الخاصة بمشروع One Laptop Per Child خلال مؤتمر ويكيمانيا عام 2008. و لازلت أتعجب كذلك لهذة السقطة الهائلة التي تلقاها أحد حاسبات الجيل الأول من حاسبات إنتل Classmate PC على الأرض الصلبة في قلب مقر إنتل في القاهرة ليثبت لي أحد الأصدقاء في فريق إنتل مصر مدى قوة و تحمل هذا الحاسب و قدرته على التعامل مع بيئة الأطفال. و لم يمضي الكثير حتى أطلقت إنتل سريعا الجيل الثاني و الثالث من حاسبات Classmate PC و لم يمضي الكثير كذلك حتى التقيت بهذة الاجيال الجديدة في أكثر من مناسبة ربما كانت أكثرها شمولا من خلال تغطيتنا لمعرض Cairo ICT مطلع العام الحالي, و لا أستطيع أن أخفي إعجابي بما أصابها من تطور خلال هذة الفترة القصيرة.
و لكن إنتل لم تتوقف هناك, و عادت لتقدم الجيل الرابع من حاسبات المدارس – التي يبدو لي شخصيا أنها وسيلة مثالية لعقد صفقات مليونية مع الحكومات و خاصة في الدول النامية و التي تتطلع بشغف الى نشر هذة الثقافة بين طلاب مدارسها – و ها أنا من جديد أقع وجها لوجه مع حاسب Classmate PC من الجيل الرابع و لكن هذة المرة لفترة مطولة كافية لدراسة هذة التجربة بشكل أوفى و أكثر شمولا علني أكتشف الدافع وراء هذا الشغف (شكرا لفريق إنتل في القاهرة مرة أخرى على لم الشمل مع هذا الحاسب الصغير الذي شاهدت جميع مراحل نموه و تطوره)
إذا كيف اختلف هذا الجيل عن سابقه ؟ و بشكل أكثر عموما, الى أي مدى وصلت تجربة حاسبات المدارس ؟؟
886.jpg
الهيكل الخارجي و التصميم
لا تزال الصلابة و إحكام البنية هي السمات الرئيسية التي تطغى على تصميم حاسبات Classmate, فهي دائما تعطيك هذا الشعور بأنها معدة للخدمة الشاقة, ربما في الصحاري و مواقع العمل أكثر منها في بيئات الدراسة المغلقة, و لكن كما هو متوقع, فإن تصرفات الأطفال, أحيانا, تكون غير متوقعة.
لا أستطيع أن أنكر أن هذة البنية الصلبة لا تزال تمثل عائقا كبيرا أمام الحصول على حاسب بحجم و وزن مناسب, فلا أظن أن الأطفال من جميع الفئات العمرية سوف يتمكنون من حمل هذة “الصخرة” كما يحلو لي تسميتها سواء من جانب الصلابة أو من حيث الوزن. فعلى الرغم من أن الجيل الرابع قد خضع بدون شك لبرنامج حمية قاسي نتج عنه أن فقد الكثير من الوزن و الحجم مقارنة بالأجيال الأولى إلا أن هذا الحاسب لا يزال يزن على أقل تقدير ضعف و ربما أكثر من ضعف وزن أي جهاز نت بوك تقليدي – حتى و إن كنت لا أتصور أن يتحمل هذا الأخير نصف أو أقل من نصف ما يمكن أن يتحمله حاسب Classmate PC.
اللمسات التي تتناسب مع هذا الشكل من الإستخدام عديدة و متنوعة و تجدها حولك في كل مكان في هذا الحاسب, بداية من لوحة المفاتيح المقاومة كليا لانسكاب للسوائل, مرورا بشاشة العرض التي تعمل باللمس و القابلة للدوران في كلا الجهتين منعا للإنكسار و انتهائا بجميع أزرار التحكم الأخرى و من بينها زر تشغيل الحاسب و المصنوعة من المطاط, و لا أريد أن أنسى يد الحمل المصنوعة من البلاستيك السميك و المدمجة كجزء من الحاسب ليستطيع الطلبة حمل الحاسب كحقيبة دون الحاجة الى أية ملحقات إضافية.
887.jpg
إنتل كذلك أضافت بعض الملاحظات الطفيفة التي وجدتها موفقة للغاية من بينها كاميرا الويب القابلة للدوران حول محورها و التي تحمل معها الميكروفون المدمج ما يجعل توجيهها أمرا في غاية السهولة دون تغيير وضع الحاسب, مؤشرات تشغيل الحاسب و شحن البطارية و التي تم وضعها على الجهة الخلفية لشاشة العرض و التي تسمح للمدرس في غرف الدراسة بمعرفة وضع الحاسبات بنظرة سريعة, و أخيرا لوحة المفاتيح التي تم استخدام لون مختلف لتمييز أزرارها التي تحمل وظائف إضافية يمكن الوصول اليها عبر زر Fn لتسهيل معرفة و استخدام هذة الوظائف.
إنتل Classmate PC – الجيل الرابع من الداخل
الجيل الرابع جاء ليحمل معه معالج Intel Atom N450 ثنائي الأنوية بسرعة 1.66GHz لكل نواة, ذاكرة RAM بسعة 1GB, قرص صلب بسعة 160GB, دعم للواي فاي 802.11n, البلوتوث 2.1+EDR, كاميرا ويب, منفذين USB, منفذ إيثرنت, منفذ VGA, منفذين لتوصيل سماعتين خارجيتين للرأس في حال الحاجة الى ذلك و منفذ لتوصيل ميكروفون خارجي و كذلك قارئ لبطاقات الذاكرة SD/MMC.
888.jpg
ببساطة, يمكننا أن نقول أن الجيل الرابع من هذا الحاسب المخصص للمدارس قد أصبح بالفعل على صعيد المواصفات في صورة أقرب ما تكون لأجهزة النت بوك المعتادة بل و ربما بمواصفات تفوق بعض أجهزة النت بوك الأقدم. و هو الإتجاه الذي اتخذته إنتل و اختلفت به تماما عن مشروع OLPC و الذي كان يرتكز بالأساس على مواصفات فنية متواضعة للغاية للحاسب مع الإعتماد على التقنيات المبتكرة و الموفرة للطاقة.
بكل صدق, و بوجهة نظر شخصية بحتة, و من واقع التجربة لكلا المنهجين, أجدني أميل أكثر الى فكرة إنتل عن حاسبات المدارس. قبل أن أفسر لماذا, دعوني أولا أرفع القبعة لابتكارات عديدة رأيناها في حاسبات XO مثل الشاشة القادرة على التحول من وضع العرض بالألوان الكاملة الى عرض الصورة باللونين الأبيض و الأسود فقط لتوفير الطاقة و غيرها من ابتكارات التواصل و واجهة الإستخدام. و لكن الواقع اليوم يقول بأن هؤلاء الأطفال يحتاجون الى الإحتكاك الفعلي ببيئة الحاسبات الكاملة و ليس بنسخة مصطنعة منها قد تناسبهم لمرحلة عمرية ضيقة و لكنهم لن يقدروها تمام التقدير في بقية المراحل المختلفة, هم في حاجة الى حاسب قد يحمل واجهة استخدام مخصصة و لكنه في الوقت ذاته قادر على أن يقدم تجربة شبه كاملة لنظام تشغيل فعلي إذا اقتضت الحاجة.
البطارية
تدوم بطارية حاسب Classmate PC في جيله الحالي في نطاق 4 الى 5 ساعات تقريبا في ظروف التشغيل الإقتصادية و الشاحن صغير الحجم.
889.jpg
نظام التشغيل و واجهة الإستخدام
الجيل الرابع من حاسبات Classmate PC يعمل بنظام التشغيل ويندوز 7 (نسخة المبتدئين Starter Edition) و لكنه في الوقت ذاته قد خضع لعملية إعادة تهيئة ليتناسب مع مهمته الجديدة الموجهة لهؤلاء المستخدمين الجدد و التي تمثلت بالأساس في الآتي:
- واجهة استخدام مخصصة بالكامل تستغل سطح المكتب لتقديم مجموعة من الوظائف التي تظن إنتل أنها سوف تكون الأكثر أهمية و استخداما للأطفال و تتضمن برنامج تحويل الكتابة باستخدام القلم على الشاشة التي تعمل باللمس الى كتابة في صورة رقمية, تطبيق الوورد باد, تطبيق كاميرا الويب و تطبيق الرسم باستخدام القلم ArtRage Paint - و هو أحد أفضل ما تم تقديمه خاصة مع شاشة العرض المصممة للاستجابة فقط لضغطة القلم و ليس الأصابع المحيطة بالقلم.
- ويدجت للتحكم السريع تحتل الجزء العلوي من شاشة العرض تمكن المستخدم من التحكم في مستوى الصوت, إطفاء شاشة الحاسب فقط, إلغاء الصوت كليا كلها بضغطة واحدة
- حزمة Child Safety Control و SMART Sync Student و كلاهما مجموعة من التطبيقات المعدة خصيصا لجعل هذا الحاسب جزء من نظام مدرسي متكامل يتيح للمدرس مشاركة ما يريد شرحه مع حاسبات الطلبة, حجب مجموعة مختارة من مواقع الإنترنت أو السماح بمواقع محددة فقط, تحديد وضع الحاسب و إمكانية استخدامه للقيام بالوظائف المختلفة مثل برامج الدراسة و الألعاب وفقا لأوقات و ايام محددة مسبقا و غيرها من قدرات التحكم و التي يمكن ضبطها جميعا عبر سيرفر مركزي خاص بالمدرسة
890.jpg



الخلاصة
لا شك أن هذا المعدل المتسارع الذي تطور به إنتل سلسلة حاسبات المدارس Classmate PC يجعله من السهل التعامل سريعا مع الأخطاء و الهفوات في الإصدارات السابقة كما يتيح إضافة المزيد من المميزات و الخواص و لكن الأهم في رأيي هو هذا الإتجاه الذي اتخذته إنتل بالحفاظ على المواصفات الفنية لهذا الحاسب في نطاق المواصفات المماثلة لأجهزة النت بوك في أجيالها الحالية ما يجعل هذا الحاسب بحق إصداره متميزة من الحاسبات الصغيرة موجهة لفئة محددة من المستخدمين, و ليس نسخة محدودة القدرات لمستخدمين محدودي القدرة. لا يزال هناك الكثير الذي يمكن أن تعمل إنتل على تطويره و إضافته في الأجيال القادمة و إذا كانت همساتي مسموعة فسأقول أن الوزن و الحجم الحالي لهذا الحاسب لا يزال بحاجة الى مزيد من العمل و في الموضع الثاني على قائمة الأولويات أظن أن زمن تشغيل البطارية سيحل ثانيا من حيث حاجته الى التمديد.
للأسف لم أجيب على سؤالي الاول حول هذا السر الخفي الذي لا يزال يجعلني متعلقا بتتبع تطور مفهوم و فكرة حاسبات المدارس !! و لكن عذرا, فأنا لا أملك إجابة لهذا السؤال, لكن ربما تملك هذة الإجابة شركات مثل إنتل و سوني و مشروع OLPC التي تتنافس و بشدة لتطوير هذة الحاسبات … و دمتم ..
 
أعلى