رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في ضيافة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في بيت لحم

theprince

المدير العام
طاقم الإدارة
رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في ضيافة الأجهزة الأمنية الفلسطينية في بيت لحم


1299.jpg

في وقت انقطعت فيه كل الاتصالات السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فإن ثمة اتصالات أخرى لم تنقطع، وتكاد تكون الاتصالات الأمنية بين الجانبين بلغت ذروتها، وهي الأفضل منذ إنشاء السلطة الفلسطينية قبل 17 عاما.
فقد أجرى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، أول من أمس، جولة في مدينة بيت لحم، والتقى فيها عددا من قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية. وتعتبر هذه أول زيارة «حميمية» يقوم بها أشكنازي لمدينة فلسطينية، فقد تعود قبل ذلك تفقد مواقع العمليات والحروب التي كانت تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، أما اليوم فإنه يأتي ضيفا، ومحروسا من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وتحولت بيت لحم (الأحد) إلى ثكنة عسكرية، وانتشرت الأجهزة الأمنية الفلسطينية في شوارع المدينة . وفجرت زيارة أشكنازي تساؤلات حول موقف السلطة من إسرائيل، خصوصا أنها جاءت بعد ساعات من إعلان القيادة الفلسطينية استحالة اللقاء مع الإسرائيليين سياسيا.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية «ريشت بيت»، إن زيارة أشكنازي مهمة في ظل الأوضاع السياسية المتوترة، وجاءت لتعزيز الثقة بالأجهزة الأمنية الفلسطينية، والاطلاع على عملها، وعلى الوضع الأمني مباشرة، وليس من خلال الأوراق والتقارير المرسلة إلى مقر وزارة الدفاع في تل أبيب.

ورفضت الأجهزة الأمنية الفلسطينية إعطاء أي معلومات حول زيارة أشكنازي، بل تحفظت بداية على اسم الزائر الكبير. لكن محافظ بيت لحم، عبد الفتاح حمايل، حاول تبديد الغموض، بإعلانه أن أشكنازي، هو الذي يزور بيت لحم. وقال حمايل إن أشكنازي جاء بطلب منه إلى بيت لحم، وزار كنيسة المهد، وبحث مع قادة أجهزة الأمن الفلسطينية بعض المواضيع التي لها علاقة بالحياة اليومية للمواطنين. ونفى حمايل أن تكون الزيارة تمثل تناقضا مع الموقف السياسي، الرافض للاستمرار في المفاوضات مع إسرائيل في ظل الاستيطان، معتبرا أنها زيارة «خاصة»، هدفت لمتابعة حياة المواطنين دون أن تتطرق إلى أي شأن سياسي. ولم ينف حمايل أن الجانب الفلسطيني يضطر أحيانا أن يلتقي بالجانب الإسرائيلي، بهدف متابعة حياة المواطنين. لكن حمايل، الذي يمثل أرفع منصب سياسي في بيت لحم، لم يكن على علم بالزيارة كما يتضح، والدليل أنه لم يحضر، ومن ثم وصف الزيارة على الرغم من محاولة دفاعه عن السلطة بقوله إنها «غير مفهومة». وهذه ليست الزيارة الأولى لمسؤولين إسرائيليين أمنيين، لمدن فلسطينية، وزار رام الله وجنين قبل ذلك مسؤول الشاباك الإسرائيلي، يوفال ديسكن. وتشيد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بالتحسن المستمر في أداء الأجهزة الفلسطينية، وتشير بذلك إلى قدرتها على ضبط الأمن ومحاربة المجموعات المسلحة التي تنتمي لحماس والجهاد. وقال حمايل للصحافيين: «إن الجانب الأمني نجح في تحدي ممارسات الاحتلال وإجراءاته التي هدفت إلى عرقلة التطور بالواقع الأمني»، مشيرا إلى أن الإسرائيليين راهنوا على فشل الجهاز الأمني الفلسطيني، من أجل عدم الوصول إلى الجوانب السياسية، لكنهم لم ينجحوا، على الرغم من كل العراقيل التي وضعوها، وهذا بشهادة الصديق والعدو، حيث وصلت الأجهزة الأمنية إلى مستوى عال من المهنية. ووصف حمايل التغيير الحاصل في أداء أجهزة السلطة بأنه في «الاتجاه الأفضل»، واشتكى من أن الأوضاع المادية والموازنات قد تكون في بعض الأحيان عائقا حقيقيا وأساسيا يقف في وجه التطور في العمل الأمني والإداري. وتمر السلطة بظروف مالية صعبة، لكن الولايات المتحدة تشرف مباشرة على تدريب وتأهيل كتائب جديدة للأجهزة الأمنية، التي استطاعت إعادة فرض هيبتها في الشارع بالضفة الغربية.


 
أعلى