الاميرة جورية
{سبحان الله وبحمده ..!
مقالة أعجبتني كثيراً،
آمل أن تجدوا فيها ما يجعل حياتكم أكثر راحة وهدوءاً..
المقالة بقلم الدكتور : خالد المنيف
في أحد غابات الصين يذكر عن شجرة أنها عاشت مئات السنين وقد أضحت من أعظم الأشجار وأطولها وقد واجهت على مدى مئات الأعوام جملة من المصاعب.
حيث الرياح العاتية والعواصف المدمرة والصواعق الحارقة، وبالرغم من كل هذه الكوارث بقيت صامدة واقفة بكل شموخ وكبرياء.. كالجبل الأشم وكالطود الثابت لم يتحرك لها غصن ولم يتزحزح فيها جذر ،ثم فجأة .. قوبلت بهجوم ضار من صغار الحشرات وهوام الأرض فلم تزل بها نخرا وقرضا حتى نالت منها واسقتطتها !
وكثير من البشر حاله كما هو حال الشجرة ثابتا صلبا شامخا أمام عظيم المصائب وجليل الرزايا ولكنه وبكل ببساطة تراه يستدرج من قبل توافه الأمور وصغائرها حتى تقضي على راحته وتجهز على سعادته..
حكت لي إحدى قريباتي وهي (القوية الصلبة) كيف أن مزاجها تعكر وليلها طال وهمها عظم كونها ما وفقت في اختيار (بلوزة) لطفلتها بنفس درجة لون البنطال في إحدى المناسبات..!
وثانية قد تلاعب فيها القلق وكاد أن يجهز عليها الهم والتفكير فقط لأنها في احد المناسبات نسيت مسح احد الفناجين فقدمته (مبللا ) للضيوف !!
إن الإشكالية التي يعاني منها الكثير لا تكمن في المشكلات المعقدة ولا في العقبات الكؤود، بل هي في دقيق الأمور وصغائرها فتلك كلمة زل بها وذالك تصرف لم يوفق إليه وهذه قد زاد وزنها قليلا وأخرى طفلها تصرف بشقاوة زائدة عند الضيوف أو زوجها تأخر عليها دقائق وهذا لم يجهز شماغه أو أزعجه صغيره!..
أمور لو تأمل فيها الإنسان لعرف أنها لا تستحق منا كل تلك الآلام والمتاعب والسهر والضيق، فما أروع أن نتجاوز سفاسف الأمور وصغائرها لنحمي حياتنا من التوتر والضغوطات ونعيش حياة عابقة بالفرح والسعادة..
وللتخلص من أسر تلك الصغائر وقيد هذه التوافه
إليك توجيهات جميلة ستخفف عليك الأحمال وتقلل الكثير من التوتر في حياتك بإذن الله:
1-أخي الكريم أختي الكريمة ماذا يعني إن أسأت التصرف في موقف ما أو أسأت لشخص من غير قصد وجانبك التوفيق في مشروع ما؟
عد لطبيعتك البشرية ، وتذكر انك بشر جبلت على الخطأ ولن تنفك عنه واعلم انك عندما تعلي مقاييسك وتبالغ في طلب المثالية سواء على الصعيد الشخصي أو العام فانك تخوض بهذا معركة خاسرة ستفقد معها نعمة الشعور بالرضا والقبول فتخلص من عقدة الكمال في الحياة حتى تبصر مواطن الجمال فيها.
2-إن الشخص الذي يتعاطى مع توافه الأمور وصغائر الإحداث بتوتر وأفعال يجني على نفسه جناية عظيمة ، حيث انه اقرب مايكون إلى الشخص الذي يفتت نفسه جزءا جزءا ويسقيها السم القاتل قطرة قطرة حتى يستيقظ في ذالك اليوم وقد أفنى روحه واستنزف كل طاقته وعرضها للانهيار الكامل، لذا فان الثمن الباهظ لأسر تلك الصغائر هو الحرمان من سحر الحياة وجمالها.
3-لاتظن- وفقك لله – انك شاغل الناس وحديث المجالس وبؤرة تركيز البشر يعدون أخطاءك فلست مركز الكون وتذكر أن الناس في شغل عن التفكير بأخطائك وزلاتك وإحصاء أنفاسك ومراقبة تحركاتك، لذا فقر عينا ونم ساكن البال عندما يصدر منك خطاء ، فلدى البشر مايشغلهم عن متابعة أخطائك أو الحديث عنها – وتذكر أن الدعوة لعدم الالتفات للصغائر لا يعني عدم الانتباه للأخطاء واستدراك مواطن التقصير إنما يجب أن يتعاطى معها بتؤدة وهدوء دون توتر وانفعال.
4- إن الهوس والتعلق بنظرية (إنجاز كل شئ) سيفضي بك أخيرا إلى أن لا تنجز شيئا ، فسر الحياة الجميلة ليست في إنجاز كل شئ وإنما تكمن في الاستمتاع بكل خطوة تقوم بها.
5- إن الأحداث الماضية والاستغراق في الحديث عنها وان كانت عظيمة فهي تصنف ضمن توافه الأمور وصغائرها، فلا تسترسل في التفكير حتى لا تعطل قدراتك وتذهل معها عن الاستمتاع بالحاضر والتخطيط للمستقبل .
6- طبق استراتيجية مايسمى(بفلتر الزمن) وتأكد أن اغلب الأشياء التي تزعجك الآن لن تشغل أي حيز في تفكيرك بعد سنة فتسامح مع كل خطأ أو زلة أو الم ، فسيصبح قريبا مجرد ذكرى فلا تجد في غيرك عدو ولا تكن ثائرا بلا قضية!!!