سلـــسلة أتوب وأعود

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
سلــ ( 1 ) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )


مقدمة:

367.gif


الحمد لله رب العالمين الذي جعل التوبة لعباده المتقين والصلاة والسلام على المعبوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن صلى عليهم إلى يوم الدين ...

فهذه كلمات قطفت ثمرها،ورتبت ورقها،ونمقت زهرها، بحلة الحب والوفاء والصدق والإخاء فهي لكم أنتم ،، نعم أنتم فهي رسالة محب إلى أحبابه ،، وأخ إلى إخوانه وكلي شوق ورجاء أن تجد قبولاً، وصدراً رحباً عندكم ،وأن تكون حجة لنا لا علينا وأن يعيذنا الله وإياكم من النار ويدخلنا الجنة … اللهم آمين

أيها الأحبة : بحثت فوجدت الكثير منا يكثر الشكوى من عدم الاستمرار على التوبة ويتألم من عودتة للذنب مرة أخرى ويريد الحل لهذا ... فمن أجل ذلك قررنا اطلاق هذه السلسلة تحت عنوان ( اتوب واعود ) وسنتحدث فيها بدايه عن التعريف بالتوبة مع شروطها ولماذا اتوب وكيف اتوب وكيف اثبت على التوبة وما هو عوامل الانتكاسه وهل يقبل الله توبتى مع تكرار الذنب وغيرها من المسائل الهامة .

فتابعونا من خلال هذه السلسلة سائلين الله ان ان يغفر لنا ويكتب لنا اجرنا انه ولى ذلك والقادر عليه.

بــــــــــــــــدايـــــــــــــــــــــة:
367.gif


إن المتفكر والمتأمل في صفات الله وأسمائه وآلائه ونعمائه يحصل له في قلبه معرفة حقيقية بالرب الرحيم الرؤوف الغفور سبحانه ،وإن مما تكاد النفوس أن تطير به فرحاً ، وتمتلئ القلوب به أنساً ، هو معرفة حال الرب سبحانه الرحمن الرحيم مع عبده الضعيف المذنب يدعوه ويرجيه إلى أن يتوب إلى علام الغيوب،فيا له من فضلٍ عظيمٍ من ربٍّ كريم وخَالقٍ رَحيم، أكرَمَنا بعفوِه ، وغَشَّانا بحِلمِه وهدانا ووفقنا لأسباب التوبة والأوبة والرجوع إلى التواب الرحيم سبحانه وتعالى .

أذاً أيها الأحبة التوبة هي البداية والنهاية ، بداية مع الهداية ونهاية مع الغواية .

يقول ابن القيم رحمة الله : " التوبة أول المنازل ،وأوسطها ، وآخرها؛فلا يفارقه العبد السالك، ولا يزال فيه إلى الممات ، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل به ؛ واستصحبه معه ونزل به .

فالتوبة هي بداية العبد ونهايته ؛ وحاجته إليها في النهاية ضرورية ؛كما أن حاجته إليها في البداية كذلك " .

كيف لا وهي نور لقلبك، وطهارة لنفسك، تأخذ بك إلى حياتك الحقة، وسعادتك الدائمة بإذن الله عز وجل .

فهيا معاً نركب ركب المستغفرين إلى ديار التائبين قبل فوات الأوان ونزول مفرق الجماعات وهادم اللذات فلا ندري أين غداً تكون الدار إلى روضة من رياض الجنان أو إلى حفرة من حفر النيران ومن أشرقت له بدايته أشرقت نهايته ومن صدق مع الله في توبته صدق الله معه ووفقه لحسن الخاتمة ..

فقلها أخي المبارك معي من أعماقِ قلبك وينطق بها لسانك وتعمل بها جوارحك قلها معي بملء فيك ...

((((( أنا تائب ،، نعم تائب ))))) ...

قلها معي أنا تائبٌ بل نادمٌ **** عما جرى بصادق الدمعات
تلك النصيحة أجتبيها للذي **** يخشى سعيراً تطلق الزفرات


وليست التوبة كما يظن البعض أنها خاصة بأهل المعاصي كلا بل هي عامة لنا جميعاً قال الله تعالى :

{ َتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

وقال الله تعالى:{ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ }

وجاء في الصحيح من حديث الأغر المزني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب في اليوم مائة مرة " .

هذا نبي الله - عليه السلام - يتوب في اليوم ويستغفر مائة مرة !!

فكيف بنا نحن المقصرين المذنبين ؟!

فكما أنك أخي في الله تفكر في صباح كل يوم في معاشك وزادك في الدنيا فكر أيضاً في رجوعك إلى الله تعالى فتزود ليوم معادك ، فإن من أراد السفر إلى مكان تفقد متاعه وزاده ،فأكمل الناقص ، وخير ما تتفقده هي التوبة والأوبة وتجعلها هي شغلك الشاغل !!
فقبيحُ بالشاب تأخير التوبة ، وأقبح منه تأخير الشيخ لها، والله المستعان !!


لماذا الحديث عن التوبة
367.gif




إن المتأمل للواقع الذي يعيشه أكثر الخلق وعامة الناس في زمن كثرت فيه الفتن والمغريات وانتشرت بأبشع الصور، وأسهل السبل، يلحظ وبجلاء تناسي الكثير، وغفلتهم عن التوبة،بل ترى أن الطائعين لله عز وجل نزرٌ يسير وعدد قليل مقابل هذا الكم الهائل من البشر الذين أغوتهم نفوسهم فأزاغتهم وأضلتهم عن الطريق المستقيم !!

و إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع ، لما تراه من الاجتراء على حرمات الله من كثير من المسلمين .. مع الأسف الشديد أجل لقد تساهل الكثيرون في المعصية حتى أصبحت أمراًَ عادياً بل إن منهم من يجاهر بها ويفتخر ولا حول ولا قوة إلا بالله .

استبرأتها نفوسهم فأصبح أولئك يعاقرون ما يسخط الباري ويغضبه وكأن شيئاً لم يكن !! وإلى الله المشتكى !!

والعجب أنهم يرجون الجنة ولا يعملون لها ولا يسعون لأسبابها والله المستعان ...


تـصل الذنوب إلى الذنوب وترتجى .... درج الجـنان لـدى النعيم الخالدِ
ولـقد عـلمنا أُخرج الأبوين ...... من مـلكوتها الأعـلى بـذنب واحدِ


لهذا كان لزاماً أن ندعوا لأنفسنا للولوج جميعاً بلا استثناء إلى أفياء الطاعة الباب المفتوح قال تعالى:(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيما)

فهيا إلى النهر العذب الجاري ، وإلى الروضة الغناء التي لا يذبل زهرها ، إلى أن نتوب ونؤب ونفتح صفحة جديدة ناصعة البياض مشرقة بفعل الطاعات والقربات لرب الأرض والسموات ، ولا يـعني هـذا أن المـؤمن ليس معصوم من الخطيئة ، وليس في منأى عن الهفوة والزلة ، وليس في معزلٍ عن الوقوع في الذنب فعن أبي هريرة رضى الله عنة قال : قال رسول صلى الله علية وسلم :" والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله فيغفر لهم "

وعن أنس رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم :" كل ابني آدم خطاء وخير الخطائين التوابين "

إذاً لا بد للعبد من التوبة وإلا كان ظالماً لنفسه ، جاهلاً لنفسه جاهلاً بربه

قال مجاهد - رحمه الله - : " مَنْ لم يتب كل صباح ومساء فهو من الظالمين " .

ويقول طلق بن حبيب - رحمه الله- : "إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العبد ولكن أصبحُوا تائبين وأمسوُا تائبين ".

ويقول ابن رجب : " فمن أصبح أو أمسى على غير توبة فهو على خطر ، لأنه يخشى أن يلقى الله غير تائب ، فيحشر في زمرة الظالمين قال تعالى :{مَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }

ولهذا قال ابن القيم:" قال تعالى :{ مَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } قسم العباد إلى تائب وظالم ، وما ثمَّّ قسم ثالث البتة، وأوقع اسم (( الظالم )) على من لم يتب "

يقول ابن القيم : " فمما ينبغي أن يعلم أن الذنوب والمعاصي تضر ولا بد وإن ضررها في القلوب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر ، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي "

* فيا من أطلق لنفسه العنان ولم يرع العظيم المنان ؟!

* إلى متى وأنت تتخبط في وحل الرذيلة والمعصية ؟!

* ألم يحن بعد وقت الرجوع إلى الله تبارك وتعالى ؟!

* أما آن لك أن تفيق من غفلتك وسكرة ذنبك وتنطرح بين يدي مولاك ؟!

* أما آن لك أن تعرف قدرك ومن تبارز بذنبك ؟!

فأنت يا هذا مخلوقٌ ضعيف أولك نطفة مذره ، وفي بطنك تحمل العذره وآخرك جيفة قذره ، فعلى ماذا تعصى الله يا مسكين !!

وهل عرفت من تبارز بذنبك !!

إنه الله الجبار الذي بيده ملكوت السموات والأرض !!

ملك الملوك ذو الطول شديد العقاب !!!

ويقول أحد السلف : " لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى [عظمة] من عصيت "

وقال بشر : " لو تفكر الناس في عظمة الله ، ما عصوا الله عز وجل " .

فكم من مذنبٍ ينغمس في وحل المعاصي فيطول أرقه ويشتد قلقهُ ويكتوي بنار المعصية وكآبة الخطيئة.

فلتمس يا رعاك الله ساعات الليل والنهار بما يقربك إلى العزيز الغفار فإن الأعمار تطوى سريعاً والأوقات تمضي جميعاً, فبحث جاهداً عن إشراقة أمل ،وصبحٍ جديد يشرق بنور التوبة والاستقامة والهداية والإنابة



ومع ( س و ج ) فى التوبة :
367.gif



هل يقبل الله توبة العبد كلما أذنب وتاب حتى لو عاد مرات كثيرة ؟

إلى متى يغفر الله تعالى لعبده الذنب ، فإذا تاب واستغفر من ذنبه وعاد وفعل نفس الذنب مرة أخرى ثم عاد واستغفر وأذنب بعد فترة نفس الذنب وهكذا ، أقصد هل الله تعالى يغفر له أم أن ذلك يعد أنه لم يصدق الله تعالى ، خصوصا إذا عاد للذنب بعد فترة بسيطة لكنه لا يترك الاستغفار ؟.

الحمد لله

قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) آل عمران/135 ، 136

قال ابن كثير :

وقوله { ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون } أي : تابوا من ذنوبهم ورجعوا إلى الله عن قريب ولم يستمروا على المعصية ويصروا مقلعين عنها ولو تكرر منهم الذنب تابوا منه .

" تفسير ابن كثير " ( 1 / 408 ) .

عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول : ( إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ وَرُبَّمَا قَالَ أَصَبْتُ فَاغْفِرْ لِي فَقَالَ رَبُّهُ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا أَوْ أَذْنَبَ ذَنْبًا فَقَالَ رَبِّ أَذْنَبْتُ أَوْ أَصَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا وَرُبَّمَا قَالَ أَصَابَ ذَنْبًا قَالَ قَالَ رَبِّ أَصَبْتُ أَوْ قَالَ أَذْنَبْتُ آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي فَقَالَ أَعَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ غَفَرْتُ لِعَبْدِي ثَلاثًا ....الحديث )
رواه البخاري (7507) ومسلم ( 2758 ) .

وقد بوَّب النووي – رحمه الله – على هذا الحديث قوله : باب " قبول التوبة من الذنوب وإن تكررت الذنوب والتوبة " .

وقال في شرحه :

هذه المسألة تقدمت في أول كتاب التوبة , وهذه الأحاديث ظاهرة في الدلالة لها , وأنه لو تكرر الذنب مائة مرة أو ألف مرة أو أكثر , وتاب في كل مرة : قبلت توبته , وسقطت ذنوبه , ولو تاب عن الجميع توبة واحدة بعد جميعها : صحت توبته .

" شرح مسلم " ( 17 / 75 ) .

وقال ابن رجب الحنبلي :

قال [ عمر بن عبد العزيز ] : " أيها الناس مَن ألمَّ بذنبٍ فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر وليتب ، فإنما هي خطايا مطوَّقة في أعناق الرجال ، وإن الهلاك في الإصرار عليها " .

ومعنى هذا : أن العبد لا بد أن يفعل ما قدِّر عليه من الذنوب ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : كُتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة ... " ولكن الله جعل للعبد مخرجاً مما وقع فيه من الذنوب ، ومحاه بالتوبة والاستغفار ، فإن فعل فقد تخلص من شر الذنوب ، وإن أصر على الذنب هلك .

" جامع العلوم الحِكَم " ( 1 / 165 ) .

وكما يُبغض الله تعالى المعصية ويتوعد عليها بالذنب : فإنه لا يحب أن يقنط عباده من رحمته عز وجل ، وهو يحب أن يستغفره العاصي ويتوب إليه ، ويود الشيطان أن لو يقع يأس وقنوط من العبد العاصي حتى يصده عن التوبة والإنابة .

قيل للحسن البصري : ألا يستحيى أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ، ثم يستغفر ثم يعود ؟ فقال : ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملُّوا من الاستغفار .( سؤال وجواب )



تسجيلات ننصح بها :


YouTube - ‫التوبة، فضلها وشروطها‬‎
367.gif




متى التوبة

نصيحه لمن يريد التوبة

مالذي يحول بينك وبين التوبة


ان الله يقبل التوبة


ومضــــ ــــــ ـــــــ ــــــة:
367.gif



إذا تكرر الذنب فكرر التوبة

عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال (( يا رسول الله أحدنا يذنب ، قال يكتب عليه ، قال ثم يستغفر منه ويتوب . قال : يغفر له ويتاب عليه ، قال : ثم يذنب ، قال : يكتب عليه ، قال : ثم يستغفر منه ويتوب ، قال : يغفر له ويتوب عليه . قال : فيعود فيذنب . قال (( يكتب عليه ولا يمل الله حتى تملوا )) رواه الحاكم والطبراني وقال في المجمع إسناده حسن.

تــــــــــابع
 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
أيها العاصي المتخلف عن ركب التائبين

سار المجدون وتركوك ونجا المخفون وخلفوك

نادهم إن سمعوك واستغث بهم إن رحموك


369.gif



1437.jpg



369.gif


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ...ا

من أكبر نعم الله علينا أن فتح لنا باب التوبة ونبهنا إليه فلم يغلق في وجه العصاة باب إلا وفتحته التوبة ومهما بلغت الذنوب وعظمت المعاصي فإن الله يغفرها فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :قال الله عز وجل :
(يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي،يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة). رواه الترمذي

ومع كل ذلك الا ان هناك تقف عقبات فى طريق التوبة تحول دون تحقيقها او تجعلها توبة غير صادقة

وسنتناول خلال بحثنا هذا عوائق فى طريق التوبة وكيفيه معالجتها

فتابعونا حفظكم البارى .....


369.gif


عوائق في طريق التوبة..


369.gif


وهى سبع عوائق وسنتناول كل عائق وكيفيه معالجته على حلقات:


العائق الأول: تعلق القلب بالذنب:

قد يتعلق القلب بالذنب.. يتعلق بإمرأة.. بسيجارة.. بمال.. بحب النفس.. أو عبادة اللذات.. يتعلق بشيء من الذنوب والمعاصي..

والقلب إذا تعلق بشيء عز اقتلاعه منه..ولكن تعالوا.. تعالوا لنعالج تعلق القلب بالذنب في نقاط..

1- نسيان الذنب:

أن تنسى ذنبك.. ففي بعض الأوقات قد يفيد تذكر الذنب لينكسر القلب بين يدي الله إذا رأى العبد من نفسه عجبا أو كبرا.. فإذا تذكر ذنبه ذل لله..

ولكن ينتبه .. أنه إذا رأى من نفسه أنها إذا تذكرت سابق ذنبها تهيج خواطرها للعودة للمعصية فلينس ذنبه.. فلكل نفس ما يصلحها.. وقد يكون فيما يصلح غيرها ما يفسدها هي.. وكلّ أعلم بنفسه وأحوالها وإن غلبه الشيطان فأنساه..

نعم نقول ينسى ذنبه إذا رأى من نفسه توقا إليه..

وفي هذا يقول بعض السلف :" إنّك حال المعصية كنت في حالة جفاء مع الله سبحانه وتعالى.. اما بعد التوبة فقد أصبحت في حالة صفاء مع الله عز وجل.. وإنّ ذكر الجفاء في وقت الصفاء جفاء".

لذا.. انس ذنبك.. ولا تفكر فيه.. حتى لا تهيج في قلبك لواعج المعصية.. أو تتذكر حلاوة مواقعة الذنب.

2- هجر أماكن المعصية:

أن تهجر مكان المعصية تماما.. لا تعد إليه.. انظر الى قيس المجنون وهو يقول:
أمر بالديار ديار ليلى فألثم ذا الجدار وذا الجدار
وما حب الديار شغفني ولكن حب من سكن الديار

إنّ البكاء على الأطلال سمة من تعلقت قلوبهم بغير الله.. فمن كان يعرف امرأة وتاب الله عليه.. إذا مشى في الطريق يتذكرها ويستعيد في مخيلته أيام المعاصي.. فقل له: ستعود يا مخذول..

لذا إذا أردت المحافظة على توبتك فاهجر المكان.. لا تعد إليه مرة أخرى.. لا تمر به.. وإذا مررت به فاذكر نعمة الله عليك وقل الحمد لله الذي عافاني.. فغيرك ما زال يسير في طريق الهوى.. لا يستطيع منه فكاكا.. وابك.. وابك على معاصيك.. وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم:" لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا ان تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم.. لا يصيبكم ما أصابهم". أخرجه البخاري( 433) كتاب الصلاة، (3380) كتاب أحاديث الأنبياء، (4419) كتاب المغازي).

فالذي يريد النجاة لا يسكن في أرض موبوءة فإن ميكروب المرض لا بد أن يصيبه.. فكيف لتائب من الزنا أن تحسن توبته وهو لا يكف عن تتبع أخبار الفائدة ومصادقة المرابين وزيارتهم في أعمالهم..

وكيف لتائب من التدخين أن يستمر على التوبة وهو لا يجالس إلا المدخنين.. فلا ينهاهم ولا يفارق مجالسهم..

لا بد من هجر أماكن المعصية.. وهذا ما قاله صلى الله عليه وسلم عندما مروا بديار ثمود..


3- تغيير الرفقة:

وذلك بالالتصاق بالصالحين.. ومن تذكرك رؤيتهم بـ الله تعالى.. وتعينك صحبتهم على طاعة الله.


4- استشعار لذة الطاعة:

اللهم أذقنا برد عفوك.. ولذة عبادتك.. وحلاوة الايمان بك..

استشعار لذة العبادة.. لماذا؟.. لأنك إذا استشعرت لذة العبادة فإنك تستعيض بها عن لذة المعصية.. إن للمعصية ولا شك للغافل لذة ولسقيم القلب متعة.. ولكن إذا استشعر لذة العبادة.. إذا سجد فتمتّع واستشعر لذة القرب من الله وعرف حب الله.. وعلم لطف الله تعالى بعباده.. علم كرمه وجوده..

فإذا استشعر كل هذا فاض قلبه بالإيمان وزاد.. وكلما خطر له خاطر المعصية هرع الى الصلاة.. وإذا استشعر لذة تلاوة القرآن.. لذة مخاطبة الله له.. مخاطبة ملك الملوك له.. رب الأرباب.. القاهر المهيمن.. حين تستشعر لذة العبادة تحتقر لذة المعصية تستقذرها..

5- الانشغال الدائم:

إن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة

اعمل فإنك إن لم تشغل قلبك بالحق شغلك بالباطل.. ابدأ بحفظ القرآن.. احفظ السنّة.. تعلم الفقه.. تعلم العقيدة.. اقرأ سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.. انظر في سير السلف الأوائل.. ابدأ العمل في الدعوة.. تحرّك لنصرة دين الله.. ساعد الفقراء.. إرع المساكين.. علّم الأطفال.. انشغل فهذا الانشغال يقطع تعلق قلبك بالذنب.

6- صدق الندم واستقباح الذنب:

أن تصدق في الندم على ما فات.. فيعافيك الله مما هو آت.. أصدق الله يصدقك.. أصدق في الندم.. واستقباح الذنب.. بأن تعتقد قذارة المعصية.. فلا تعود اليها.. ويعينك الله على الثبات بعيدا عنها.

7- تأمل أحوال الصالحين:

قيل لبعض السلف: هل يستشعر العاصي لذة العبادة..؟؟ قال لا والله ولا منّ وهمّ..

حين تتأمل أحوال الصالحين وتتأمل ـ مثلا ـ حال معاذ بن جبل عندما أصابه الطاعون فقال لغلامه: أنظر هل أصبحنا..؟.. قال: لا.. بعد.. فقال: أعوذ بـ الله من ليلة صاحبها الى النار..؟؟

انظر من القائل..؟؟ إنه معاذ بن جبل..!! إنه يخشى النار..!! فماذا تقول أنت..؟؟

واعجبا لخوف عمر مع عمله وعدله.. ولأمنك مع معصيتك وظلمك..


8- قصر الأمل ودوام ذكر الموت:

إنّ الذي يذكر الموت بصفة دائمة يخشى أن يفاجأه الموت.. فيلقى الله على معصيته... فيلقيه الله في النار ولا يبالي..

قال الحسن:" أخشى ان يكون قد اطلع على بعض ذنوبي فقال: اذهب فلا غفرت لك".

قال الحسن:" اخشى والله أن يلقيني في النار ولا يبالي".

أول ما يجب عليك فعله هو أن تخلص قلبك من الذنب كما قال إبن الجوزي:" دبّر لنفسك أنّك إذا اشتبك ثوبك في مسمار.. رجعت الى الخلف لتخلصه.. وهذا مسمار الذنب قد علق في قلبك أفلا تنزعه.. انزعه ولا تدعه في قلبك يغدو عليك الشيطان ويروح.. اقلع الذنب من قلبك..

اللهم طهّر قلوبنا..

9- تعويد النفس على فعل الحسنات والإكثار منها:

عوّد نفسك على الإكثار من الحسنات إنّ الحسنات يذهبن السيئات.. والماء الطاهر إذا ورد على الماء النجس يطهره قال صلى الله عليه وسلم:" وأتبع الحسنة السيئة تمحها" أخرجه الترمذي (1987) كتاب البر والصلة، والامام أحمد في مسنده ( 20847)، و(20894).



369.gif


سين وجيم فى التوبة


369.gif



حكم توبة من يعود إلى المعصية

أنا مصابة بالإصرار على معصيةٍ ما، وطالما اقترفت هذه المعصية، وكلما اقترفتها يحترق قلبي، وأتوب، وأعزم على عدم العودة، ولكني أعود مرةً، ومرتين وثلاث حتى أنه لم يصبح لدي شعور بالندم والحرق كما كنت سابقاً، ولكني مصرة على التوبة كلما عدت للذنب مع عدم شعوري بالندم -كما قلت لكم-، وما أعرفه أن التوبة لا تقبل إلا بشروط، منها الندم، فما الحكم، وهل تقبل توبتي، وبماذا تنصحونني؟

الواجب عليك الندم الصادق على ما مضى، والإقلاع من المعصية، وتركها خوفاً من الله وتعظيماً له، والعزم الصادق على عدم العودة، وبذلك يغفر الله لك هذه الزلة، وإذا عدت إليها مرةً أخرى صار عليك إثم العودة، أما السابقة التي تمت التوبة منها توبةً صادقة فقد محيت وزالت، ولكن عليك الجد والصدق في عدم العودة واسألي الله العون والتوفيق، وابشري بالخير، والله يقول سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31) سورة النــور. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). وجاء عن الله عز وجل أنه وعد عباده بالتوبة والمغفرة إذا تابوا إليه واستغفروه صادقين نادمين، فهو الصادق في وعده سبحانه وتعالى، وهو القائل عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) سورة الزمر. فهو سبحانه نهانا عن القنوط، وأخبر أنه يغفر الذنوب، فالواجب عليك وعلى غيرك من العصاة التوبة الصادقة، والندم والإقلاع والعزم الصادق على عدم العودة، والضراعة إلى الله في طلب التوفيق، والعصمة، والعافية، فهو سبحانه الكريم الجواد لمن صدق في طلبه، وسؤاله سبحانه وتعالى ( نور على الدرب المجيب الشيخ ابن باز )


369.gif



تائب ولا اجد حلاوة التوبة

لقد فعلت بعض الذنوب منها الكبائر، وعندما جئت للعمل في المملكة وجدت جواً إيمانياً؛ مما ساعدني على التوبة، ولكن لا أحس بالتوبة الصادقة في أعماق نفسي، وليس عندي إحساس بالندم على فعل تلك المعاصي، والخوف عندما أرجع حيث كنت أن أقع في المعاصي مرةً أخرى، فما هو السبب في عدم الإحساس بالتوبة؟ جزاكم الله خيراً، علماً بأن رغبتي صادقة وشديدة إلى التوبة.

السبب -والله أعلم- ما في القلب من القسوة وأثر الذنوب السابقة، فإذا منحك الله الإحساس بعظم الذنب والشعور بالخطر، فإنك بذلك تجدد توبةً صادقة مضمونها الندم على الماضي الندم الصادق والحزن، والإقلاع من الذنب وتركه خوفاً من الله وتعظيماً له، والعزم الصادق أن لا تعود فيه، ونوصيك بالإكثار من قراءة القرآن، والإكثار من ذكر الله، ومجالسة الأخيار، عليك بمجالسة الأخيار الطيبين جالسهم حتى تستفيد من صفاتهم وأخلاقهم، وعليك بالإكثار من الاستغفار وسؤال الله أن يمن عليك بالتوبة النصوح، وأن يصلح قلبك، وأن يعمره بالتقوى والخشية لله، اجتهد في هذا، وأكثر من قراءة القرآن بالتدبر والتعقل، حتى تعرف ماذا أعد الله للمؤمنين من الخير العظيم، وما أعد للكافرين من الشر العظيم، واضرع إلى الله أن يصلح قلبك، وأن ينوره بالإيمان وأن يعمره بخشية الله، وبهذا تجد -إن شاء الله- الإحساس الصادق بخطر الذنب، وتجد –أيضاً- الإحساس بشدة الحاجة إلى التوبة النصوح التي لا يخالطها إصرار على المعصية. جزاكم الله خيراً.


369.gif



ومن قصص التائبين


369.gif



حقاً إنها الليلة الأولى من حياتي

عدت الى طريق التائبين

ها انا اسطر لكم قصتي

توبتي من المواقع المخله وغرف الشات


369.gif




همسة

369.gif



سارعوا بالتوبة إلى الله قبل فوات الآوان ...!!!

هيا من الليلة عُد إلى الله وتب إلى الله، فَكِّرْ وَ حَاسِبْ نَفْسَك وكن لها كالشريك الشحيح

الذي يُحاسِبُ شَرِيكَهُ، ماذا ضَيَّعتْ ......... وَمَاذَا قَصَّرْتْ ............. وَمَاذَا فَرَّطْتْ؟

وقل لها:

يا نفسُ قَدْ أَزِفَ الرحيلُ .... وَأَظَلَّكِ الخطْبُ الجليلُ

فتأهبي يا نَفْسُ للرحيل.... لايَلْعَبْ بِكِِ الأملُ الطويلُ

فلتنزلن بمنزلٍ...... ينسى الخليلَ به الخليلُ

وليركبنّ عَلَيْكِ فِيه.. مِنَ الثَّرَى حِمْلٌ ثَقِيلُ

ساوا الفناء بيننا جميع.... فما يبقى العزيزٌ ولا الذليلٌ

فكِّر في لحظة تخرج فيها من هذه الدنيا بلا جاه ولا مَنصب ولاسلطان

فكِّر في لحظة ستدخل فيها إلى قبرٍ ضيق يتركك فيه أهلكُ وَخِلاَّنَك وَأَحْبَابَكْ، ويتركوك مع عملك بين يدي أرحم الراحمين

فكر حينها عندما يناديك رب العالمين..

فكِّر في لحظه سيُنادى عليك فيها على رؤوس الأشهاد ليكلمك الله جلا وعلا بدون ترجمان

فكِّرْ في لحظةٍ ترى فيها جهنم والعياذ بالله، قد أُوتي بها لها سبعون ألف زمام مع كل زِمَامْ سبعون ألف ملك يجرونها...

عجّل من الليلة بالرجوع والتوبة الى الله

YouTube - ‫قصص التائبين - محمد حسان و نبيل العوضي‬‎
 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
سلــ ( 5) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )

v115.gif


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

إن من نعم الله تعالى أن يسر للمذنبين طريق التوبة والهداية والرجوع إلى صراطه المستقيم..بل من نعمه أيضا أن جعل لهم باب التوبة مفتوح على مصراعيه ، لمن أراد أن يتوب توبةً نصوحا ..

قال سيد قطب : ( باب التوبة دائما مفتوح يدخل منه كل من إستيقظ ضميره وأراد العودة والمآب ، لايصد عنه قاصد ولا يغلق في وجــه لاجئ أيا كان وأيا ما ارتكب من الآثام ).

الا ان هناك عوائق تقف فى طريق التوبة ومن هذه العوائق :

عوائــــــــــــق التــــــــــــــــــــوبــــــــة

369.gif


العائق الثاني من عوائق التوبة: استثقال التوبة واستصعاب الالتزام:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ


وهذا من فعل الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء.. بعض الناس إذا قلت له: تب.. قال لك: إن هذا عليّ صعب عسير.. فمثلا ترى المدخن يقول: إنّ لي عشرين عاما وانا أدخن.. أنا أنوي التوبة من التدخين.. ولكن كيف اتوب وقد تسرب هذا السم الى جسمي وصرت لا أستطيع التخلص من أسره..؟؟

ويقول لك آخر: إنني مذ عرفت عيناي الرؤية وأنا أنظر الى النساء.. فكيف أتوب وآخر: كيف أنتهي عن الكذب والنميمة..؟؟ ورابع يقول: إنني طوال حياتي أرسم للناس صورة خيالية عن نفسي ولا أستطيع أن أهدم تلك الصورة الآن..

إنهم وفي قرارة أنفسهم يعلمون أنهم مخطئون.. ولكنهم يحتجون أو يتبججون.. فيقولون.. إنّ الملتزمين قد حرموا كل شيء.. السجائر.. الخمر.. الموسيقى... الشم.. الهيروين.. كلّ هذا حرام.. فما بقي لنا..

سبحان الله العظيم.. فكيف السبيل للتحاور مع هؤلاء.. كيف تقول لهم إنّ الحرام أشياء معدودة وهو ما حرمه الشرع ولم يحرمه الملتزمون.. أما الحلال فلا سبيل الى حصره..

إننا نتناسى أن الأصل أن تعيش لله وبالله... ولا تستثقل الالتزام مثل أن تقوم لتصلي الفجر في حين تعودت أن تنام حتى الظهر.. ألا ترى أنه من الخسران أنك قد حولت لياك الى نهار.. ونهارك الى ليل.. هذا في حين يقول خالقك في كتابه العزيز:{ وجعلنا الليل لباسا* وجعلنا النهار معاشا} [النبأ: 10 -11] وقال:{ من إله غير الله يأتيكم بليل فيه تسكنون} [القصص: 72].

فالليل سكون.. وأنت قد قلبت السكون الى ضجيج وموسيقى.. وعشت لياك نهارا.. عندها لن يكفيك نوم النهار كله.. ولكن إذا حاولت ضبط نفسك.. فتنام مبكرا وتستيقظ مبكرا.. كما قالت أم المؤمنين عائشة: عجبت لمن ينام عن صلاة الضبح كيف يرزق..؟ فبعد صلاة الصبح تقسم الأرزاق.. أنت تنام ولا تصلي والله برزقك.. ألا تخجل من نفسك..؟! تعصي الله وهو يمهلك..

والسؤال الآن: كيف يمكن الخلاص من استثقال التوبة واستصعاب الالتزام..؟

369.gif


عليك الآن بالآتي:

1- دفع التسويف:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فورا وبلا تردد.. والتوبة بادي الرأي.. ألا تفكر قبل أن تتوب... وأن تسلم لله سبحانه وتعالى.. وانظر لكلمة اشتهرت عن سيدنا علي رضي الله عنه ـ ولا نعلم مدى صحتها بالنسبة إليه ـ .. أنه لما عرف الاسلام قال له الرسول صلى الله عليه وسلم:" ألا تستشير والديك..؟" قال: وهل استشار الله سبحانه وتعالى ولدي حين خلقني..؟

إنّ أحدهم إذا قلت له: تعل لتصلي العصر قال لك: سوف أصلي ركعتين استخارة أولا.. فيم تستخير..؟ وعلام..؟

إن الواجب عليك أن تتوب.. الآن وبلا تسويف.. فإنّ التوبة فرض.. واجب.. هل تفكر ما إذا كنت تتوب أم لا..؟ إنّ هذا كمن يستفتي الناس فيما شرع الله هل صحيح أم لا؟

إنها أومر الله.. وقد هداك النجدين.. إما أن تطيع أو أن تعصي.. فهل ستطيع أم أنك ستعصي..

واعلم أنّ أول علاج لاستثقال التوبة واستصعاب الالتزام هو دفع التسويف فورا.. وتحرير النية.

2- الصدق مع الله:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

إذا صدقت مع الله فسيعوّضك الله خيرا مما تركت.. فمن ترك العمل في البنوك الربوية لله روقه الله من حيث لا يحتسب.. فسبحانه الذي يطعم ولا يطعم.. وهو الذي قال:{ وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون* ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون* إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 56-58].

وسبحانه قال:{وفي السماء رزقكم وما توعدون* فوربّ السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون} [الذاريات: 22- 23].

وعز من قائل:{ وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها، كلّ في كتاب مبين} [هود :16].

سبحانه قال:{ وقدّر فيها أقواتها} [فصّلت 10].

أتخاف أن يجيعك الله..؟ وأنت لا تنظر ماذا قدّمت.. ماذا فعلت من عمل لأجله..؟؟ يجب عليك أولا الصدق مع الله.. أصدق الله يصدقك.. تب لله صادقا يكفيك كلّ ما أهمّك.. { ومن يتق الله يجعل له مخرجا*ويرزقه من حيث لا يحتسب} [الطلاق:2-3].

واعلم أن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته..

3- التبرؤ من الحول والقوة:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أن تتبرأ من كل حول وقوة.. وأن تستشعر الإعانة والمعية.. وحسن الظن بـ الله سبحانه وتعالى.. إنّ كلّ صهب بحول الله وقوته يصير سهلا.. فإذا استعنت بالله أعانك.. والقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.. فهو قادر على أن تبيت وأنت تحب المعاصي وتصبح وأنت تكرهها.. وما يدريك..

إنّ التبرؤ من الحول والقوة أن تدع حولك وقوتك.. عزيمتك وهمّك وأن تستعين بالملك القادر.. القاهر.. أن تستعين به..

لما هدّد شعيب:{ قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنّك ياشعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودنّ في ملتنا، قال أولو كنا كارهين* قد افترينا على الله كذبا إن عدنا في ملتكم بعد إذ نجّانا الله منها، وما يكون لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا، وسع ربنا كل شيء علما، على الله توكلنا، ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين} [ الأعراف: 88-89] هكذا تتبرأ من الحول والقوة بقول على الله توكلنا...

انتهت القضية.. اصنعوا ما شئتم قالها نوح من قبل { فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمّة ثمّ اقضوا اليّ ولا تنظرون} [يونس:71].

وقالها هود عليه السلام:{ فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون* إني توكلت على الله ربي وربكم} [هود:55-56].

كما قلنا من قبل إن نواصينا ونواصي أعدائنا في يد ملك واحد.. في يد رب واحد.. يصنع بنا وبهم كيف يشاء.. لذلك تبرأ من حولك وقوتك واستشعر معية الله {وهو معكم أين ما كنتم } [الحديد:4] بعلمه وإحاطته وحوله وقوته معك {وإذا سألك عبادي عني قإني قريب} [ البقرة :186].. وقال صلى الله عليه وسلم:" احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك". أخرجه الترمذي (2516) كتاب صفة القيامة والرقائق والورع وقال حسن صحيح.

أيها الأحبة في الله: لاستشعار المعية انظر وقارن بين قول الله عز وجل:{ أرأيت إن كان على الهجى* أو أمر بالتقوى* أرأيت إن كذّب وتولّى* ألم يعلم بأن الله يرى} [العلق: 11-14].

في مقابلها لما قال موسى عليه السلام لربه:{ قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا أو أن يطغى* قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} [طه: 45-46].

قارن بين الآيتين: في الأولى{ ألم يعلم بأن الله يرى} [العلق:14] على سبيل التهديد والوعيد، وفي الأخرى على سبيل تثبيت القلب وإطمئنانه والركون إليه وصدق اللجوء إليه..

في حال المعصية تتذكر:{ ألم يعلم بأن الله يرى} أي سينتقم إن لم ترجع في الثانية حال كونك تتوب تتذكر
{ لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى} معية رحمة وإعانة وتوفيق وتسديد وهداية..



تب الانــــــــــــــــــــــــــــــــ
369.gif

YouTube - ‫دقة قلب - رباه قلب تائب‬‎
 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!

369.gif

من كلمات التائبين

• كنت أبكي ندما على ما فاتني من حب الله ورسوله.. وعلى تلك الأيام التي قضيتها بعيدة عن الله عز وجل. (إمرأة مغربية أصابها السرطان وشفاها الله منه).

نعم لقد كنت ميتا فأحياني الله ولله الفضل والمنة. (الشيخ أحمد القطان).

• وقد خرجت من حياة الفسق والمجون .. الى حياة شعرت فيها بالأمن والأمان والاطمئنان والاستقرار. (رجل تاب بعد موت صاحبه).

وختاما؛ أقول لكل فتاة متبرجة.. أنسيت أم جهلت أن الله مطلع عليك؟! أنسيت أم جهلت أم تجاهلت أن جمال المرأة الحقيقي في حجابها وحيائها وسترها؟! (فتاة تائبة).

• كما أصبحت بعد الالتزام أشعر بسعادة تغمر قلبي فأقول: بأنه يستحيل أن يكون هناك إنسان أقل مني التزاما أن يكون أسعد مني.. ولو كانت الدنيا كلها بين عينيه.. ولو كان من أغنى الناس.. فأكثر ما ساعدني على الثبات ـ بعد توفيق الله ـ هو إلقائي للدروس في المصلى، بالإضافة الى قراءتي عن الجنة بأن فيها ما لا عين رأت .. ولا أذن سمعت.. ولا خطر على قلب بشر.. من اللباس والزينة.. والأسواق والزيارات بين الناس.. وهذه من أحب الأشياء الي قلبي.. فكنت كلما أردت أن أشتري شيئا من الملابس التي تزيد عن حاجتي أقول: ألبسها في الآخرة أفضل.
( فتاة انتقلت من عالم الأزياء الى كتب العلم والعقيدة).


• بدأ عقلي يفكر وقلبي ينبض وكل جوارحي تناديني: اقتل الشيطان والهوى.. وبدأت حياتي تتغير.. وهيئتي تتبدل.. وبدأت أسير على طريق الخير.. وأسأل الله أن يحسن ختامي وختامكم أجمعين..
( شاب تاب بعد سماعه لقراءة لبشيخ علي جابر ودعائه).


*
وانتهيت الى يقين جازم حاسم.. أنه لا صلاح لهذه الأرض.. ولا راحة لهذه البشرية.. ولاطمأنينة لهذا الانسان.. ولا رفعة، ولا بركة، ولا طهارة.. إلا بالرجوع الى الله..
واليوم أتساءل.. كيف كنت سأقابل ربي لو لم يهدني؟!!!! (طالبة تائبة).


وفي ختام حديثي أوجهها نصبحة صادقة لجميع الشباب فأقول: يا شباب الاسلام لن تجدوا السعادة في السفر ولا في المخدرات والتفحيط.. لن تجدوها أو تشموا رائحتها إلا في الالتزام والاستقامة.. في خدمة دين الله، في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
ماذا قدمتم ـ يا أحبة ـ للإسلام؟ أين آثاركم؟ أهذه رسالتكم؟
شباب الجيل للإسلام عودوا فأنتم روحه وبكم يسود
وأنتم سر نهضته قديما وأنتم فجره الزاهي الجديد
(من شباب التفحيط سابقا).


همســـــــة

369.gif



النفس
تركن الى اللذيذ والهين.. فعلمها التحليق.. تكره الاسفاف.. علمها العز.. تأنف من الذل.. عرّفها الرب.. تستوحش من الخلق... نفسك هي دابتك التي تحملك الى الله.. عرّفها الطريق. تنقاد.. أبدا في معاتبتها وتقريرها بما صنعت من المعاصي.. لتنكسر لله..

وقل لها :

ويحك يا نفس.. بادري بالتوبة فقد أشرفت على الهلاك.. اقترب الموت.. وورد النذير فمن ذا الذي يصلي عنك بعد الموت.. من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت.. من يترضى عنك ربك بعد الموت..

ويحك يا نفس مالك إلا أيام معدودة وهي بضاعتك إن أتجرت فيها فزت.. ويحك يا نفس.. قد ضيّعتي أكثر رأس المال فلو بكيتي بقية عمرك على ما ضيّعت فيها لكنت مقصرة في حق نفسك..

فكيف يا نفس.. إذا ضيّعت البقية وأصررت على المعاصي..

اما تعلمين أن الموت موعدك.. والقبر بيتك.. والتراب فراشك.. والدود أنيسك.. والفزع الأكبر بين يديك..

أما علمت يا نفس أن عسكر الموت عندك على باب البلد ينتظرون وقد آلوا على أنفسهم بالإيمان المغلظة أنّهم لا يبرحون يا نفس..

أما علمتي أن الموتى العودة ليشتغلوا بالعمل الصالح ويستدركوا ما فرط منهم... أنت في أمنيتهم فاعملي.

.
يا نفس إن يوما من عمرك لو بيع منهم بالدنيا وما فيها لشروه.. ولو قدروا عليه وأنت تضيعين أيامك في الغفلة والبطالة

ويحك يا نفس.. اما تخافين.. أما تخافين

{ كلا إذا بلغت التراق* وقيل من راق* وظنّ أنّه الفراق* والتفّت الساق بالساق* الى ربك يومئذ المساق* فلا صدّق ولا صلى* ولكن كذّب وتولّى* ثم ذهب الى أهله يتمطى* أولى لك فأولى* ثم أولى لك فأولى} [القيامة: 26-35].

ويحك يا نفس.. أما تخافين أن تبدو رسل ربك منحدرة إليك بسواد الألوان وكلح الوجوه.. وبشري العذاب..

أما تخافين؟

أما تذّكرين..؟

هل تذكرين..؟

هل ينفعك ساعتها الندم..؟

أو يقبل منك الحزن..؟

أو يرحم منك البكاء..

ويحك يا نفس.. ويحك يا نفس.. تعرضين على الآخرة وهي مقبلة عليك... وتقلبين عن الدنيا وهي معرضة عنك..!

يا نفس.. كم مستقبل يوما لم يستكمله..؟

وكم من مؤمل غد لم يبلغه..؟ وتشاهدين في ذلك الموتى ولا تعتبرين..

يا نفس كيف أقول لربي غدا إذا سألني عن عملي..؟

ووضح لي طريقي..؟

إذا نلت كتابي بشمالي..؟

ونادى ربي يوم القيامة وقد غضب غضبا شديدا لم يغضب مثله قط.. ولن يغضب بعده مثله..!


تب الان مازال الباب مفتوح

v170.gif



 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
سلــ ( 6) ــسلة ... ( أتوب .. وأعود )

368.gif


الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

فإن من أعظم نعم الله عز وجل أن فتح باب التوبة،وجعله فجرأ تبدأ معه رحلة العودة بقلوب منكسرة،ودموع منسكبة، وجباه خاضعة

فجد في التوبة وسارع إليها فليس للعبد مستراح إلا تحت شجرة طوبى، ولا للمحب قرار إلا يوم المزيد فسارع إلى التوبة، وهب من

الغفلة، واعلم أن خير أيامك يوم العودة إلى الله عز وجل، فاصدق في ذلك السير وليهنئك حديث رسول الله : « لله
أشد فرحا بتوبة

عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع

في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا

ربك، أخطأ من شدة الفرح
» [رواه مسلم].

ومع هذا الفضل الكبير للتوبة و للعائد إلى الله الا ان هناك الكثير من العوائق التى تعوق التوبة ومنها :


عوائــــــــــــــــــــــــــــق التــــــــــــــــــــــــوبـــــــة

369.gif


العائق الثالث من عوائق التوبة: الاعتذار والتعلل والبحث عن المبررات:

369.gif


من أخطر عوائق التوبة
تزيين الشيطان عندما تقول لإمرأة إنّك متبرّجة لم لا ترتدين الخمار.. تقول لك إنها ظروف إنّ زوجي لا يرضى وأبي لا يرضى.. وهذا هو البحث عن المبرر.. وإذا سألت حليق اللحية: لم تحلقها..؟ يقول: طاعة الأب.. وبرّ الوالدين فرض.. مبررات.. إنه الهوى.. أو ما يسمى بالمنطق التبريري وهو أكبر مرض يواجه شباب الصحوة..

تزيين الشيطان:{ أفمن زيّن له سوء عمله فرءاه حسنا} [فاطر:8] نجد هذا يطيل ثوبه ويقول إنه لا يطيله بسبب الكبر.. وإذا كانت الموضة تأمر بأن يكون رداء الرجل حتى الركبة لاتبعها الجميع ويتناسوا قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما يقول إسبال الثوب، إسبال في النار.. فههنا تخرج علينا المبررات.. هذا هو تزيين الشيطان..

والعلاج الدافع لهذا السبب: طلب العلم، واتهام النفس.



369.gif


العائق الرابع: الاغترار بستر الله وتوالي نعمه.

369.gif



فإذا أذنب العبد الذنب وستره الله.. فيظن أن الستر إنما كان بحسن تخطيطه.. ولم يفكر أن القضية ليست بحسن التخطيط وإنما القضية بستر الحلم عليه..

وعلاج هذا الخوف من العقوبة بهتك الستر المسبل عليك.. والعلم بأن الإمهال استدراج قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:" إذا رأيت الله تعالى يعطي العبد من الدنيا ما يحبّ وهو مقيك على معاصيه فاعلم إنما ذلك منه إستدراج" أخرجه الامام أحمد (16860) في مسند الشاميين، وقال الشيخ الألباني رحمه الله إسناده جيد "مشكاة المصابيح" (5201).

وقال تعالى:{ فذرني ومن يكذّب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون* وأملي لهم، إنّ كيدي متين} [القلم:44-45]. لله المثل الأعلى لكننا سنطرح هنا مثالا.. بموظف دخل في مرة ووجد نقودا في درج المكتب الخاص للمدير فأخذها.. فأخذ الشك المدير فيه فماذا يعمل؟

إنه في مرة أخرى يضع نقودا في نفس الدرج.. ويتغافل حتى يضع الموظف يده في الدرج لأخذ النقود فعندها يمسكه ويقول إنه ما فصله من عمله في المرة الأولى إلا لعدم التأكد..

إنّ هذا مثال الاستدراج ولله المثل الأعلى.. فتجد الشاب قد فعل كذا وكذا وستره الله.. ويطلب من الله الرزق فيعطيه.. وقد قلنا من قبل وحذرنا.. فإياك أن تظن أن إجابة الله لدعائك كرامة.. فقد يعطي الله العبد ما يطلب وهو يكرهه ليكون فيه هلاكه..

أليس الله قد أجاب إبليس دعوته وهو أبغض خلقه إليه.. عندما قال له إبليس:{ قال ربّ فأنظرني الى يوم يبعثون* قال فإنك من المنظرين} [الحجر: 36-37].

فأنت تطلب الرزق.. والزوجة الجميلة.. الطيبة.. والوظيفة المريحة.. فيعطيك وعندها تظن أن الله يحبك.. ألا ترى معاصيك ومخازيك.. ألا تتدبر قول الله تعالى:{ إنما نملي لهم ليزدادوا إثما} [آل عمران: 178].

واستمع لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" إنّ الله يعطي الدنيا لمن يحبّ ومن لا يحبّ".

فانظر الى الدنيا لقد أعطاها الله للكفرة والفاسقين أيعني ذلك أنه يحبهم.. أبدا.. فخف من الله قدر قربه منك.. وارجوه قدر قربه منك.. ولا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون.


369.gif


العائق الخامس من عوائق التوبة: تعلق الذنب بأحكام يخشى العاصي منها بعد التوبة:

369.gif




فإن الشاب قد يزني.. وهو قد سمع ان من زنى يزنى به ولو في جدار بيته فيقول.. إذان لم أتوب.. فإذا سمع قول الله {الزاني لا لاينكح إلا زانية } [النور:3] فيقول إذن لن أتزوج فإنّ من أتزوجها لا بد وأن تكون زانية ونسي قول الله سبحانه وتعالى:{ ولا تزر وازرة وزر أخرى} [الأنعام:164] المقصود أن القلب قد يتعلق بأحكام.. فقد يظن أنه لو تاب سيرجم ويقام عليه الحد فيقول دعني مع الذنوب إذن.. من سرق مالا يؤمر بعد التوبة أن يرد المظالم..

فإذا لم يستطع قال لك دعني فلا فائدة ولكن لا يجب الاستسلام لتلبيس إبليس الذي يصنع من الذنب خمدقا يحاصرك فيه فلا تخرج من الذنب أبدا فيقول هل ستتوب.. إنّك لن تستطيع.. إنّك لا تصلح للتوبة.. ولا بدّ أن ننسى قول الله تعالى:{ إنّ الله يغفر الذنوب جميعا} [الزمر:53] وأنه سبحانه يقبل التوبة عن عباده وقد قال سبحانه وتعالى { ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون} [الحجر: 56] فلا تقنطوا من رحمة الله والتوبة تجب ما قبلها.. قال ربنا { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} [الزمر:53].


369.gif


العائق السادس من عوائق التوبة: الابتلاءات التي تقع على التائب بعد التوبة:

369.gif


يقول ربنا تبارك وتعالى:{ أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون* ولقد فتنّا الذين من قبلهم فليعلمنّ الله الذين صدقوا وليعلمنّ الكاذبين} [العنكبوت 2-3] لا بد هنا من العلم بأنك عندما تتوب سيعاديك أهلك.. ستجد نفسك بعد ان كنت حليقا.. ترتدي أحد الموضات.. متعطرا يتهافت عليك الناس في الوظائف.. وعندما تبت الى الله ورجعت اليه فأعفيت لحيتك ولبيت القميص الأبيض والعمامة تبحث عن عمل فلا تجد.. فعندها يجب أن تتذكر قول الله تعالى عندما يقول:{ ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير إطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه وخسر الدنيا والآخرة} [الحج:11]. ستجد العداء ن زملائك في العمل المدير مثلا قد تنافقه عندما شعرت أن النفاق هو العملة الرابحة أما الآن فإذا دخلت قلت السلام عليكم.. يقول اللهم اكفنا شرّ هذا النهار.. وهكذا النفاق الاجتماعي وعلى ذلك فقس..

المقصود ستجد العداء من المدير والزملاء.. الهل والأقارب.. الزوجة والأصدقاء.. الجيران.. عداء من جميع الجبهات.. قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم: ليتني أكون معك يوم يخرجك قومك فقال له مرتاعا:" أومخرجيّ هم"؟ قال: نهم.. لم يأت رجل قط بما جئت إلا عودي. أخرجه البخاري (4) كتاب بدء الوحي، ومسلم (160) كتاب الايمان.

هذا هو محمد الصادق الأمين.. اما عن قوم صالح فقد قالوا:{ ياصالح قد كنت فينا مرجوّا من قبل هذا} [هود:62].. كنا نحبك.. ماذا جرى لك لترافق المتطرفين.. أجننت.. فحين يرى العداء يفاجأ بأن الدنيا قد اشتعلت من حوله فيعود من حيث أتى.. ولكن اعلم قول الله تعالى:{ ولينصرنّ الله من ينصره} [الحج:40]. هذه سنّة الله التكوينية أن يكون العداء في البداية ثم يكون ظهور الحق، قال الامام الشافعي:" لا تمكين حتى تبتلى" الكل سيعلم أنك على حق.. واعلم إنك إما ستكون شهادة حق للاسلام وإما أن تكون شهادة زور ضد الاسلام حين تعود لتلك الشرور والمعاصي..

قلنا مرارا وتكرارا إنّ إنتصار المسلمين يوم حورصروا فيالشعب ثلاث سنين لم يكن أقل من انتصارهم في غزوة بدر لأن المشركين حين رأوا الثبات قالوا إن المسلمين على حق.. وكذلك فعندما يرون منك الثبات سيقولون إنّ الملتزمين على حق.. فإياك أن ترجع، واستعن بالله واثبت.




369.gif
 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
369.gif





العائق الأخير: العصرة التي تصيب قلب التائب:

369.gif


يقول ابن القيّم في كتاب " طريق الهجرتين" ص 340 دار الحديث، ها هنا دقيقة قلّ من من يتفطن لها إلا فقيه في هذا الشأن.. رحم الله ابن القيّم ورضي عنه.. قال وهي أن كل تائب لا بد له في أول توبته من عصرة وضغطة في قلبه.. من همّ أو غم.. من ضيق أو حزن.. يجب أن تشعر بهذه العصرة عندما تتوب.. الخوف من أن تكون قد ضللت الطريق.. فأنت لا تعرف جوانب الطريق.. لا تدري أوله ولا تعلم الى أين يفضي بك آخره.. ويقول ابن القيّم: ولو لم يكن إلا تألمه بفراق محبوبه.. فقد كانت الذنوب محبوباته.. أنيسته في وحشته.. فعندما يتوب سوف يفقد هذا الأنيس.. سوف يفقد أشياء كان يحبها.. سيتألم لفراق عيوبه التي لازمته ردحا من الزمان.. فينضغط قلبه وينعصر لذلك ويضيق صدره.. فأكثر الخلق يتوبون ثم ينكثون على أعقابهم ويعودوا الى المعاصي لأجل هذه المحبة للمعاصي.. والعالم الموفق يعلم أن الفرحة والسرور واللذة الحاصلة عقيب التوبة تكون على قدر هذه العصرة أقوى وأشد كانت الفرحة واللذة أكمل وأتم..

إنّ هذه العصرة دليل على حياة قلبك وقوة استعداده.. لو كان قلبك ميتا واستعدادك ضعيفا لما انعصر.. واعلم أن الشيطان لص الإيمان.. واللص إنما يقصد المكان المعمور.. بمعنى أن يحاول سرقة الايمان من القلب المعمور بالإيمان.. إنه لا يذهب الى المقهى أو الى الملهى.. فمن يجلس هناك ليس في قلبه ما يسرق.. إنما يقصد المكان المعمور من اجل السرقة..

لما قيل لإبن عباس إنّ اليهود يقولون نحن لا نوسوس في الصلاة.. قال: سبحان الله كيف يوسوس الشيطان لشيطان.. هم الشياطين.. والشيطان لص الإيمان.. والشيطان إنما يقصد المكان المعمور أما المكان الخرب فلا يرجو أن يظفر منه بشيء.. فإذا قويت المعارضات الشيطانية.. قويت العصرة.. فيوسوس لمن لبست النقاب.. ما الذي دفعك لهذه الفعلة الشنعاء.. أما انتظرت حتى تتزوجين.. ويوسوس لمن التزم وأعفى اللحية أما كنت انتظرت قليلا قبل الالتزام حتى كونت مستقبلك من السرقة.. المقصود أن هذه العصرة وسوسة الشيطان إذا دخل الشيطان ليوسوس دل على أن في قلبك من الخير ما يشتد حرص الشيطان على نزعه منه..

إنّ قوة المعارض والمضاد تدل على قوة معارضته وضده..

الإنسان القوي إما أن يكون رأسا في الخير أو رأسا في الشر.

إنّ النفوس الأبية القوية إذا كانت خيرة صارت رأسا في الخير وإن كانت شريرة صارت رأسا في الشر ولما كانت رأسا في الشر حرص الشيطان على ألا تبقى في الخير فتحصل قوة مجاذبة بينك وبين الشيطان.

فإنه بحسب موافقته لهذا العارض وصبره عليه يثمر له ذلك من اليقين والثبات والعزم ما يوجب زيادة انشراحه وطمأنينته دليل على حرص الشيطان عليك..

وهذا دليل قوة إيمان لذلك ينعصر قلبك لأنه لو لم يكن فيه إيمان كان فورا قد عاد من حيث أتى فلذلك ينبغي أن تعلم أن ثباتك وعزمك سيوجب لك بعد النصر انشراحا وطمأنينة..

كلما عظم المطلوب كثرت العوارض وهذه سنة الله في الخلق وانظر الى الجنة وعظمها.. انظر في المقابل الى الموانع والقواطع التي حالت دونها.. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" حفّت الجنة بالمكاره" مسلم ( 2723) كتاب الجنة وصفة نعيمها، والترمذي (2559) كتاب صفة الجنة. حتى أوجبت أن ذهب من كلّ ألف رجل واحد يدخل الجنة وقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي " يا آدم اخرج بعث النار فيقول آدم وما بعث النار يا رب يقول الله سبحانه وتعالى من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون الى النار وواحد الى الجنة"..

فما السبب؟؟

السبب أن الجنة قد حفت بالموانع والقواطع.. انظر الى محبة الله سبحانه وتعالى والانقطاع اليه والتبتل اليه وحدع والأنس به وحده.. انظر الى محبته واتخاذه وايا ووكيلا وكافيا وحسيبا.. هل يكتسب العبد أشرف من هذا.. انظر الى القواطع والحوائل المانعة دون ذلك.... هل الطرق الموصلة الى محبة الله سبحانه وتعالى بهذه السهولة.. إنّ هذا غير ممكن.. إنّ هذه الطرق تحتاج الى الكثير من المجاهدة لذا ينبغي أن تنتبه الى هذا الأمر.. انتبه الى تلك العصرة الحادثة بالتوبة..

فلما كانت التوبة من أجلّ الأمور وأعظمها نصبت عليها المعارضات والمحن ليتميز الصادق من الكاذب.. وتقع الفتنة ويحصل الابتلاء ويتميز من يصلح ممن لا يصلح.. قال سبحانه:{ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء، فآمنوا بالله ورسله، وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم} [آل عمران: 179].

فاصبر على تلك العصرة قليلا.. تفضي بك الى رياض الأنس وجنات القدس.

يقول ابن القيّم:

ولكن إذا صبر على هذه العصرة قليلا أفضت به الى رياض الأنس وجنات الانشراح وإن لم يصبر { انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين} [الحج:11].

فاصبر أخي في الله على تلك العصرة ولا تهتم بها.. وتأمل نصر الله بعد ذلك فهذه العصرة لا بد منها.. وهي علامة من علامات الصحة.. فليطمئن قلبك.. وانطلق .. وانطلق..



369.gif


من قصص التائبين

369.gif



توبة راقص بآية واحدة !

صرخة تائب


عـــــــــــــــــائــــــد


عائد..نادم..تائب


حقاً إنها الليلة الأولى من حياتي

( وأضاءت حياتي برحمه الله )

سبب توبتي وسعادتي..??

التوبه وقصتي معها


يـوم تـوبـتـي



369.gif


من أقوالـــــــــــ السلف

369.gif



قال يحي بن معاذ رضي الله عنه: ( من أعظم الاغترار عندي: التمادي في الذنوب مع رجاء العفو من غير ندامة، وتوقع القرب من الله تعالى بغير طاعة، وانتظار زرع الجنة ببذر النار، وطلب دار المطيعين بالمعاصي، وانتظار الجزاء بغير عمل، والتمني على الله عز وجل مع الإفراط. ومن أحب الجنة انقطع عن الشهوات، ومن خاف النار انصرف عن السيئات )

وقال الحسن البصري: ( إن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة، يقول أحدهم: إني أحسن الظن بربي، وكذب، لو أحسن الظن لأحسن العمل )

وقال رحمه الله : ( إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله عز وجل، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة، إن المؤمن يفجؤ الشيء بعجبه فيقول: والله إني لأشتهيك، وإنك لمن حاجتي ولكن والله ما من صلة إليك، هيهات، هيهات، حيل بيني وبينك، ويفرط منه الشيء
فيرجع إلى نفسه فيقول: ما أردت إلى هذا، مالي ولهذا!

والله لا أعود لهذا أبدأ إن شاء الله، إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم، إن المؤمن أسير في الدنيا، يسعى في فكاك رقبته، لا يأمن شيئا حتى يلقى الله عز وجل، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وبصره ولسانه وجوارحه )

أيها السائر في طريق الحياة.. جهاد النفس جهاد طويل وطريق محفوف بالمكاره، مذاقه مر وملمسه خشن، فعليك بالسير في ركاب التائبين حتى تحط رحالك في جنات عدن.

وقال الحسن: ( ابن آدم.. إنك تموت وحدك، وتدخل القبر وحدك، وتبعث وحدك، وتحاسب وحدك )

فينبغي لكل ذي لب وفطنة أن يحذر عواقب المعاصي، فإنه ليس بين الآدمي وبين الله تعالى قرابة ولا رحم، وإنما هو قائم بالقسط، حاكم بالعدل، وإن كان حلمه يسع الذنوب، وإن شاء أخذ وأخذ باليسير، فالحذر الحذر .





 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
368.gif



عينين جاحظتين.. ووجه مكفهر..

جفنين... وكفين... وصدر مستعر...

حنين...، وأنين... ودمع منهمر...

رفع رأسه وقال لي:

أسألك بالله.. هل يغفر الله لي...؟!!

والله لقد فعلت...، وفعلت...، وفعلت...

قلت:

أخي: أرخي ستر الله عليك.. وتستر بعافيته..

فإن طعم الفضيحة مر...

واعلم أن ربك غفور رحيم... نعم والله... لو أتيته لا تشرك به شيئًا، ومعك من الخطايا والذنوب ما يضيق به الأفق.. تريد عفوه... ومغفرته.. غفر لك على ما كان منك ولا يبالي...

ولو تقربت إليه شبرًا تقرب إليك ذراعًا..، ولو تقربت ذراعًا تقرب إليك باعًا... بل لو أتيته تمشي أتاك هرولة.. جل في علاه، وتقدس في ربوبيته وإلاهيته وأسمائه الحسنى وصفاته العلى... سبحانه.. يفرح بتوبتك فرحًا شديدًا... يليق بجلاله وعظمته.. يعدك مغفرة منه وفضلا.. يبدل سيئاتك حسنات..

قال: عجبًا... جنيت... وجنيت... ذنوبًا عظيمة.. ثم يبدلها حسنات.. ما هو دليلك بالله عليك...؟!
قلت:

ألم تقرأ قول الحق جل في علاه... " فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا" [الفرقان: 70].

فبكى صاحبي – والله – حتى رحمته...
* * *

1434.jpg



أيها المبارك...

اجعل من أنينك، وتوجعك من ذنبك مفتاحًا للولوج إلى الجنة.. بفضل الله ورحمته ومنه...

وأبشر بغفور رحيم.. يقبل التوبة عن عباده..

أبشر بخير يوم في حياتك.. إن أنت جددتها بالتوبة الصادقة الناصحة...

لا للعودة للذنب.. لا للرضا به..

لا للتساهل فيه.. لا للتمادي عليه..

لا للتفكير فيما مضى..

وإنما فكر في الإصلاح بالتوبة، والإحسان بالعودة..


أيها المبارك...

إن أنين المذنبين لا يقطعه إلا الوقوف بين يدي رب العالمين... عله أن يرحمك مع المرحومين... وأن يعتقك مع المعتقين، وأن يقبلك مع المقبولين..

إن إسبال العبرات..

وسكب الدمعات... والألم والحسرات وإتباع الزفرات الزفرات...

أمارة الخضوع والخشوع.. على باب الملك جل في علاه..

وتأمل الطفل الصغير إذا رغب في طلب بكى حتى يحصل عليه...

أفلا تبكي... بين يدي ربك جل وعز... إن رغبت في التوبة والعطاء...!!!

أفلا تنطرح على الأعتاب... إن أردت ولوج الباب...!!!

أفلا تطرق باب التوبة، والاستعتاب...!!!

أفلا تخط بمداد الدموع توبة صادقة... وأوبةً ناصحة... وعودًا حميدًا... لتعيش عيشًا سعيدًا!!!

إذا فردِّد... ردد أيها التائب..." رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ" [آل عمران: 193، 194].


ردد أيها التائب... «اللهم إني استغفرك وأتوب إليك».

ردد أيها التائب...

«أتوب إليك يا رحمن مما

جنت نفسي فقد عظمت ذنوبي...»

وأوقد شمعةً بدمعة...

واجعل من كل عبرة... عبرة...

وعد إلى رحاب الرضا... إلى شواطئ المغفرة... إلى دنيا السعادة.. وسعادة الدنيا... عُدْ... عُدْ... عُدْ...

1435.jpg



وبعد أخى الحبيب فلنا وقفات وتنبيهات مهمة فى التوبة


367.gif




ولتعلم أيها الحبيب أنهُ ثمة تنبيهات ومسائل قد تكون قبل التوبة أو في أثنائها أو بعدها فيجب الحذر منها وهي كالتالي :


1- فلربما وقف الشيطان بطريق توبتك مصوراً لك ذلك الكم الهائل من المعاصي التي اقترفتها ليثقل بها خُطاك عن الطريق المستقيم الذي حث الله عليه في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولئن أطعته فذلك الغبن والخسارة حقاً ، فإياك وأن تتبع خطاه ، فلم يُعرف عنه قط ولن يعرف أنه ناصح لك طرفة عين .

واعلم أنه مهما كانت الذنوب كبيره فلن تكون أكبر من رحمة الله تعالى قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : " فلا يحل لأحد أن يقنط من رحمة الله ولا أن يُقنّط الناس من رحمته ؛لذا قال بعض السلف: وإن الفقيه كل الفقه الذي لا يؤيس الناس من رحمة الله ولا يجرؤهم على معاصي الله"
.
واسمع نداءه لك – وهو الغني عنك، وأنت الذي لا ينفك فقرك إليه لحظة من اللحظات – في الحديث القدسي حيث يقول: (( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة ))

فبادر أُخيَّ ولا تتردد ما دمت في زمن الإنظار وسارع قبل فوات الأوان ولأعمار فالعمر منهدم والدهر منصرم.


قدم لنفسك توبةً مرجوةً قبل الممات وقبل حبس الألسنِ


367.gif




2- احذر كل الحذر من التسويف والتأجيل في التوبة بحجة الخوف من الانتكاسة أو أن يستهزء بك أو أن يُتكلم فيك أو إن تتغير نظرة الأقارب لك أو غير ذلك من الحجج الواهية وهذا من الأمور العجيبة والمخذله التي يعتقدها بعض الشباب ، فهو إذا أراد أن يعصي أو يذنب أذنب مباشرة ، أما إذا أراد أن يتوب فإنه يسوف ويؤجل ، وهذا لا شك أنه من تلبيس إبليس على هذا الشاب ؛ ولو قيل له أنه ستموت بعد لحظات ليبادر إلى التوبة مباشره والرجوع إلى الله بأسرع وقت .

قال أبو بكر الواسطي - رحمه الله - : "التأني في كل شيء حسن إلا في ثلاث خصال : عند وقت الصلاة ، وعند دفن الميت , والتوبة عند المعصية " .

فلا ينبغي لمسلم أن يؤجل في التوبة لأن الأعمار بيد الله، ولأن القلوب أيضا بيد الله، ولا ينبغي أيضا أن يغتر العبد بحلم الله عليه أو بنعم الله عليه إن كان غير مطيع لله؛ لأنها ليست دليل رضا الله عليه، بل قد تكون دليل سوء مآله وعاقبته والعياذ بالله .

فيا من يذنب ولا يتوب كم قد كُتِبَتْ عليك من الذنوب ؟ فخَلِّ الأمل الكذوب، فرب شروق بلا غروب !!

367.gif



3- يكثر السؤال عن تحديث النفس بالمعصية والتي يظن البعض أحياناً أنها تنقص التوبة أو أنها تبطلها أو أنه لم يتب أصلاً أو يتهم نفسه بنفاق وقد يكون هذا هاجس عند الكثير من الشباب ؛وهو في الحقيقة لا يضر إذا دافعه الشاب بل هو أمر طبيعي وجبلي وقد يقع لأي إنسان بل أنه وقع لبعض الصحابة رضى الله عنهم وعندما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم به أو تعمل " وإنما يضر استدعاؤه ومحادثته ، فالخواطر كالمار على الطريق إن تركتها مرّت وانصرفت عنك ، وإن استدعيتها سحرتك بحديثها وغرورها ،ويقول ابن القيم – رحمه الله - : " قاعدة في ذكر طريق يوصل إلى الاستقامة...ومنها:

حراسة الخواطر وحفظها والحذر من إهمالها والاسترسال معها فإن أصل الفساد كله من قبلها يجيء ؛ لأنها هي بذر الشيطان ، والنفس في أرض القلب ، فإذا تمكن بذرها تعاهدها الشيطان بسقيه مرة بعد أخرى حتى تصير إرادات ،ثم يسقيها بسقيه حتى تكون عزائم ، ثم لا يزال بها حتى تثمر الأعمال ، ولا ريب أن دفع الخواطر أيسر من دفع الإرادات والعزائم ؛

فإن قلت فما الطريق إلى حفظ الخواطر ؟ قلت أسباب عدة :

أولا: العلم الجازم باطلاع الرب سبحانه ونظره إلى قلبك وعلمه بتفصيل خواطرك .

ثــانـياً: حياؤك منه .

ثــالـثاً: إجلالك له أن يرى مثل تلك الخواطر في بيته الذي خلق لمعرفته .

رابعـاً: خوفك منه أن تسقط من عينه بتلك الخواطر .

خامساً: إيثارك له أن تساكن قلبك غير محبته .

سادساً: خشيتك أن تتولد تلك الخواطر ،ويستعر شرارها ، فتأكل ما في القلب من الإيمان ومحبة الله فتذهب به جملة وأنت لا تشعر .

سابعاً: أن تعلم أن تلك الخواطر بمنزلة الحب الذي يلقى للطائر ليصاد به ،فاعلم أن كل خاطر منها فهو حبة في فخ منصوب لصيدك وأنت لا تشعر .

ثامناًً: أن تعلم أن تلك الخواطر الرديئة لا تجتمع هي وخواطر الإيمان ودواعي المحبة والإنابة أصلاً بل هي ضدها من كل وجه ، وما اجتمعتا في قلب إلا وغلب أحدهما صاحبه ، وأخرجه واستوطن مكانه ، فما الظن بقلب غلبت خواطر النفس والشيطان فيه خواطر الإيمان والمعرفة والمحبة فأخرجتها واستوطنت مكانها لكن لو كان للقلب حياة لشعر بألم ذلك وأحس بمصابه " .

فا حذر وستعن بالله على دفع وساوس الشيطان ولا تسلم خاطرتك له فتعصي ربك قال تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } .



1436.jpg


4- لا بد أن تفارق دواعي المعصية أياً كانت صديق أو مجلة أو شريط أو رقم معين أو مجلس أو غير ذلك من دواعي الشر والرذيلة !!

ذلك أن وجود التائب في مكان المعصية يذكره بها ويحرك في النفس الداعي إليها، فيقع في حبائل الشيطان ويرجع على ما كان عليه ؛ وهنا أيها الأحبة أحب أن أنبه إلى أمر مهم يقع فيه بعض الشباب وهو أن بعض الشباب يتوب ويبقى مع صحبته السابقين بدعوى دعوتهم الى طريق الأستقامه ومن ثمَ تفاجأ بانتكاسته ويحتج بعدم القدرة على الاستمرار !!

وهذا في الحقيقة أمر طبيعي فكيف تريد الثبات على الاستقامة والتوبة وأنت لم تفارق الدواعي والأسباب التي تدعوك إلى المعصية ومنهم أصحاب السوء ولا شك أنه من مداخل الشيطان !! الم تسمع بقصة ذلك الرجل الذي قتل تسعه وتسعين نفساً وعندما أرد الله له التوبة وفقه لها وسأل عن أعلم أهل الأرض ، فدُل عليه ، فقال :إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة .فقال :" نعم ومن يحول بينك وبين التوبة" وأمره أن يذهب إلى أرض كذا وكذا فإن بها أُناساً يعبدون الله , فاعبد الله معهم ، ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء .

إذاً دعاه إلى مفارقة دواعي وأسباب المعصية ،فانتبه لهذا يا رعاك الله وشحذ الهمة ، وقوي العزيمة وتخلص مما يحرك في نفسك دواعي المعصية والرذيلة .


367.gif



5- ولا يسمى تائباً من ترك الذنوب لأنها تؤثر على جاهه وسمعته بين الناس، أو ربما طرد من وظيفتـه. ولا يسمى تائباً من ترك الذنوب لحفظ صحته وقوته، كمن ترك الزنا أو الفاحشة خشية الأمراض الفتاكة المعدية، أو لأنها تضعف جسمه وذاكرته. ولا يسمى تائباً من ترك السرقة لأنه لا يجد منفذاً للبيت، أو لم يستطع فتح الخزينة، أو خشي الحارس والشرطي. ولا يسمى تائباً من ترك أخذ الرشوة لأنه خشي أن يكون معطيها من هيئة مكافحة الرشوة مثلاً. ولا يسمى تائباً من ترك شرب الخمر وتعاطي المخدرات لإفلاسه. وكذلك لا يسمى تائباً من عجز عن فعل معصية لأمر خارج عن إرادته ،كالكاذب إذا أصيب بشلل أفقده النطق ، أو الزاني إذا فقد القدرة على الوقاع ، أو السارق إذا أصيب بحادث أفقده أطرافه. بل لابد لمثل هذا من الندم ، والإقلاع عن تمني المعصية أو التأسف، على فواتها ولمثل هذا يقول صلى الله عليه وسلم : " الندم توبة " .

والله نزّل العاجز المتمني بالقول منزلة الفاعل ، ألا تراه صلى الله عليه وسلم قال: (( إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأفضل المنازل ، وعبد رزقه الله علماً ، ولم يرزقه مالاً ، فهو صادق النية ، يقول : لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان ، فهو بنيته ، فأجرهما سواء ، وعبد رزقه الله مالاً ، ولم يرزقه علماً يخبط في ماله بغير علم ولا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه ، ولا يعلم لله فيه حقاً ، فهذا بأخبث المنازل ، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علماً فهو يقول:لو أن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان ، فهو بنيته ، فوزرهما سواء".

367.gif



6- مسألة / يشكل على بعض الناس هل تقبل التوبة من الذنب مع الإصرار على غيره أو لا ؟؟

يقول ابن عثيمين رحمه الله " الصحيح في هذه المسألة أن التوبة تصح من كل ذنب مع الإصرار على غيره لكن لا يُعطى الإنسان اسم التائب على سبيل الإطلاق ولا يستحق المدح الذي بمدح به التائبون، لأن هذا لم يتُب توبة تامة بل توبة ناقصة" .


367.gif



7- الإقلاع عن الذنب :

إما أن يكون إقلاعاً عن ذنب يتعلق بحق الله عز وجل فهذا يكفي أن يتوب بينه وبين ربه ولا ينبغي بل قد نقول لا يجوز أن تحدث الناس بما صنعت من الحرام أو ترك الواجب ، فإذا كان الله قد مَنِّ عليك بالستر وسترك عن العباد فلا تحدث أحداً بما صنعت إذا تبت إلى الله .
وقد قال صلى الله علية وسلم : " كل أمتي مُعَافى إلا المجاهرين " .

ومن المجاهرة كما جاء في الحديث : " أن يفعل الذنب ثم يُصبح يحدث به الناس يقول فعلت كذا وكذا ... " فهذا أيها الأحبة يتعلق بحق الله عزوجل .

أما إذا كان الذنب بينك وبين الخلق نجملها لك فيما يلي :

أولاً / فإذا كان مالاً فلا بد أن تؤديه إلى أصحابة ولا تقبل التوبة إلا بأدائه ، فإن كان صاحبه قد مات فإنك تعطيه ورثته فإن لم تعرفه أو غاب عنك هذا الرجل ولم تعرف له مكاناً فتصدق به عنه تخلصاً منه والله سبحانه وتعالى يعلمه ويؤديه إليه .

ثانياً / أما إذا كانت المعصية التي فعلتها مع البشر ضرباً وما أشْبه، فاذهب إليه ومكنه من ضربك مثلما ضربته إن كان على الظهر فعلى الظهر أو في أي مكان ضربته فليقتص منك لقوله تعالى : (وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا)(1) ولقوله : (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ).

ثالثاً / وإذا كانت المعصية أذية بالقول مثل : أن تكون قد سببته بين الناس ووبَّخته وعيَّرته فلا بد أن تذهب إليه تستحل منه بما تتفقان عليه ، حتى لو قال لا أسمح لك إلا بكذا وكذا من الدراهم فأعطه .

رابعاً / وإذا كانت المعصية قد اغتبته يعني أنك تكلمت به في غيبته وقد تحدثت فيه عند الناس وهو غائب فهذا فيه تفصيل .

إن كان قد علم بهذه الغيبة فلا بد أن تذهب إلية وتستحله ، وإن لم يكن علم بذلك فلا تذهب إليه واستغفر له وتحدث بمحاسنه في المجالس التي كنت قد اغتبته فيها فإن الحسنات يذهبن السيئات ، وتقول " اللهم اغفر لهُ " فلا بد في التوبة أن توصل الحقوق إلى أهلها .
YouTube - ‫صرخه تائب - قصة مؤثرة‬‎

 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!


آثــــار ســــلــفـيــة
367.gif


(1)(حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا وتزيّنوا للعرض الأكبر….).


(2) (المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خفّ الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شقّ الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر على غير محاسبة)


(3) (رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا، ألستِ صاحبة كذا، ثم ذمّها ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل فكان لها قائلاً).

(4)(لو كان للذنوب ريحٌ ما قدر أحدٌ أن يجلس إليّ).

(5)وقال يحيى بن معاذ رحمه الله حين سُئل مَنْ خصمك؟ قال: نفسي تبيع الجنة بما فيها من النعيم المقيم بشهوة ساعة.

(6)وقال ميمون بن مهران رحمه الله: لا يكون الرجل من المتقين حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة شريكه، حتى يعلم من أين مطعمه، ومن أين ملبسه، ومن أين مشربه، أمن حلال ذلك أم من حرام.

(7)وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة.




تــــــــــــــــــــذكــــــــــــــــــر:

367.gif



كم من شهوة ساعة أورثت ذلا طويلا، وكم من ذنب حرم قيام الليل سنين، وكم من نظرة حرمت صاحبها نور البصيرة، ويكفي هنا قول وهيب ابن الورد حين سئل: ايجد لذة الطاعة من يعصي؟ قال: لا.. ولا من هم. فأعظم عقوبات المعاصي حرمان لذة الطاعات وإن غفل عنها المرء لقلة بصيرته وضعف إيمانه أو لفساد قلبه.. قال ابن الجوزي : "قال بعض أحبار بني إسرائيل : يا رب كم أعصيك ولا تعاقبني ؟ فقيل له : كم أعاقبك وأنت لا تدري، أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟



تــــــــــــــــــــــذكـــــــــــــر:
367.gif


إن النفس لأمارة بالسوء فإن عصتك في الطاعة فاعصها أنت عن المعصية !! ، ولا شيء أولى بأن تمسكه من نفسك ولا شيء أولى بأن تقيّده من لسانك وعينك، فهما بحاجة الي لجام شديد لكي تسيطر عليهما


تــــــــــــــــــــــذكـــــــــــــر:
367.gif


إن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القلب ووهناً ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق.

نقلا عن موقع طريق التوبة

 
أعلى