حذروا ( أكبر صنم ) يعبده المسلمون والمشركون معا

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
basmala.gif
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا الموضوع وحبيت أنقله إليكم لما فيه من الفوائد

وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا حسن التوكل عليه
ولا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك
اللــــــــــهم آ مــــــــــــــين



فى القرن الماضى كان أكبر صنم يعبده المسلمون تلك الأضرحة والقبور الموجودة بالمساجد على اختلاف المسلمون فى درجة وكيفية الاعتقاد فى أصحاب هذه الأضرحة ولذلك كان همّ من يتكلم فى التوحيد الحق .. هو محاربة الاعتقادات الباطلة فى أصحاب القبور ولكن اليوم تغير الصنم ولم يعد صنما ساذجا كتلك الأصنام التى عبدها كفار مكة من حجر او عجوة ..


الآن الصنم الجديد له قدرة وتاثير مشاهد و أحيانا يقع فى عبادته المسلم الملتزم بدين ربه وأخطر ما فى الأمر هو عدم الإدراك لحقيقة هذا الصنم والخلط فى التعامل معه .. إنه الصنم الأكبر الذى يشترك لأول مرة المسلمون مع المشركون من كل الملل فى عبادته إنه (الأسباب) لذلك لنا وقفتين الأولى مع صنم الأسباب فى الشرع والثانية مع الواقع الاليم الذى يبين ويؤكد الوقوع فى عبادته لترى التوحيد العملى عند المسلمين ثم نشرع في تصحيح المسار



الوقفة الأولى ( صنم الاسباب)




أورد شيخ الإسلام ابن تيمية عن الأسباب قوله ( الالتفات إلى الأسباب شرك .. وترك الأسباب بالكلية نقص فى العقل .. ومنع الاسباب أن تكون أسبابا قدح فى الشرع )



وأضيف قول ابن القيم ( إن الله يأتى بالأشياء بالأسباب .. ويأتى بالأشياء بغير الأسباب .. ويأتى بالأشياء بضد الأسباب) سبحانه إنه على كل شىء قدير ..


وانظر إلى آيات القرآن أولا أمرت بالأسباب قال تعالى

وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ [الأنفال : 60]

نهت عن الالتفات والاعتماد عليها فقال تعالى "
لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ [التوبة : 25]
" ثم بين إنه قد ياتى النصر بغيرها قال تعالى "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [آل عمران : 123] " هذه تربية عملية مع الأمر بالأسباب لا أريد التوسع فى شرح كلام ابن تيمية فهو موجود للاستزادة (مجموع الفتاوى ج /8) ولكن الواقع العملى يبين الاكتفاء بالالتفات إلى الأسباب والركون إليها والاعتماد عليها حتى أصبحت صنما أعظم ..

تأمل ما يحدث للناس من مكروه أو غيره كيف يرجعونه إلى أسباب أو أشخاص أو أحداث وقد قال تعالى " و إلى الله ترجع الأمور " لهذا عرف السلف التوحيد بقولهم " أن ترى كل شىء من الله رؤية تقطع الالتفات إلى الأسباب .." أنت إذا أردت فعل شىء تنظر الى نفسك وقدرتها عليه فإن استطعت أقبلت .. وإن عجزت أعرضت .. أو تنظر إلى قدره الناس معك .. وتفعل كذلك وكل هذا نظر إلى الأسباب أما النظر إلى رب الأسباب فأنت أحيانا تتوجه إليه عند وجود القدرة والأسباب .. أو عند وجود بعض القدرة وبعض الأسباب .. ولا تتوجه إليه عند استحالة الأسباب .. وهذا نقص فى توحيدك وإيمانك ..



تأمل زكريا عليه السلام

قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً [مريم : 4]


وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِراً فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً [مريم : 5]

إنه يتوجه إلى ربه مع استحالة الأسباب ويؤكد الاستحالة بين يدى الدعاء "وهن العظم " وهو أقوى ما فيه ....... اشتعل الرأس شيبا ............ امراتى عاقرا ...... ولكن الإيمان واليقين بقدرة الله وتجربته السابقة مع ربه "ولم أكن بدعائك ربي شقيا " دفعته الى التوجه لربه ولسان حاله يقول ما سالتك وخذلتنى أو طلبت منك وتركتنى فبسابق إجابتك لى أسالك ... هذا توحيد عملى من زكريا عليه السلام فى خصوصيات حياته ...



إن كثيراً من الناس وقفوا مع صنم الأسباب ولم يتوجهوا إلى الله فى كل حركاتهم وآمالهم أصبح "الله " فى حياتهم هو الذى يصلون له ويزكون ويعتمرون ويحجون ويذهبون الى بيته يوم الجمعة وليس موجوداً فى باقى حياتهم وليس أدل على ذلك من تجارب الشعوب .. والأمثال التى هى إفراز لتجارب الشعوب أصدق دليل ففى مصر تجربة شعب فى مثل جحا المصرى .. قالوا له أين تذهب يا جحا .. قال إلى السوق لأشترى حماراً .. قالوا له قل إن شاء الله .. فقال و أقول إن شاء الله ليه الفلوس فى جيبى والحمار فى السوق .. فلما عاد خاليا قالوا ماذا فعلت .. قال إن شاء الله الفلوس اتسرقت !!! إنه النظر الى الأسباب واليقين عليها .. الفلوس فى جيبى والحمار فى السوق .. وغاب عنه السلب بعد العطاء .. وأكثرنا جحا إذا توفرت له الأسباب أقبل على الفعل ملتفتا اليها واذا لم تتوفر له الأسباب أعرض ولم يلتفت الى ربه وأسمائه وصفاته التى أمرنا أن ندعوه بها "ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها"



سألت الكثيرين و أسالك .. لله كم إسم؟ ...... الكل يجيب تسعة وتسعين إسما مع أن الأسماء فى الحقيقة أكثر من ذلك كما سنبين فيما بعد ولكن السؤال الأهم دعوت الله بكم إسم من الأسماء التسعة والتسعين .. إجابه الكثيرين لا تتعدى أصابع اليدين أو اليد الواحدة و اسال نفسك .. مع إن كل موقف من مواقف حياتك تحتاج فيها أن تدعو الله بإسم يتناسب مع هذا الموقف .. ولن تموت لن تموت حتى تتعرض لجميع المواقف التى تستلزم الدعاء بجميع الأسماء حتى إذا كنت فى قبرك وسئلت من ربك تكون الإجابة ليس كما يقول الناس ولكن كما جربته فى حياتك .. وكما قال إبراهيم "

الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ [الشعراء : 78]
وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ [الشعراء : 79]
 

fo0ofo0o

New member
يسلمو خيتو ع النقل المفيد
" جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك "
 
أعلى