قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
وقوله : { قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا }

اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك . فقال بعضهم في ذلك , ما : 18428 - حدثنا ابن بشار , قال : ثنا عبد الرزاق , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد { قال رب لم حشرتني أعمى } لا حجة لي . وقوله : { وقد كنت بصيرا } اختلف أهل التأويل ذلك , فقال بعضهم : معناه : وقد كنت بصيرا بحجتي . ذكر من قال ذلك : 18429 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , عن ابن جريج , عن مجاهد { وقد كنت بصيرا } قال : عالما بحجتي . وقال آخرون . بل معناه : وقد كنت ذا يسر أيسر به الأشياء . ذكر من قال ذلك : 18430 - حدثني محمد بن عمرو , قال : ثنا أبو عاصم , قال : ثنا عيسى ; وحدثني الحارث , قال : ثنا الحسن , قال : ثنا ورقاء , جميعا عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد { وقد كنت بصيرا } في الدنيا . 18431 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا } قال : كان بعيد البصر , قصير النظر , أعمى عن الحق . قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك عندنا , أن الله عز شأنه وجل ثناؤه , عم بالخبر عنه بوصفه نفسه بالبصر , ولم يخصص منه معنى دون معنى , فذلك على ما عمه . فإذا كان ذلك كذلك , فتأويل الآية , قال : رب لم حشرتني أعمى عن حجتي ورؤية الأشياء , وقد كنت في الدنيا ذا بصر بذلك كله . فإن قال قائل : وكيف قال هذا لربه : { لم حشرتني أعمى } مع معاينته عظيم سلطانه , أجهل في ذلك الموقف أن يكون لله أن يفعل به ما شاء , أم ما وجه ذلك ؟ قيل : إن ذلك منه مسألة لربه يعرفه الجرم الذي استحق به ذلك , إذ كان قد جهله , وظن أن لا جرم له , استحق ذلك به منه , فقال : رب لأي ذنب ولأي جرم حشرتني أعمى , وقد كنت من قبل في الدنيا بصيرا وأنت لا تعاقب أحدا إلا بدون ما يستحق منك من العقاب
.


تفسير الطبري
 
أعلى