ملف خاص بمرضى السرطان " cancer " - اللهم عافينا -

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
سرطان الدم - المرض القابل للشفاء
Blood Cancer


مقدمة

بالرغم من حدوث تقدم كبير في النواحي المختلفة في الطب خلال القرن العشرين لا يزال يحتل مرض السرطان موقعا حساسا في وعي جمهور الناس من حيث إثارته لمشاعر الخوف والقلق لدى الكثيرين . ربما يرجع ذلك إلى أن التقدم الحاصل في معالجة السرطان عامة وإن كان كبيرا , إلا أنه أقل بكثير من التقدم الذي حصل في مكافحة وعلاج الأمراض المعدية خلال القرن العشرين أدى إلى ارتفاع متوسط العمر المتوقع للإنسان في البلدان المختلفة ارتفاعا كبيرا وأدى ذلك إلى ازدياد نسبة شريحة المواطنين الذين تجاوزوا سن الخمسين مثلا , ومن المعلوم أن معظم حالات السرطان تظهر في العقود التي تلي سن الخمسين ولذلك يمكن القول أن نسبة حالات السرطان مقارنة بعدد السكان حصل فيه زيادة نتيجة زيادة نسبة السكان الذين تجاوزوا سن الخمسين مثلا , بالإضافة إلى ذلك أدت الوسائل التشخيصية الحديثة إلى الكشف عن حالات لم تكن تكتشف قبل وجود الأجهزة الحديثة في هذا الزمان .

وبالرغم من التقدم الكبير في علاج سرطانات الدم والأورام الليمفاوية بالذات , بشكل يفوق حتى التقدم الذي حصل في الأورام الأخرى , والذي يتمثل في أن هذه الأمراض كانت مؤدية إلى الوفاة كلها تقريبا قبل الستينات من القرن العشرين , بينما يمكن الشفاء التام من معظمها اليوم بنسب تتراوح بين 25 إلى 90 %. بالرغم من هذا التقدم الكبير لا تزال أورام الدم والغدد الليمفاوية تثير الفزع والقلق لدى الكثيرين من الناس وذلك يرجع إلى عدة أسباب من ضمنها كون هذه الأمراض تصيب بنسبة أكبر شريحة من صغار السن سواء الأطفال أو الشباب , وكذلك لكون هذه الأمراض تصيب في حالات نادرة جدا أشخاصا من صغار السن يحتلون مكانا في وسائل الإعلام سواء كانوا من الرياضيين أو الفنانين أو غيرهم من الناشطين في مجال الأعمال أو الحياة العامة .

إن التقدم الكبير الذي حصل في علاج هذه الأمراض ترافق مع كون الوسائل العلاجية الكثيرة تعتمد على عقاقير ذات تأثيرات جانبية ملموسة لدى المريض ومرتبطة أيضا بمضاعفات تحصل نتيجة المرض ونتيجة علاجه , كل ذلك أدى إلى تغير في تعاملنا مع المرضى من حيث ضرورة شرح طبيعة مرضه له. في السابق كان معظم المرضى يتركون أمر العلاج للطبيب بينما اليوم أصبح الأطباء يحتاجون إلى كسب ثقة وتعاون المريض أكثر فأكثر , وأصبحت عملية كسب هذا التعاون مرتبطة بإفهام المريض طبيعة مرضه وطبيعة العلاج الذي يتلقاه والآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة التي يمكن توقعها , وكذلك ازدادت رغبة المرضى في معرفة أمراضهم وازدادت أيضا لديهم الوسائل التي تمكنهم من معرفة أمراضهم إما عن طريق المواد المطبوعة سواء في الصحف والمجلات أو الكتيبات التي تصدرها المؤسسات العلاجية المختلفة أو مؤخرا عن طريق الإنترنت وأصبح العديد من المرضى يدخلون إلى شبكة الإنترنت للتعرف على أمراضهم خاصة في البلاد المتقدمة حيث توجد مصادر معلومات كثيرة باللغات الإنجليزية وغيرها بينما تقل باللغة العربية للأسف , ولكن بالرغم من ذلك أصبحنا نحن الأطباء نقابل في مرات كثيرة العديد من المرضى الذين يأتون إلينا وقد تصفحوا مواقع الإنترنت عن أمراضهم واكتشفوا بعض الأمور التي يودون الاستفسار عنها , وأصبح أيضا العديد من المرضى يأتون إلينا بصور مقالات عن هذا الدواء أو ذاك ويطلبون منا معلومات أكثر . نتيجة هذه التغيرات ازدادت الحاجة إلى وجود الوسائل التي تساهم في إيجاد الوعي لدى الناس عن الأمراض المختلفة وتساهم في كسب ثقة وتعاون المرضى مع أطبائهم والمؤسسات العلاجية التي تتولى علاجهم.


 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
الخلايا والانسجة


السرطان هو عبارة عن تكاثر غير طبيعي للخلايا , فما هي الخلية ؟
الخلية عبارة عن الوحدة الأساسية للكائن الحي وهي صغيرة بحيث لا ترى إلا بعد تكبيرها تحت الميكروسكوب عدة مئات من المرات وتتكون الخلية بذاتها من غلاف خارجي وسيتوبلازم ونواة , وبداخل النواة تكمن المعلومات الوراثية التي تتحكم في جميع وظائف الخلايا بما فيها انقسامها وتكاثرها ونضوجها حتى تتميز وظيفيا بحيث تؤدي وظيفة معينة محددة وهذه المعلومات الوراثية مختزنة في الشفرة الوراثية المكونة من الحامض النووي ويمثل كل معلومة وراثية ما يسمى بالجين الذي يرمز معظم الأحيان إلى بروتين ذي وظيفة محددة معينة. وأثناء انقسام الخلايا تكتسب الخلايا مهارات لأداء وظائف معينة محددة مثلا خلايا الكبد تكتسب قدرات خاصة بها للتخلص من بقايا التمثيل الغذائي بالدم وخلايا عضلة القلب مثلا تكتسب القدرة على الانقباض والانبساط بشكل منتظم حتى تمكن القلب من ضخ الدم في الدورة الدموية , ويسمى مجموع الخلايا ذات التميز الشكلي والوظيفي المعين , الموجودة عادة متلاصقة بعضها بالبعض , بالنسيج . والأعضاء تتكون إما من نسيج واحد أساسي أو عدة أنسجة مرتبة بشكل محقق أداء الوظيفة المطلوبة منها .

أحيانا تجتمع عدة أعضاء وتكون جهازا معينا تتكامل فيه الأعضاء مع بعضها البعض بحيث تؤدي كل منها وظيفة وهي عبارة عن جزء من عملية معينة محددة تفيد الجسم فمثلا الجهاز الهضمي يبدأ بالفم حيث توجد الأسنان التي تقطع الطعام وتطحنه وتمزجه باللعاب بشكل يمهد للبلع عبر البلعوم والمريء إلى المعدة , حيث تقوم المعدة بمزج هذا الطعام بالعصارة المنتجة من قبلها وكذلك يطحن الطعام عبر انقباض عضلة المعدة ثم بعد ذلك ينتقل هذا الطعام إلى الإثنى عشر والأمعاء الدقيقة حيث تستكمل عملية الهضم و ثم في الأمعاء الغليظة يعاد امتصاص كمية كبيرة من السوائل التي أفرزت من الأجزاء السابقة في الجهاز الهضمي ثم تخرج فضلات الطعام عبر المستقيم وبذلك يكون الجهاز الهضمي بكل أجزائه ابتداء من الفم وانتهاء بالمستقيم جهاز متكامل يخدم عملية الهضم .

انقسام الخلايا والتحكم في ذلك
في العقود الماضية استطاع الإنسان أن يكتشف كثيرا من الأسرار التي تشرح كيفية التحكم في انقسام الخلايا والتحكم في إيقاف انقسامها لكن لا يزال هنا الكثير مما يجهله الإنسان في هذا الخصوص . ومما نعرفه الآن أن هناك جينات تتحكم في نمو الخلايا وانقسامها وهناك جينات توقف هذا النمو والانقسام .

في الواقع السرطان هو عبارة عن اضطراب في انقسام الخلايا لذلك نجد أنه في كثير من أنواع السرطان توجد اختلالات في جينات نمو الخلايا وانقسامها واختلالات في الجينات المنوط بها إيقاف انقسام الخلايا ونموها . وكذلك هناك جينات معينة تحرك عملية نهاية الخلية أو ما يسمى بالموت المبرمج فيحصل في بعض أنواع السرطان أن يكون هناك اختلال في الجينات المتحكمة في عملية نهاية الخلية . ومما هو معلوم أن هناك ما يسمى بالأورام الحميدة وما يسمى بالأورام الخبيثة فما هو الفارق بين الأورام الحميدة والأورام الخبيثة ؟

الفارق الأساسي هو في سرعة نمو انقسام خلايا الأورام الخبيثة فالأورام الخبيثة تكون سرعة انقسام خلاياها عالية بينما الحميدة تكون سرعة انقسام خلاياها بطيئة . وهناك أورام لا تكون فيها سرعة انقسام عالية بل تكون فيها اختلالات متعلقة بالجينات التي تتحكم في نهاية الخلية أو ما يسمى بالموت المبرمج وبالتالي تعيش هذه الخلايا أكثر من الوقت المفروض لها وبذلك تزاحم الخلايا الطبيعية في التغذية مثلا . ومن الفروق الأخرى التي تميز الأورام الخبيثة من الأورام الحميدة وجود خواص مثل غزو الأنسجة الملاصقة وكذلك انقسام جزء من الخلايا وانتقاله عبر الدم أو السائل الليمفاوي إلى أماكن غير موضع نشوء الورم وبذلك يحدث انتشار الورم . ولحدوث ذلك لابد من حدوث اختلالات جينية إضافية للورم تضيف خاصية غزو الأنسجة الملاصقة أو خاصية الانتشار ولا نزال نجهل الكثير من هذه الاختلالات وإن كنا نعرف بوجودها.

إذن حتى يحدث السرطان لابد من اختلالات في الشفرة الوراثية يؤدي إلى فقدان السيطرة على انقسام الخلايا ونموها وتميزها بعد حدوث السرطان تحدث اختلالات أخرى تؤدي إلى اكتساب صفات غزو الأنسجة الملاصقة والانتشار داخل الجسم . أما ما الذي يحدث هذه الاختلالات هذا ما يأتي شرحه فيما بعد .

الدم ومكوناته
لفهم الكثير من خصائص السرطان الدم لابد من معرفة ما هو الدم وما هي مكوناته . يمكن اعتبار الدم نسيجا سائلا يحتوي على العديد من الخلايا أهمها كريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء والصفائح الدموية .
1858.jpg

كريات الدم الحمراء: هي عبارة عن خلية استطاعت أن تتخلص نواتها بعد اكتمال نموها ونضوجها لكي تستطيع أداء وظيفتها بالدورة الدموية وتسمى كريات الدم هذه بالحمراء لكونها تحتوي على مادة صبغية حمراء تسمى الخضاب أو الهيموجلوبين . مادة الخضاب هذه هي التي تنقل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة المختلفة وتنقل ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين . وهذه العملية حيوية جدا لأن جميع عمليات التمثيل الغذائي مرتبطة بوجود الأكسجين وينتج فيها ثاني أكسيد الكربون الذي يجب التخلص منه . وحتى يحدث تبادل الغازات في الشعيرات الدموية لابد أن تكون لكريات الدم الحمراء خاصية الانبعاج عبر الشعيرات الضيقة , لذلك كان لابد لها من التخلص من النواة لان النواة تمنعها من الانبعاج التام عبر الشعيرات الضيقة .

كريات الدم البيضاء: هي عبارة عن خلايا مختلفة تتميز بأنها أكبر حجما من كريات الدم الحمراء وبأنها تحتوي على نواة تأخذ أشكالا مختلفة وبأنها لا تحتوي على أي مادة ذات لون ولذلك سميت بكريات الدم البيضاء لأنها تظهر تحت الميكروسكوب دون لون ما لم يتم صبغها بلون آخر.

من أنواع كريات الدم البيضاء الخلايا المتعادلة والخلايا الأحادية التي يكمن دورها في محاربة العدوى (البكتيريا خصوصا) والتخلص من أي أجسام غريبة صغيرة الحجم تغزو الجسم حيث تبتلع هذه الخلايا الجسيمات الصغيرة مثل البكتيريا والفطريات وتحطمها بواسطة إفراز أنزيمات هاضمة لها . من أنواع كريات الدم البيضاء أيضا الخلايا الليمفاوية وهي عبارة عن عدة أنواع بذاتها , مثلا هناك الخلايا الليمفاوية من نوع B التي تفرز أجساما مضادة موجهة ضد أي أجسام غريبة تغزو الجسم مثل البكتيريا أو الفيروسات وهناك الخلايا الليمفاوية من النوع T التي لها دور مهم ضمن الجهاز المناعي للجسم للتعرف على جميع الأجسام والمواد الغريبة على الجسم , وتتحكم في أداء وظائف كريات الدم البيضاء جميعا إفرازات تفرزها بعض أنواعها لتنشيط أنواع أخرى أو لتنشيط نفسها مما يؤدي إلى تكاثر النوع المطلوب بتواجده بدرجة كبيرة في المكان المطلوب وهذا جزء مما يسمى بعملية الالتهاب .

من مكونات الدم الخلوية أيضا ما يسمى بالصفائح الدموية , التي هي عبارة عن أجزاء من سيتوبلازم الخلية الأم لهذه الصفائح التي تكمن وظيفتها في أنها تقفل أي انقطاع في اكتمال نسيج الأوعية الدموية الداخلي بواسطة التصاق هذه الصفائح الدموية ببعضها البعض وتكوينها لكتلة من آلاف الصفائح الدموية وبذلك تقفل الجروح التي تؤدي النزف في حالة عدم إقفالها . ويختلف عمر خلايا الدم فمثلا كريات الدم الحمراء يكون متوسط عمرها 120 يوما بينما يكون متوسط عمر الصفائح الدموية 5-7 أيام وتختلف عمر كريات الدم البيضاء حسب نوعها فالخلايا المتعادلة مثلا يبلغ عمرها عدة ساعات بينما يبلغ عمر بعض الخلايا الليمفاوية سنوات طويلة وقد تبقى بقية العمر كله .

النخاع العظمي
تتكون خلايا الدم جميعا في النخاع العظمي وهي المادة التي تملأ العظم الإسفنجي الموجود داخل عظام الحوض , العمود الفقري , الأضلاع , عظم القص , الجمجمة , ورؤوس العظام الطويلة للذراعين والرجلين . تنشأ خلايا النخاع العظمي والخلايا الليمفاوية كلها من خلية أم واحدة وتستمر عملية تكوين هذه الخلايا مدة تتراوح من 10--14 يوما في العادة . ويتميز النخاع العظمي أن له مساحة محدودة فعلا أو مساحة محدودة من ناحية الخلايا الداعمة لتكاثرها . فإذا وجدت تكاثرا غير طبيعي في أحد أنواع الخلايا يؤدي ذلك إلى قصور في إنتاج الخلايا الأخرى وهذا ما يفسر لنا الأعراض التي يسببها سرطان الدم حيث أن تكاثر الخلايا غير الطبيعية هذا يؤدي إلى قلة إنتاج الخلايا الطبيعية ويكون لدى المريض قلة إنتاج لكريات الدم الحمراء وبالتالي ضعف قدرة الدم لنقل الأكسجين من الرئتين إلى الأنسجة وضعف في قدرة نقله لغاز ثاني أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين وبالتالي يشعر المريض بالضعف العام والإرهاق ويبدو عليه شحوب اللون ثم في مرحلة لاحقة يبدأ قصور النفس عند بذل مجهود وقد يشعر بتزايد ضربات القلب حيث أن الدورة الدموية تحاول تعويض ذلك بضخ كمية اكبر من الدم . أما قلة إنتاج كريات الدم المتعادلة مثلا يؤدي إلى ضعف في مناعة الجسم تجاه الأمراض البكتيرية خصوصا . وقلة إنتاج الصفائح الدموية يؤدي إلى ميل للنزيف فيظهر لدى المريض نزف على شكل نقاط حمراء تحت الجلد أو بقع أكبر تحت الجلد وقد يكون هناك نزف من اللثة أو من الأنف هذا بالإضافة إلى احتمال نشوء نزيف داخلي في أعضاء حساسة في الجسم .
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
أنواع سرطان الدم


تنقسم سرطانات الدم إلى أربعة أنواع رئيسية هي :
  1. سرطان الدم النخاعي الحاد
  2. سرطان الدم الليمفاوي الحاد
  3. سرطان الدم النخاعي المزمن
  4. سرطان الدم الليمفاوي المزمن
وهناك أنواع أخرى نادرة تدخل ضمن أحد الأنواع الأربعة المذكورة وإن كان لها خصائص بها .

وقد سمي النوعان الأولان بسرطان الدم الحاد لأنه في الأزمنة التي لم يكن هناك علاج متوفر لهذه الأمراض كانت المدة المتوقعة لبقاء المريض فترة أشهر , بينما يمكن توقع بقاء المريض في النوعين الآخرين لسنوات حتى لو لم يتلقى أي علاج . والحقيقة أن هذه الأمراض الأربعة أنواع مستقلة يختلف الواحد عن الآخر ويختلف علاجها وتختلف استجابتها للعلاج ولذلك تختلف فرص الشفاء منها .


يجمع هذه الأمراض إنها تنشأ في النخاع العظمي وتسبب احتلال حيز من مساحة النخاع العظمي يجعل الخلايا الطبيعية لا تجد مساحة كافية للتكاثر لإنتاج مكونات الدم من كريات الدم الحمراء أو البيضاء أو الصفائح الدموية . ولذلك تتميز كلها بأنها تسبب فقر دم أو ضعف الخلايا المتعادلة وبالتالي ضعف في المناعة أو ضعف إنتاج الصفائح الدموية وبالتالي الميل إلى النزف وان كانت هذه الأعراض تختلف من مرض إلى آخر .
وسنحاول فيما يلي بحث هذه الأمراض الواحد تلو الآخر .
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
سرطان الدم النخاعي الحاد


يكثر هذا المرض لدى البالغين ويقل لدى الأطفال وفي هذا المرض تتكاثر خلايا بدائية Primitive تشبه الخلايا الأم حتى تملأ معظم النخاع العظمي بحيث لا تبقى سوى مساحة محدودة للخلايا الطبيعية , فتحدث الأعراض لما يسمى بفشل النخاع العظمي .

وهذا المرض له أنواع فرعية عديدة جرى تمييزها بحسب شكل الخلايا وبحسب الخلايا الطبيعية التي نشأت منها . ثم في الفترة الأخيرة صار يقسم هذا المرض حسب الاختلالات في الكروموسومات التي يمكن الكشف عنها مخبريا حيث ثبت أن بعض الحالات التي توجد فيها اختلالات معينة في كروموسومات (16 أو 15-17 أو 8-21) يكون فيها المرض أقل خطورة من حالات أخرى في كروموسومات (5 أو 7) .

أعراض سرطان الدم النخاعي الحاد
تكون أعراض سرطان الدم النخاعي الحاد عادة غير خاصة بهذا المرض لوحده , فمثلا يشعر المريض بضعف عام ودوار وإرهاق وضيق في التنفس عند بذل مجهود وخفقان بالقلب وقد يميل إلى النزف من اللثة أو الأنف وقد تظهر عليه آثار نزف تحت الجلد على شكل طفح في الساقين أو بقع دموية في أنحاء مختلفة من الجسم وقد ترتفع درجة الحرارة لديه لوجود عدوى بكتيرية في مكان من الجسم أو عامة في الدم , وتسمى هذه الأعراض أعراض فشل النخاع العظمي وذلك لأن سببها ضعف إنتاج كريات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية .

تشخيص سرطان الدم النخاعي الحاد
بسبب كون أعراض هذا المرض غير خاصة به لوحده , لذلك لابد للطبيب أن يكون لديه درجة عالية من الشك في هذا المرض خاصة إذا اجتمعت أعراض ضعف إنتاج أكثر من نوع من خلايا الدم .


وفي دراسة تم نشرها من قبلي في المدونات الطبية السعودية أظهرت أن جميع المرضى الذين عاينتهم خلال عامي 1993-1994 م كان الوصول إلى الاشتباه في التشخيص بسيطا جدا أي بواسطة تحليل عدد من خلايا الدم , وفحص شريحة من الدم تحت الميكروسكوب . لذلك لا بد من إجراء هذا التحليل البسيط لأكبر عدد من المرضى الذين لديهم الأعراض المذكورة , ولا بد من وجود الاشتباه وإحالة المريض لمركز متخصص في علاج هذه الأمراض حتى يستبعد هذا الاشتباه . وعادة يتم التأكد من التشخيص بواسطة بذل النخاع العظمي الذي هو عبارة عن إجراء بسيط يتم تحت التخدير الموضعي أو بعد إعطاء حقنة منومة ولا يحتاج إلى تخدير عام إلا عند إجراء الفحص في الأطفال . ثم في حالة التأكد من المرض يتم إجراء فحوص خاصة للتأكد من النوع الدقيق للمريض وإجراء فحوص كروموسومات للنظر في احتمال الإجابة للعلاج .

علاج سرطان الدم النخاعي الحاد
يكون علاج هذا المرض عن طريق العلاج الكيماوي المكثف الذي يستمر لمدة 5-10 أيام باستخدام 2-3 عقاقير , تشمل في الغالب عقار Cytarabine واحد في العقاقير من مجموعة Anthracycline مثل عقار Daunorubicine .


وللأسف فإن جميع العقاقير المؤثرة في هذا المرض تهاجم الخلايا الطبيعية للنخاع العظمي مثل ما تهاجم خلايا المرض الخبيثة ولذلك تزداد أعراض فشل النخاع العظمي لفترة مؤقتة تطول ثلاثة إلى أربعة أسابيع بعد فترة العلاج المذكورة ثم يستعيد النخاع العظمي عافيته وتعود خلايا الدم الطبيعية إلى التكاثر والنمو ويعود إنتاج الدم وتختفي أعراض فشل النخاع العظمي المذكورة .

ويرجع السبب في أن الخلايا الطبيعية تعود إلى نشاطها وتكاثرها دون عودة الخلايا الخبيثة إلى أن الخلايا الخبيثة تتكاثر بسرعة أبطأ من الخلايا الطبيعية في هذا المرض ولكن هناك اختلال في الخلايا الخبيثة يمنعها من التميز إلى خلايا قادرة على القيام بالوظائف المسندة إليها , وكذلك لدى هذه الخلايا قصور عن الوصول إلى ما يسمى بالموت المبرمج Apoptosis بالتالي يزداد عددها في النخاع دون أن تكون سرعة تكاثرها عالية .

ونظرا لازدياد شدة أعراض فشل النخاع العظمي وضعف الخلايا في الفترة التالية للعلاج يحتاج المريض أثناء هذه الفترة إلى عزل عكسي بحيث يجب أن يكون في غرفة منفردة لوحده ولا يدخل عليه شخص سواء من العاملين بالمستشفى أو الزائرين إلا بعد اتخاذ احتياطات مثل غسل اليدين ولبس كمامة على الفم والأنف وإذا حصل له ارتفاع في درجة الحرارة يتم إرسال عينات مزرعة للدم وغيره إلى المختبر ثم يبدأ إعطاء المريض مضادات حيوية قوية وفعالة بجرعات عالية عن طريق الوريد دون انتظار إثبات وجود عدوى لدى المريض , وتتم مراجعة المضادات الحيوية الموصوفة للمريض كل 3 أيام ومقارنتها بحالة المريض وكذلك مقارنتها بنتائج عينات المزرعة المرسلة إلى المختبر وقد تتم إضافة مضادات حيوية جديدة أو استبدال المضادات الحيوية الموصوفة سابقا .

وكذلك يحتاج المريض إلى نقل دم (كريات دم حمراء) ونقل صفائح دموية , وحيث أن المريض يحتاج إلى تكرار نقل الدم والصفائح الدموية عادة , لذلك يستخدم في هذه الحالات ما يسمى بمستحضرات الدم المفلترة لمنع نقل كريات الدم البيضاء إلى المريض حيث أن هذه الكريات البيضاء تسبب تكوين أجسام مضادة ضد
سمات الأنسجة HLA مما قد يؤدي إلى تحطيم الصفائح الدموية التي سوف تنقل Antigens في المستقبل وغير ذلك من المشاكل المناعية .


أما الصفائح الدموية فهناك نوعان من الصفائح الدموية , النوع الأول هو الذي يحضر بواسطة فصل وحدات الدم الكامل التي يتم التبرع بها إلى مستحضرات مثل كريات الدم الحمراء المركزة , البلازما , الصفائح الدموية . ووحدات الصفائح الدموية هذه تسمى علميا بلازما ذات محتوى عالي من الصفائح الدمويةPlatelet Rich Plasma وكل وحدة من هذه الوحدات تحتوي ثلاثين بليون من الصفائح الدموية فقط , وهذه الكمية تعتبر غير كاملة لإيجاد ارتفاع مناسب في تركيز الصفائح الدموية لدى الشخص المتلقي لهذه الصفائح , لذلك كان لابد من جمع 6-8 وحدات من 6-8 أشخاص مختلفين تبرع كل منهم بوحدة من الدم الكامل .وإذا اضطررنا إلى 6-8 وحدات أخرى من 6-8 أشخاص آخرين في كل مرة يحتاج فيها المريض إلى صفائح دموية , لأن الأشخاص الذين تبرعوا بوحدة من الدم الكامل لا يمكن أن يتبرعوا مرة أخرى إلا بعد 3 أشهر , فإننا نستطيع أن نتصور أن المريض سوف يتلقى مستحضرات دم من عشرات بل مئات الأشخاص أثناء علاجه .

النوع الثاني من الصفائح الدموية يحضر بواسطة جهاز يسمى جهاز فصل الخلايا يتم وصله بالمتبرع ثم تشغيل برنامج خاص في كمبيوتر الجهاز لفصل الصفائح الدموية فيتم تمرير دم المتبرع عبر أنبوب يمر في الجهاز (الذي يشبه أجهزة الغسيل الكلوي) ثم بواسطة تقنية خاصة يتم فصل الصفائح الدموية وجمعها في كيس خاص وإعادة جميع مكونات الدم الأخرى مثل كريات الدم الحمراء والبلازما إلى المتبرع . وكل وحدة من هذا النوع تماثل 6-8 وحدات من النوع الأول ولذلك يعرض المريض الذي يحتاج إلى نقل الصفائح إلى دم من متبرع واحد فقط , بل ويمكن للشخص المتبرع بالصفائح بواسطة هذه التقنية أن يتبرع بالصفائح مرة أخرى خلال يومين أو ثلاثة , عندما يكون المريض مرة أخرى في حاجة إلى الصفائح وبذلك يتم حصر عدد الأشخاص الذين تنقل مستحضرات دم منهم إلى المريض إلى عدد يقل بكثير عما لو استخدمنا الصفائح الدموية من النوع الأول .


وهنا نحصل على ميزتين , الميزة الأولى الوقاية من احتمالية العدوى إذ أن من المعروف أن نقل الدم أو أي من مستحضراته يظل قابلا لنقل الأمراض الفيروسية الخطيرة مثل التهاب الكبد بأنواعه أو فيروس الإيدز . بالرغم من إجراء جميع الفحوص اللازمة للتأكد من سلامته , إلا أن هذا الاحتمال ضئيل جدا يصل إلى 1 من 60000 في حالة التهاب الكبد من نوع ب أو إلى 1 من 500000 في حالة فيروس الإيدز كما أثبتت ذلك الأبحاث في الولايات المتحدة . ولذلك حين ننقل للمريض صفائح من متبرع واحد مرارا خلال 3 أشهر تكون احتمالية نقل العدوى أقل بكثير من احتمالية نقل العدوى في حالة نقل صفائح من اكثر من مئتين متبرع خلال ثلاثة أشهر والميزة الثانية أن تعريض المريض للصفائح الدموية من المتبرع الذي هو بطبيعة الحال يختلف عن المريض في سمات الأنسجة HLA-Antigens يؤدي إلى احتمال تكوين أجسام مضادة لسمات الأنسجة هذه , وطبعا يكون الاحتمال في حالة تعرض المريض لصفائح دموية من متبرع واحد كما هو الحال فيما لو نقل إليه صفائح من متبرع واحد عن طريق جهاز فصل الخلايا .

بعد مرحلة العلاج المكثف هذه وما يتبعها من فترة ضعف خلايا الدم , التي يجب التغلب عليها كما ذكرنا بمكافحة الأمراض البكتيرية المعدية ونقل كريات الدم الحمراء ونقل الصفائح الدموية , ويستعيد النخاع العظمي عافيته ويبدأ في إنتاج خلايا الدم الطبيعية ولا نجد أي أثر للخلايا الخبيثة في حالة حصول استجابة للعلاج , إلا انه بالرغم من هذا النجاح فإننا نعلم أن هناك العديد من المرضى لا تزال هناك خلايا خبيثة في النخاع العظمي لديهم وذلك بسبب أن الخلايا الخبيثة تشبه الخلايا الأم الطبيعية ولذلك لا يمكن تميزها إذا كانت موجودة بنسبة تقل عن 5% من خلال النخاع العظمي ولذلك نقوم بإعادة دورة أو أكثر من العلاج الكيماوي المكثف لمحاولة ضمان عدم عودة المرض وتكون هذه الدورات مترافقة مرة أخرى بفترة ضعف لخلايا الدم التي تتسم بضعف مقاومة الأمراض البكتيرية المعدية والحاجة إلى نقل كريات الدم الحمراء ونقل الصفائح الدموية , ثم عودة الخلايا الطبيعية مرة أخرى .

حتى عهد قريب كان جميع المرضى الذين يعانون من سرطان الدم النخاعي الحاد ينصحون بإجراء بعملية زراعة النخاع العظمي ولكن اليوم نعرف أن هناك مجموعة من المرضى الذين إمكانية عودة المرض إليهم موجودة ولكنها صغيرة بحيث أنها لا تبرر إجراء عملية زراعة نخاع عظمي على الأقل حاليا لأن عملية زراعة النخاع العظمي نفسها تحمل مخاطر ليست بالقليلة .
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
سرطان الدم الليمفاوي الحاد

يعتبر هذا المرض الخبيث الأول لدى الأطفال , ولكن هناك طبعا العديد من البالغين الذين يصابون بهذا المرض أيضا . وهذا المرض أكثر استجابة للعلاج وإمكانية الشفاء التام منه أكبر من سرطان الدم النخاعي الحاد .

أعراض سرطان الدم الليمفاوي الحاد
لا تختلف أعراض سرطان الدم الليمفاوي الحاد عن سرطان الدم النخاعي الحاد التي سبق ذكرها , ولذلك يعتبر التشخيص الدقيق وتمييز كل مرض عن الآخر ضروريا , لكون علاج المرضين يختلف أحدهما عن الآخر , بالإضافة إلى الاختلاف في فرص الاستجابة للعلاج , والحاجة إلى عملية زراعة النخاع العظمي .

تشخيص سرطان الدم الليمفاوي الحاد
يتولد الاشتباه بوجود المرض عن طريق تحليل عدد من خلايا الدم وفحص شريحة للدم تحت الميكروسكوب مثل سرطان الدم النخاعي الحاد تماما , ثم يجرى بذل النخاع العظمي للتأكد من التشخيص , ثم تجري الفحوص الخاصة للتمييز بين سرطان الدم الليمفاوي الحاد وسرطان الدم النخاعي الحاد . وهذه الفحوص الخاصة تشمل فحوص كيميائية للخلايا , وفحوص السمات المناعية لهذه الخلايا .

علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد
نظرا لتوفر أدوية كيماوية لها فعالية جيدة على خلايا هذا المرض دون أن تؤثر كثيرا على الخلايا الطبيعية , يختلف علاج هذا المرض عن علاج سرطان الدم النخاعي الحاد , فتستخدم في علاج هذا المرض عقاقير تؤدي إلى الوصول إلى اختفاء المرض دون أن تزداد حدة أعراض فشل النخاع العظمي . ولكن عند الاكتفاء بمثل هذه الأدوية التي لا تؤثر على الخلايا الطبيعية سرعان ما يعود المرض خلال فترة قصيرة ولذلك تضاف أدوية من النوع المستخدم في علاج سرطان الدم النخاعي الحاد ولذلك تحصل بعض أعراض فشل النخاع العظمي نتيجة انخفاض الخلايا الطبيعية وإن كان هذا الانخفاض وهذه الأعراض أقل شدة مما يحصل في سرطان الدم النخاعي الحاد عموما يكون علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد حسب جداول مدروسة مقسمة إلى مراحل تشمل :

  1. العلاج المكثف
  2. وقاية الجهاز العصبي المركزي
  3. التركيز المبكر , أو إعادة العلاج المكثف
  4. الحفاظ على نتائج العلاج
في بعض مراحل هذا العلاج تضعف قدرة النخاع العظمي على إنتاج الخلايا الطبيعية ولكن يمكن تقليل جرعة بعض الأدوية أو تأجيل بعض مراحل العلاج التفصيلية حتى تترك فرصة للنخاع العظمي كي يستعيد عافيته ثم نبدأ العلاج مرة أخرى . عموما يكون ضعف إنتاج الخلايا الطبيعية أقل مما يحدث أثناء علاج سرطان الدم النخاعي الحاد , ولكن يمكن أن تحصل نفس المضاعفات ولو بدرجة أقل , وتوجد عندئذ حاجة للمضادات الحيوية وحاجة لنقل الدم والصفائح الدموية مثلما يحدث في حالات الدم النخاعي الحاد .

وهناك فارقان هامان آخران بين سرطان الدم النخاعي الحاد وسرطان الدم الليمفاوي الحاد , الأول هو أن المرض الأخير يكمن أحيانا في أماكن معينة لا يمكن للعقاقير التي تعطى عن طريق الوريد أن تصل إلى هذه الأماكن لتقضي على المرض فيها وأماكن الاختفاء هذه هي الجهاز العصبي المركزي ( أي المخ والنخاع الشوكي ) وفي الأطفال الذكور الخصيتان .ولذلك لا بد من إعطاء علاج وقائي للقضاء على المرض في هذه الأماكن وإلا يعود المرض ابتداء من هذه الأماكن .


الفارق الثاني هو أن ما يسمى بالعلاج الحافظ الذي هو عبارة عن عقاقير كيماوية تعطى عن طريق الفم يوميا أو أسبوعيا (وأحيانا عقاقير شهرية أو متباعدة عن طريق الوريد أو في منطقة النخاع الشوكي), هذا العلاج الحافظ قد أدى إلى تراجع عودة المرض بعد اختفائه . بينما جميع الدراسات التي أجريت باستخدام العلاج الحافظ في سرطان الدم النخاعي الحاد لم تؤدي إلى أية فائدة إضافية .


بالنسبة لزراعة النخاع العظمي في حالات سرطان الدم الليمفاوي الحاد , فتستخدم هذه الوسيلة العلاجية في حالات محدودة جدا في الأطفال لان النتائج التي يمكن أن تحصل عليها بدون زراعة جيدة مقارنة بسرطان الدم النخاعي الحاد , أما في الكبار فتستخدم هذه الوسيلة العلاجية في نسبة اكبر من الأطفال , إلا أن ذلك يظل بنسبة أقل من سرطان الدم النخاعي الحاد .
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
سرطان الدم النخاعي المزمن


يتميز هذا المرض بأننا نعرف بشكل واضح الاختلال الكروموزومي الوحيد الذي يؤدي إلى نشوء هذا المرض وهو عبارة عن تبادل قطعتين من كل من كروموزوم 9 و 22 مما يؤدي إلى نشوء كروموزوم يطلق عليه اسم كرروموزوم فيلادلفيا ويؤدي ذلك إلى فقدان الخلايا خاصية الموت المبرمج وبالتالي إلى تكاثر كريات الدم البيضاء بلا حدود مع عدم فقدانها خاصية التميز , ولذلك تظهر هذه الخلايا بشكلها الطبيعي وان كان بأعداد كبيرة جدا في النخاع العظمي وكذلك في الدم نتيجة انهيار الحاجز بين النخاع العظمي وبين الدم.

إلا أنه كما ذكرنا سابقا هناك مساحة محدودة للنخاع العظمي وذلك فإن تكاثر كريات الدم البيضاء الشديد يؤدي إلى ضعف إنتاج كريات الدم الحمراء وفي معظم الأحوال يحصل هناك تزايد في الصفائح الدموية والخلايا المنتجة لها كذلك يحصل في هذا المرض ظهور إنتاج للدم خارج النخاع العظمي عادة في الطحال والكبد وقصور وظائف الكبد جزئيا على الأقل . كما أن تكاثر هذه الخلايا بشكل كبير يؤدي إلى استهلاك طاقة الجسم في إنتاج هذه الخلايا ويؤدي كذلك إلى زيادة ما يسمى بفضلات التمثيل الغذائي مما يسبب بعض أعراض المرض .

أعراض مرض سرطان الدم النخاعي المزمن
بعض المرضى لا تكون لديهم أعراض لفترة طويلة , ويكتشف المرض عندهم صدفة عند إجراء تحليل للدم فنجد تكاثرا لكريات الدم البيضاء وعند إجراء مزيد من الفحوص نصل إلى هذا التشخيص . وهناك مرضى آخرون يوجد لديهم بعض الأعراض الخفيفة مثل أعراض فقر الدم (ضعف ,
إرهاق , صداع , خفقان بالقلب , ضيق في التنفس عند بذل مجهود) ويوجد لديهم أعراض نتيجة تضخم الطحال أو الكبد مما يؤدي إلى سوء هضم وشعور بامتلاء عند أكل كمية بسيطة من الطعام . بعض المرضى الآخرين تظهر لديهم أورام في أعضاء مختلفة من الجسم نتيجة إنتاج النخاع العظمي خارج الأماكن الطبيعية .

تشخيص مرض سرطان الدم النخاعي المزمن
تعطى الصورة المرضية أعلاه مع وجود تكاثر في عدد كريات الدم البيضاء المتعادلة والخلايا المكونة لها اشتباها قويا بوجود المرض . يتم التأكد من التشخيص بإجراء فحوص كيميائية على الخلايا , وإجراء فحوص الكروموسومات للكشف عن وجود كروموزوم فيلادلفيا الذي يعتبر المؤكد للتشخيص .

علاج مرض سرطان الدم النخاعي المزمن
يمكن السيطرة على أعراض هذا المرض وعلى إنتاج الخلايا المتكاثر بواسطة عقاقير كيماوية تعطى عن طريق الفم بسهولة مثل عقار هيدروكسي يوريا Hydroxyurea ولكن يحصل أن هذا المرض بعد فترة تستمر في المعدل من 3-5 سنوات ينتقل إلى طور أشد خبثا يشبه سرطان الدم الحاد ويكون أقل استجابة للعلاج من سرطان الدم الحاد الذي لا يسبقه سرطان دم نخاعي مزمن وعند ذلك يصعب السيطرة على هذا المرض فيؤدي عادة إلى الوفاة .


خلال الثمانينات من القرن العشرين اكتشف أن إعطاء حقن انترفيرون تحت الجلد بجرعات كافية يحدث اختفاء لكروموزوم فيلادلفيا المسبب لهذا المرض مما بعث آمالا كبيرة في التخلص من هذا المرض وبشكل نهائي ممكن , ثم في نفس الفترة تقريبا أظهرت الدراسات أن إجراء عملية زراعة للنخاع العظمي في مراحل مبكرة للمرض تحدث أيضا اختفاء للمرض بشكل نهائي واختفاء للكروموزوم المسبب للمرض الذي يسمى بكروموزوم فيلادلفيا والفارق هو أن إعطاء عقاقير انترفيرون لفترة تطول عدة سنوات يعقبه عودة المرض في معظم الحالات بعد إيقاف هذا العلاج , وان كان بعض المرضى يبقون خالين من المرض بشكل شبه دائم بينما المرضى الذين أجريت لهم زراعة نخاع عظمي يتخلصون من هذا المرض نهائيا .


طبعا زراعة النخاع العظمي هذه عملية ليست سهلة وتترافق مع نسبة وفيات بين 15-20% في معظم المراكز العالمية مع نسبة معاناة من أعراض مرضية مختلفة تصل إلى 40-50% بينما إعطاء حقن انترفيرون يسبب بعض الأعراض الجانبية أثناء فترة العلاج ولكن يمكن التخلص من هذه الأعراض بعد إيقاف العلاج أو بواسطة إعطاء عقاقير أخرى مثل مهبطات الحرارة ومضادات الالتهاب . على الجانب الآخر كما أسلفنا في معظم الحالات يعود المرض مرة أخرى عند إيقاف العلاج وذلك بسبب أن أنه بالرغم من اختفاء الكروموزوم المسمى بكروموزوم فيلادلفيا إلا أن الخلل الجيني يمكن اكتشافه في معظم هذه الحالات بواسطة فحوصات الحامض النووي مما يدلل على أن الخلل الجيني لا يزال موجودا بالرغم من علاج الانترفيرون .


يبقى أن نقول أنه خلال عام 2000-2001 تم الإعلان عن اكتشاف عقار جديد يعطي عن طريق الفم أحدث رجة في وسائط الإعلام العامة حين أصبح الحديث يدور حول التخلص من هذا المرض نهائيا دون الحاجة إلى زراعة النخاع العظمي وهذا العقار عبارة عن عقار يعطى عن طريق الفم يدعى جليفك Gleevec وهذا العقار هو عبارة عن عقار يثبط الإنزيم النشط الناتج عن كروموزوم فيلادلفيا إلا انه من المبكر أن نقول أن هذا العقار فعلا يقضي على المرض نهائيا لأن الفحوص الجزيئية للحامض النووي في حالات المرضى الذين استجابوا للعلاج والذين اختفت لديهم مظاهر المرض واختفى الكروموزوم المسبب للمرض المسمى كروموزوم فيلادلفيا أظهرت أن الاختلال الجيني لا يزال موجودا في معظم الحالات إلا انه نتيجة لنجاح هذا العلاج بشكل كبير في القضاء على الاختلال الجزيئي للمرض المتمثل في الإنزيم النشط الناتج عن كروموزوم فيلادلفيا فإننا نستطيع أن نقول أن هذا العقار أدى إلى تأجيل اتخاذ القرار بزراعة النخاع العظمي اصبح يمكن الاستغناء عنها نهائيا في هذا المرض .
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
سرطان الدم الليمفاوي المزمن

يعتبر هذا المرض أحد أنواع الأورام الليمفاوية التي هي على درجة متدنية من الخبث وتختلف عن الأورام الليمفاوية بان الخلايا المتسرطنة في هذا المرض تنشأ في النخاع العظمي وبأنها تفقد العناصر التي تربطها بالنخاع العظمي وبالتالي تنتقل من النخاع العظمي إلى الدورة الدموية فتظهر في الدم والحقيقة أن هذا المرض يمكن أن يتعايش معه الإنسان لفترة تطول من 5–15 سنة مع وجود مشاكل صحية تطلب العلاج فقط في السنوات الأخيرة من المرض .

ونظرا إلى أن هذا المرض يظهر عادة في المتقدمين في السن فيما بعد الستين فإننا يمكن القول بأن الكثير من المرضى يعيشون بهذا المرض إلى نهاية عمرهم دون أن يسبب لهم مشاكل صحية كبيرة , بالرغم من ذلك يصيب هذا المرض في بعض الأحوال صغار السن إلى ما دون الأربعين وعند ذلك يجب اعتباره مرضا يشكل الخطورة على الشخص المصاب لأن معظمهم يرجون لأنفسهم الصحة والعافية ( في طاعة الله ) حتى سن متقدمة من العمر يستطيعون فيه أداء واجبهم العائلي بأن يروا أبنائهم وبناتهم قد استقرت بهم الحياة .

أعراض سرطان الدم الليمفاوي المزمن
في بعض الأحيان لا يشتكي المريض من أي أعراض وإنما يكتشف المرض لديه بالصدفة عند إجراء تحليل دم لأسباب أخرى غير متعلقة بهذا المرض . وفي بعض الأحيان يشتكي المريض من ظهور عقد لمفاوية في العنق وتحت الإبطين أو في أماكن أخرى وحين يعاينه الطبيب ويجري له بعض الفحوصات المخبرية يكتشف وجود هذا المرض . وفي بعض الأحيان يسبب هذا المرض تضخم في الطحال مع ما يرافقه أعراض امتلاء أعلى البطن خاصة بعد الأكل ووجود ألم ناتج من تضخم الطحال وكذلك يسبب هذا المرض في بعض الأحيان فقر دم أو نقصان في الصفائح الدموية وهذا مؤشر إلى انتقال المرض إلى مراحل متقدمة أو يسبب هذا المرض ضعفا في المناعة مع وجود التهابات بكتيرية متكررة وذلك نتيجة غلبة الخلايا المتسرطنة على الخلايا اللمفاوية العادية .

تشخيص سرطان الدم الليمفاوي المزمن
بإجراء تحليل مخبري بسيط يسمى عد خلايا الدم cbc يمكن أن نكتشف أن الخلايا الليمفاوية لدى المريض متزايدة بنسبة واضحة وعادة لا تختلف هذه الخلايا الليمفاوية المتسرطنة عن الخلايا الليمفاوية الطبيعية في شكلها لذلك ينبغي الانتباه ألا يكون تزايد هذه الخلايا نتيجة عن أمراض معدية غير خبيثة خاصة لدى الأطفال الذين تتزايد عندهم الخلايا اللمفاوية في بعض الأمراض المعدية مثل
السعال الديكي وغيرها من الأمراض الفيروسية . بالفحص السريري على المريض قد نجد تضخما في الغدد الليمفاوية كما ذكرنا سابقا وكذلك تضخما في الطحال والكبد وقد يكون هناك شحوب نتيجة عن فقر الدم أو بقع نزف تحت الجلد نتيجة نقصان الصفائح الدموية وفي حالات عدم وجود مثل هذه الظواهر المرضية المرافقة ينبغي متابعة المريض بعد فترة والتأكد من أن تكاثر هذه الخلايا دائم ثم بعد ذلك تجري فحوص مخبرية للتأكد من أن الخلايا فعلا سرطانية وتجري أيضا فحوص لتحديد مدى تقدم المرض وهذه الفحوص عادة هي عبارة عن فحوص إشعاعية للبطن وفحوص للنخاع العظمي ثم بعد ذلك تتم مناقشة الحالة مع المريض للنظر فيما إذا كان هناك داع للعلاج في المرحلة التي وصل إليها المرض لدى هذا المريض .

علاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن
كما ذكرنا سابقا بالرغم من ثبوت تشخيص هذا المرض لدى بعض المرضى فإننا لا نتوجه بالعلاج فورا إذا كان المريض يعاني من المرض في مراحل مبكرة , بسبب أن جميع الوسائل العلاجية المتوفرة حاليا لم يثبت بأنها تحقق أي فائدة لدى المريض في حالة استخدامها في المراحل المبكرة ولذلك يكتفي بمراقبة المرض دوريا حتى تحصل مضاعفات نتيجة المرض فيجري التدخل علاجيا عند ذلك لمعالجة المضاعفات الناتجة مثل تضخم كبير للغدد الليمفاوية خاصة إذا سبب ضغطا على الشرايين أو الأوردة أو أعضاء أخرى حساسة , أو تضخما في الطحال أو الكبد , أو فقر دم ناتج من غزو النخاع العظمي بالخلايا المتسرطنة , أو انخفاض الصفائح الدموية نتيجة غزو النخاع العظمي بالخلايا المتسرطنة أيضا . وعادة يكون العلاج أما بواسطة عقاقير تعطى عن طريق الفم يوميا أو على شكل جرعات في أيام محددة من الشهر أو على شكل عقاقير تعطى عن طريق الوريد لعدة أيام وتكرر شهريا والعلاج بهذه الوسائل عادة يؤدي إلى التحكم في المرض وفي مضاعفاته حتى يمكن للمريض أن يتمتع بصحة وعافية جيدة .


في حالات المرضى المصابين بهذا المرض في السن دون الأربعين أو الخمسين يجري التفكير في محاولة القضاء على المرض نهائيا بواسطة زراعة النخاع العظمي وحيث أن زراعة النخاع العظمي عملية مترافقة مع نسبة وفيات تصل من 15-20% ونسبة معاناة لأعراض مرضية مختلفة بنسبة 40–50% في معظم الأحوال , فإن هذه الوسيلة العلاجية يجب دراسة تنفيذها بدقة وإجرائها فقط لدى مرضى يتوقع أن تحدث لهم مضاعفات مميتة خلال فترة 5-7 أعوام مثلا إذا لم تجرى زراعة النخاع العظمي .

مضاعفات سرطان الدم الليمفاوي المزمن

  1. تضخم في الغدد الليمفاوية يمكن أن يحدث تضخم في الغدد الليمفاوية مما يسبب عدم راحة إذا كانت الغدد كبيرة تتجاوز 5 سم في قطرها خاصة إذا كانت في مناطق ظاهرة مثل العنق وقد يحدث أن هذه الغدد اللمفاوية تضغط على الأوردة والشرايين خاصة الأوردة المركزية القريبة من القلب أو تضغط على أعضاء أخرى مثل القناة الصفراوية مما يسبب انسدادا في مجرى القناة الصفراوية ويؤدي ذلك إلى يرقان ( اصفرار العين ) .
  2. فقر دم ونقصان الصفائح الدموية: يؤدي اختراق أو غزو النخاع العظمي بالخلايا المتسرطنة إلى احتلال حيز من مساحة النخاع فيؤدي ذلك إلى ضعف إنتاج الخلايا الطبيعية مثل كريات الدم الحمراء فيحدث فقر الدم أو ضعف إنتاج الصفائح الدموية فيحدث نقصان الصفائح الدموية مع ما يتبعه من ميل إلى النزف تحت الجلد أو في أعضاء أخرى حساسة من الجسم .
  3. الأمراض المناعية: يترافق هذا المرض أحيانا مع ظواهر مناعية مثل تكوين أجسام مضادة تحطم كريات الدم الحمراء أو الصفائح الدموية بالرغم من إنتاجها بدرجة كافية في النخاع العظمي فيؤدي ذلك إلى فقر دم مع يرقان أو إلى انخفاض الصفائح الدموية مع الميل إلى النزف .
  4. نقصان الأجسام المضادة: يحدث أحيانا أن تنتج الخلايا المتسرطنة نوعا من البروتين الخاص الذي يعتبر بروتينا غير طبيعي بكميات كبيرة ويحدث ضعفا في الخلايا اللمفاوية الطبيعية وضعف إنتاج الأجسام المضادة فيكون المريض عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من العدوى البكتيرية ويمكن التغلب على ذلك بإجراء نقل لأمصال عن طريق الوريد مما يؤدي إلى تكوين مناعة لدى المريض ضد العدوى البكتيرية بمختلف أنواعها .
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
ما هو السرطان ، وما هي سرطانات الدم ؟



من المعلوم أن السرطان هو عبارة عن أنواع مختلفة تصيب أعضاء وأنسجة مختلفة من الجسم . ومن ضمن هذه الأنواع المختلفة ما يسمى بسرطان الدم الذي هو عبارة عن مرض خبيث يصيب الخلايا المكونة للدم والموجودة في النخاع العظمي , وهو بحد ذاته ليس عبارة عن مرض واحد بل أنواع مختلفة يمكن تقسيمها إلى أربعة أقسام أساسية تختلف في وسائل علاجها وأيضا مقدار استجابتها للعلاج وهذا ما سنفصله فيما بعد . إلى جانب ذلك هناك الأورام الليمفاوية التي يمكن اعتبارها أيضا سرطانات مرتبطة بالدم حيث أن الخلايا الليمفاوية والعقد الليمفاوية تمثل وحدة واحدة من خلايا الدم والنخاع العظمي (المنتج للدم). وبدورها الأورام الليمفاوية تنقسم إلى أمراض مختلفة ويمكن اعتبارها بشكل مبسط مكونة من ثلاثة أمراض أو مجموعات مرضية هي مرض هودجكن Hodgkin's disease , الورم الليمفاوي من نوع غير هودجكن Non-Hodgkin's lymphoma , الورم النخاعي أو النقوى المتعدد . بالرغم من هذا التقسيم نلاحظ فوارق بيولوجية وعلاجية بين الأنواع الدقيقة المختلفة ، خاصة تلك التي تجتمع تحت ما يسمى بالأورام الليمفاوية من نوع غير هودجكن .

إن السرطان بعد تشخيصه يجب أن يحدد مدى انتشاره , وبشكل مبسط يمكن تحديد مراحل الانتشار إلى ثلاثة مراحل : انتشار في موضع النشوء , انتشار في منطقة النشوء , انتشار عام . إن علاج أي مرض سرطاني يكون اليوم بأحدث وسائل أساسية: العلاج الحراري , العلاج الإشعاعي , العلاج الدوائي (الكيماوي) وقد حصل خلال العقود الماضية تقدم كبير أدى إلى الوصول إلى الشفاء التام من أنواع عديدة من السرطان . والشفاء التام يكون في حالة أنواع معينة من السرطان بواسطة العلاج الجراحي بالدرجة الأولى , مع العلاج الإشعاعي أو الدوائي أو كليهما معا , وهذا ينطبق على هذه الأنواع المعينة من السرطان في حال اكتشافها وهي لم تنتشر بعد خارج موضع النشوء أو بنسبة أقل في حالة كونها محدودة ضمن منطقة النشوء . إلى جانب ذلك هناك العديد من أنواع السرطان التي يمكن الشفاء التام منها أيضا في حال الانتشار بشكل عام , في مقدمة هذه الأنواع سرطانات الدم أو الأورام الليمفاوية الخبيثة حيث أن هذه الأمراض المذكورة يمكن اعتبارها جميعا في حالة انتشار عام , مثل انتشار الدم في الجسم .

أسباب السرطان عامة وسرطان الدم خاصة
إننا نعرف اليوم أسبابا معينة تسبب الأورام أو توجد ميلا إلا نشوء الأورام , ولكن هذه الأسباب أولا لا تشرح جميع حالات الأورام , ثانيا لا تشرح بأية حال لماذا الشخص الفلاني حصل له ورم . في العادة يتساءل المرضى وأقاربهم لماذا أصيبوا هم , أو الشخص العزيز لديهم بالورم ولا يهمهم لماذا تصيب الأورام الناس . لذلك يصعب على الأطباء أن يجيبوا على تساؤل المرضى وأقاربهم بالدرجة التي تشفي غليلهم . على كل نستطيع أن نقول بجزم أن مشيئة الله أرادت لهذا الشخص أو ذاك أن يصاب بالورم ونترك جانبا التساؤلات التي لا فائدة منها في علاج ذلك الشخص لأنها ليس فيها أية فائدة بل قد تجلب الضرر من حيث إثارتها لمشاعر الشعور بالذنب . نعم هناك أحوال معينة نستطيع أن نستفيد من معرفة الأسباب المؤدية للأورام بالنسبة للأشخاص الآخرين حول المريض أو غيره , فمثلا عندما يصاب شخص مدخن لسنوات طويلة بورم في الرئة نستطيع أن تقول أن الورم ربما جرى بسبب التدخين وربما يستفيد بعض المدخنين من أقارب المريض أو غيرهم من هذه العبرة ويبتعدوا عن التدخين. وكذلك هناك أمراض وراثية معينة نعلم إنها تسبب الميل إلى ظهور الأورام وقد أصبحنا اليوم نعرف الكثير من الاختلالات الوراثية التي تسبب الميل إلى نشوء الأورام بدرجات مختلفة , وفي حال معرفة ذلك يمكن لنا أن نفحص أقارب المريض لمعرفة وجود الجينة الوراثية تلك من عدمه ثم يتخذ الإجراء اللازم لذلك .


كذلك يمكن لنا بعد معرفة أسباب نشوء الأورام عن طريق التعرض لمواد كيماوية أو غير ذلك أن نعمل على وضع سياسات لحماية العاملين المعرضين لهذه المواد . كذلك استطعنا بواسطة إدخال التطعيم الوقائي من فيروس التهاب الكبد من نوع ب أن نخفض أعداد المصابين بسرطان الكبد . ولكن جميع هذه الإجراءات تسعى لتخفيض ظهور الأورام لدى الناس عامة ولا تفيد بشكل خاص المريض المصاب بالورم , الذي يتساءل عادة لماذا أصابني هذا الورم ؟ وهذا السؤال يصعب الإجابة عليه عادة .

الأسباب المؤدية للميل إلى نشوء الأورام

  1. الاختلالات الوراثية
    من المعروف أن هناك اختلالات وراثية تجعل الإنسان عرضة لنشوء الأورام أشهرها مرض متلازمة داون أو ما يسمى بالطفل المنغولي وهؤلاء الأطفال لديهم احتمال أن يصابوا بسرطان الدم الحاد . وكذلك هناك عدد من الأمراض الوراثية المعروفة لدى الأطباء التي يمكن أن تؤدي إلى أورام الدم .
  2. التعرض للإشعاع
    من التجربة الأليمة للقنبلتين النوويتين اللتين استخدمها الأمريكان أثناء الحرب العالمية الثانية لقصف مدينتي هيروشيما ونجازاكي اليابانيتين , ومن آثار حادث مفاعل تشرنوبل الروسي ومؤخرا من التقارير عن اليورانيوم المنضب الذي استخدمه الأمريكان في البلقان والعراق . نعم إن التعرض للإشعاع يسبب أورام الدم خلال السنوات التي تلي التعرض لذلك الإشعاع . كذلك كانت الجرعات التي يتعرض لها أطباء وفنيي الأشعة في أول القرن العشرين للإشعاع اكبر بكثير من الجرعات التي يتعرض لها العاملون في أقسام الأشعة التشخيصية حاليا , ولذلك كان احتمال خطر ظهور أورام الدم لدى هؤلاء العاملين اكبر من غيرهم . كذلك صدرت دراسات تفيد بأن أخطار نشوء أورام الدم تزيد عند الأطفال الذين تعرضت أمهاتهم أثناء الحمل بهم للإشعاع أو الذين ولدوا لآباء يعملون في المفاعلات النووية أو بالقرب منها .
  3. العلاج الإشعاعي والكيماوي
    بعد استخدام العلاج الإشعاعي في عشرات الآلاف من المرضى خلال القرن العشرين ثبت علميا بالملاحظة ثم بالدراسات أن العلاج الإشعاعي وكذلك الكيماوي يسبب بنفسه في بعض الحالات أورام الدم التي لا علاقة لها بالورم الأصلي الذي تم استخدام العلاج الإشعاعي أو الكيماوي لأجله . وقد كان الأطباء في السابق يستخدمون العلاج الإشعاعي لعلاج بعض الأمراض غير الخبيثة مثل مرض التهاب فقرات الظهر ولا تزال بعض العقاقير الكيماوية تستخدم في أمراض مستعصية غير خبيثة لان لها تأثير على الجهاز النخاعي في الجسم ولذلك توقف الأطباء عن استخدام العلاج الإشعاعي في كثير من الأمراض غير الخبيثة . وعلى كل حال يجب معرفة أن الخطر من ظهور أورام الدم هذه هو خطر ضئيل ولكنه موجود , ولكن في كل الأحوال التي يستخدم العلاج الكيماوي أو الإشعاعي اليوم تكون فوائد استخدام هذين النوعين من العلاج أعظم من الأضرار المحتملة على مدى بعيد . بالرغم من هذا تجري دائما الدراسات العلمية لاستكشاف أي العقاقير الكيماوية مثلا أقل خطرا من غيرها في التسبب في نشوء أورام الدم وكذلك تجرى الدراسات لاستكشاف أي التقنيات والوسائل تقلل من خطر العلاج الإشعاعي في هذا الخصوص .
  4. المواد الكيماوية
    ومن الأسباب التي توجد بعض أمراض الدم ومنها بعض حالات أمراض الدم الخبيثة التعرض المتكرر لمواد كيماوية أثناء العمل مثل مادة البنزين التي هي مادة غير البنزين المستخدم كوقود للسيارات وان كان وقود السيارات يحتوي أيضا على هذه المادة , وهذه المادة تستخدم كمادة مذيبة في صناعات الدهانات والدباغة والأدوية والصباغة .....الخ

    والتعرض هذا يجب أن يكون متكررا على مدى طويل , وقد تطورت الصناعات في النصف الثاني من القرن العشرين بحيث أصبح التعرض لهذه المادة حتى لو استخدمت ضئيلا ، وكذلك تقوم مصانع الكيماويات بمراقبة عملية التصنيع ومراقبة صحة العاملين للتأكد من عدم وجود هذه الأخطار .
  5. أمراض الدم المؤدية إلى سرطان الدم
    هناك أمراض غير خبيثة بالدم يمكن لها بعد سنوات أن تتحول إلى أمراض دم خبيثة مثل فقر الدم اللاتنسجي ومرض تكسر كريات الدم الحمراء الليلي الفجائي وكذلك هناك أمرض دم خبيثة مزمنة تتحول إلى سرطان دم حاد بعد سنوات مثل تكاثر كريات الدم الحقيقي وتليف النخاع العظمي وسرطان الدم المزمن سواء النخاعي أو الليمفاوي .
  6. الفيروسات
    هناك فيروسات تسبب أوراما مثل فيروس التهاب الكبد الوبائي من نوع ب أو فيروس EBV الذي يسبب أورام البلعوم الأنفي , وقد وجد أن لهذا الفيروس علاقة وثيقة بالأورام الليمفاوية من نوع Burkitt الذي يظهر في مناطق في أفريقيا , وكذلك بالأورام الليمفاوية التي تظهر بعد زراعة الأعضاء أو عند مرضى
    الإيدز , وهذه الحالات كلها فيها اختلال مناعي في الخلايا الليمفاوية من نوع T وأحيانا تختفي هذه الأورام بعد تخفيض جرعة الأدوية المثبطة للمناعة في حالات ما بعد زراعة الأعضاء . كذلك هناك فيروس يختصر اسمه HTLV-1 يسبب مرضا خبيثا بالدم يختصر اسمه ATLL وهذا الفيروس انتشر وجوده في مناطق غرب أفريقيا ومنطقة بحر الكاريبي وبعض مناطق اليابان .
بالرغم من معرفتنا لهذه العوامل التي قد تسبب أورام الدم الخبيثة فان الغالبية العظمى من حالات أمراض الدم الخبيثة لا تجد تفسيرا في هذه العوامل أو غيرها . وكما قلت سابقا المرضى أو ( ذووهم ) يريدون في العادة معرفة لماذا أصيبوا هم بالمرض وليس لمعرفة لماذا يصاب الناس بالمرض , وهذا ما يصعب على الأطباء الإجابة عليه .
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
خاتمة

مما سبق ذكره يتبين لنا أن سرطان الدم أنواع عديدة , وتندرج معظم الحالات تحت أحد الأنواع الأربعة المذكورة مع العلم أن هناك تحت كل نوع من هذه الأنواع العديد من الأنواع الفرعية , بالإضافة إلى وجود أنواع من سرطان الدم النادرة التي لا تندرج تحت أحد هذه الأنواع الأربعة الرئيسية وتصنف بالتالي لوحدها. لذلك من المهم أن يتم التشخيص الدقيق الذي يتم الوصول إليه بإجراء فحوص مخبرية عالية الدقة والتخصص ثم بعد ذلك توضع خطة علاجية لكل حالة بمفردها .

وقد تحقق خلال العقود الماضية الكثير من التقدم في علاج هذه الأمراض بحيث أصبحت قابلة للعلاج بل قابلة للشفاء التام الذي يجعل هذا المرض ينتهي نهائيا ولا يعود أبدا , لذلك أصبح الخوف من عواقب هذه الأمراض لا تبرره الحقائق العلمية الراهنة التي أوصلت إلى هذا التقدم المدهش في علاج هذه الأمراض , وإن كنا طبعا نتمنى لجميع الناس الصحة والسلامة من كل مرض خاصة هذه الأمراض الجدية .
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
سرطان القولون والمستقيم Colorectal Cancer

سرطان القولون و المستقيم يصيب الرجال و النساء على حد سواء ويعد ثالث سبب رئيسي لوفيات السرطان. إلا أنه بالفحص والاكتشاف المبكر لهذا النوع من السرطان فإنه يمكن شفاءه ، و باتباع خطوات وقائية بسيطة يمكنك التقليل و بشكل كبير من خطر إصابتك بهذا المرض.

كيف يمكن أن أعرف إذا كنت معرض لخطر الإصابة بسرطان القولون و المستقيم؟
إن الجميع يعد معرضا لخطر الإصابة بسرطان القولون و المستقيم غير أن احتمال الإصابة تتوقف على عدة عوامل:

  1. أنت في خطر نسبي للإصابة بهذا النوع من السرطان إذا كنت في سن 50 أو أكبر و لا تعاني من عوامل خطر أخرى.
  2. في حين أنت في خطر متزايد للإصابة إذا:
    • لديك سجل شخصي بهذا النوع من السرطان أو أورام في الغدد.
    • وجود سجل عائلي (شخص واحد أو أكثر) مصاب كالأبوين ، الأشقاء و الشقيقات أو الأطفال.
    • وجود سجل عائلي للإصابة بسرطانات أخرى مختلفة ( سرطان الثدي ، المبيض ، الرحم و أعضاء أخرى )
    • لديك سجل شخصي للإصابة بأمراض متعلقة بالتهابات القولون التقرحي أو التهاب القولون الحبيبي (مرض كرون)
بالإضافة لاضطرا بات عديدة موروثة و التي تزيد من خطر الإصابة بشكل كبير إلا أنها قليلة الشيوع و الانتشار، وفي ما يلي عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون و المستقيم:
  1. الوجبات الغذائية الغنية بالدهون و قليلة الألياف.
  2. أسلوب الحياة الخمولي ( كثرة الجلوس , و قلة الحركة ).
ما هي أعراض سرطان القولون و المستقيم؟
يبدأ سرطان القولون و المستقيم بدون أي أعراض على الإطلاق إلا انه مع مرور الوقت تظهر عدد من الأعراض يمكن اعتبارها كإشارات تحذيرية وهي كالتالي:

  • نزيف المستقيم
  • وجود دم في البراز ( أحمر قاني ، أسود أو غامق جدا ).
  • تغير في حركة القولون و خاصة في طبيعة البراز و شكله.
  • آلام ناتجة عن تقلصات و تشنجات في المنطقة السفلية من البطن.
  • آلام غازية متكررة.
  • اضطراب و الرغبة في التبرز في حين لا حاجة لذلك.
  • فقدان الوزن من دون إتباع حمية.
  • شعور بتعب و إجهاد مستمر.
ماذا يتوجب علي القيام به في حال إصابتي بهذه الأعراض؟
استشر طبيبك ، حيث أن الطبيب هو الوحيد القادر على تحديد ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة عن الإصابة بسرطان القولون و المستقيم أم لا.

لماذا يعد الفحص المبكر ضروريا في حال عدم الشكوى من هذه الأعراض؟

  • أولا: لاكتشاف المراحل المبكرة من سرطان القولون و المستقيم و التي لا يصاحبها عادة أي أعراض إطلاقا كما تعد هذه المرحلة من أكثر المراحل شفاءً.
  • ثانياً: هناك أورام سطحية حميدة و غير سرطانية تشبه حبة العنب تتكون في الجدار الداخلي للقولون أو المستقيم و تنمو هذه الأورام عادة ببطء على مدى 3 إلى 10 سنوات إلا أن الغالبية العظمى من الناس لا تصاب بهذه الأورام حتى ما بعد سن 50 عاماً.
من الممكن تحول بعض هذه الأورام السطحية الحميدة إلى سرطان و في سبيل من الوقاية فمن المهم أن يلجأ المريض للفحص المبكر و ذلك لمعرفة إمكانية وجود ورم و استئصاله إن وجد ، و قد اثبت استئصال الأورام السطحية فعالية في منع الإصابة بسرطان القولون و المستقيم.

ما هي أنواع الفحص المبكر المتوفر؟
هناك أنواع متعددة من الفحوصات المبكرة ، ناقش طبيبك عن أفضل و أنسب هذه الفحوصات لحالتك الصحية ، علما بأنه يجب البدء بإجراء هذا النوع من الفحوصات في سن 50 للأشخاص في مرحلة الخطر النسبي وسن الـ 40 للأشخاص ذو الخطر المتزايد:

  1. الفحص السريري من قبل الطبيب.
  2. فحص المستقيم بإدخال الإصبع للتأكد ما إذا كان هناك من وجود ورم.
  3. فحص البراز لمعرفة ما إذا كان هناك دم في البراز أم لا.
  4. فحص التنظير بواسطة منظار خاص.
  5. فحص بالتصوير الإشعاعي.
كيف أقوم بالإعداد و التحضير لهذه الفحوصات المبكرة؟
إن التحضير المناسب يعد أهم ما يمكنك القيام به للمساعدة في الحصول على أدق النتائج الممكنة. سيقوم طبيبك المعالج بإعطائك تعليمات كاملة لما يتوجب عليك القيام به ، و احرص قبل إجراء أي فحص على إبلاغ الطبيب بأي عقاقير أو أدوية تتناولها لما قد يكون لها من تأثير على نتائج الفحوصات.

ماذا لو تبين إصابتي بسرطان القولون؟
إذا تم تشخيص إصابتك بسرطان القولون و المستقيم فان الجراحة تعد الخطوة الرئيسية و ذلك لإزالة الأورام السرطانية و أي أنسجة خبيثة أخرى ، نوع الجراحة و علاجات المتابعة تتوقف على مدى تقدم السرطان. في الماضي كان يعد استئصال القولون ضرورياً إلا انه مع توفر تقنيات الجراحة الحديثة يمكن استبعاد و الحد من الحاجة إلى استئصال القولون كاملا في حالات العديد من المرضى.

كيف يمكن تجنب الإصابة بسرطان القولون؟
ليس هناك طرق للحد من خطر الإصابة بسرطان القولون و المستقيم بشكل كامل و لذا يعد الفحص المبكر في غاية الأهمية إلا إن هناك دلائل و إشارات من الممكن أن تقلل احتمال الإصابة به و ذلك بإتباع الخطوات التالية:

  • إتباع حمية غذائية غنية بالألياف ( تناول كميات كبيرة من الحبوب الكاملة و الخضروات و الفواكه ).
  • الإكثار من تناول الملفوف، البروكلي ، القرنبيط.
  • تجنب الأطعمة الغنية بالدهون خاصة "الدهون المشبعة".
  • الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم.
  • ممارسة الرياضة بانتظام.
كما يقوم الباحثون أيضا باختبار مدى إمكانية بعض العقاقير على المساعدة في الحد من الإصابة بسرطان القولون.


 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
سرطان المريء Esophageal cancer

1856.jpg

  • ما هو سرطان المريء
  • أسباب سرطان المريء
  • أعراض سرطان المريء
  • تشخيص سرطان المريء
  • مراحل سرطان المريء
  • علاج سرطان المريء




ما هو سرطان المريء

1857.jpg

سرطان المريء يعتبر من الأنواع الخطيرة للسرطان. و يبدأ عادة في الطبقة الداخلية من المريء.
و المريء عبارة عن أنبوب طويل يبلغ طوله 10 بوصة و يصل بين البلعوم و المعدة.

و نسبة إصابة الرجال بسرطان المريء أكثر من نسبة إصابة النساء. و غالبا تكون الإصابة في سن 55:70 عاما. فكلما زاد السن كلما زادت خطورة الإصابة بسرطان المريء.

و عادة تظهر أعراض المرض في المراحل المتأخرة من السرطان. و أكثر الأعراض انتشارا هي صعوبة في البلع.

 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
أسباب سرطان المريء

المريء عبارة عن أنبوبة مجوفة. و تتكون جداره من عدد من طبقات منها البطانة الداخلية و التي تتكون من خلايا رقيقة مستوية تسمى squamous cells. و توجد تحت هذه البطانة الداخلية طبقة أخرى تحتوي على أنسجة عضلية سميكة و غدد تقوم بإفراز مادة مخاطية.

1854.jpg

و عند تناول الطعام و الشراب تقوم عضلة في الجزء العلوي من المريء بالارتخاء للسماح للطعام والشراب بالدخول إلى المريء. ثم تقوم العضلات اللاإرادية الموجودة في جدار المريء بسلسلة من الانقباضات لتقوم بتحريك الطعام الموجود بالمريء إلى أسفل.
بعد ذلك ترتخي الحلقة من العضلات الموجودة في نهاية المريء لتفتح و تسمح للطعام بالدخول إلى المعدة، ثم تنغلق بعد ذلك لتمنع دخول أي من محتويات المعدة إلى المريء.

لماذا تحدث الإصابة بسرطان المريء؟
في الأحوال الطبيعية تنمو خلايا الجسم و تنقسم عندما يحتاج الجسم إلى ذلك. و عندما تكبر هذه الخلايا و تصل إلى حد معين تبدأ تموت و تحل محلها الخلايا الجديدة.
و أحيانا يحدث خلل ما في تلك العملية الطبيعية. فتبدأ الخلايا في الانقسام دون أن يحتاجها الجسم و في نفس الوقت لا تموت الخلايا القديمة التي انتهى عمرها الافتراضي. و تبدأ تلك الخلايا الزائدة عن حاجة الجسم في تكوين كتلة من نسيج غير طبيعي و هو الورم. و في هذه الحالة يكون هذا الورم إما حميد أو خبيث أي سرطاني.
و بالطبع يكون الورم السرطاني أكثر خطورة حيث لا يتوقف انقسام الخلايا و يبدأ في مهاجمة الأعضاء المجاورة له و القضاء عليها. كذلك يبدأ في الانتشار إلى أماكن و أعضاء أخرى بالجسم ليكون العديد من الأورام السرطانية في أعضاء الجسم المختلفة.





و مازالت أسباب الإصابة بالكثير من أنواع السرطان غير واضحة لكن هناك بعض العوامل التي لها دور هام في الإصابة بسرطان المريء مثل:
  • التدخين و الإفراط في تناول الكحوليات:




    حيث يؤدي إلى تهيج البطانة الداخلية للمريء مما يسبب التهابات المريء و التي قد تؤدي إلى تغيرات سرطانية في خلايا المريء.

  • الارتجاع الحمضي المزمن Gastroesophageal reflux:
1855.jpg



يحدث بسبب ارتخاء و ضعف العضلات السفلية للمريء و التي تصل المريء بالمعدة مما يتسبب في ارتجاع الأحماض الموجودة بالمعدة إلى المريء فيشعر المريض بحرقان في منطقة الصدر. و يعتبر هذا سبب ثلث حالات الإصابة بسرطان المريء.
  • العادات الغذائية السيئة:

    مثل قلة تناول الخضروات و الفاكهة و الأطعمة التي لا تحتوي على فيتامين أ و فيتامين ج و فيتامين ب1.

  • السمنة:

    وجد أن زيادة مؤشر كتلة الجسم body mass index أكثر من 25 يزيد من خطورة الإصابة بسرطان المريء.
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
أعراض سرطان المريء

عادة لا تظهر أعراض سرطان المريء في المراحل الأولى من المرض. لكنها تبدأ في الظهور في المراحل المتأخرة، و التي تتضمن الآتي:
  • صعوبة في البلع dysphagia:
    تعتبر من أكثر الأعراض انتشارا في حالات سرطان المريء. لكنها لا تظهر إلا بعد أن يكون الورم السرطاني بالمريء قد كبر حجمه بدرجة كافية ليتسبب في ضيق المريء ليصل إلى نصف اتساعه الطبيعي.
    و لا يستطيع المريض بلع اللحوم و الخبز و يبدأ يبحث عن تناول الأطعمة الأكثر سهولة في البلع و المائلة إلى السيولة. و مع الوقت يبدأ المريض يعاني من صعوبة في بلع الأطعمة السائلة أيضا و ليست الصلبة فقط.
  • فقدان في الوزن غير معروف السبب:

    يحدث فقدان الوزن نتيجة عاملان، العامل الأول هو كما ذكرنا سابقا صعوبة البلع و بالتالي قلة كمية الطعام التي يتناولها المريض. و العامل الثاني نتيجة السرطان نفسه لأن السرطان بصفة عامة يؤدي إلى فقدان الوزن.

  • ألم بالحنجرة:

    أحيانا يشعر المريض بألم عند البلع أو ألم وراء عظام الصدر.
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
تشخيص سرطان المريء

يتم تشخيص الإصابة بسرطان المريء عن طريق القيام ببعض الفحوصات.

صورة المريء(esophagram (Barium swallow:

1852.jpg


يقوم المريض بشرب سائل الباريوم الذي يغلف بصورة مؤقتة البطانة الداخلية للمريء. ثم يتم عمل عدة صور من الأشعة السينية على المريء فتظهر بطانة المريء بوضوح بالأشعة و يمكن رؤية أي تغيرات بها.
و بعد الفحص يمارس المريض حياته الروتينية بصورة طبيعية فيأكل و يمارس أنشطته المعتادة. فقط يحتاج أن يشرب كميات إضافية من المياه حتى يتخلص من المتبقي من الباريوم في الجهاز الهضمي.
و قد يعاني المريض من إمساك مؤقت بعد إجراء هذا الفحص.
و يساعد هذا الفحص في تشخيص سرطان المريء لكن لا يمكن الاعتماد عليه في تحديد انتشار الورم السرطاني خارج المريء.

التنظير الداخلي العلوي (منظار المريء) (Upper endoscopy (Esophagoscopy:

1853.jpg


يمكن بواسطته رؤية الجزء العلوي من الجهاز الهضمي. و يتم عن طريق إدخال منظار (أنبوبة رفيعة مرنة) صغير من خلال الفم لتصل إلى المريء فيمكن رؤية جدار المريء بوضوح.
و يمكن للطبيب أن يأخذ عينة صغيرة من نسيج المريء الذي يعتقد أنه يمكن أن يكون نسيج سرطاني ليتم بعد ذلك فحصه تحت الميكروسكوب بواسطة طبيب علم الأمراض Pathologist لتحديد وجود خلايا سرطانية من عدمه و لتحديد نوع الخلايا السرطانية.
و يستغرق الفحص 20:30 دقيقة تقريبا. ثم ينتظر المريض لمدة ساعة أو ساعتين بعدها يعود إلى المنزل.
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
مراحل سرطان المريء



كي يتم تحديد خطة علاج سرطان المريء يجب تحديد مرحلة المرض و معرفة إلى أي مدى انتشر إلى الأعضاء الأخرى بالجسم.


و يقوم الطبيب عادة بعمل بعض الفحوصات كي يستطيع تحديد مرحلة السرطان و مدى انتشاره. و مثال ذلك:



منظار الشعب الهوائية (منظار القصبات) Bronchoscopy:



1843.jpg



يتم إدخال منظار إلى القصبة الهوائية و الشعب الهوائية لتحديد انتشار الخلايا السرطانية إلى هذه الأجزاء من الجسم من عدمه.



الأشعة المقطعية CT scan:



1844.jpg



يتم عمل أشعة مقطعية على مختلف أجزاء الجسم ليتم معرفة مدى انتشار السرطان إلى أعضاء الجسم أو إلى العقد الليمفاوية.



أشعة الموجات فوق الصوتية بالتنظير الداخلي Endoscopic ultrasound:



1845.jpg



يعتبر هذا الفحص أكثر دقة من الأشعة المقطعية في تحديد مدى انتشار السرطان إلى الأنسجة المجاورة.


يتم إدخال مجس (أداة صغيرة) للموجات فوق الصوتية من خلال منظار المريء. و من خلالها يتم رؤية المريء و الأنسجة المجاورة له بوضوح. و قد يقوم الطبيب أثناء الفحص بأخذ عينة صغيرة من العقد الليمفاوية أو الأنسجة الأخرى ليتم فحصها بعد ذلك تحت الميكروسكوب و تحديد نوع الخلايا السرطانية.



التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني Positron emission tomography (PET) scan:



1846.jpg



يقوم الطبيب بحقن المريض بكمية صغيرة من مادة مشعة فتقوم جميع أنسجة الجسم بامتصاص هذه المادة المشعة، لكن الخلايا السرطانية تقوم بامتصاص كمية أكبر من هذه المادة المشعة و بالتالي تظهر بصورة واضحة جدا من خلال الأشعة.


و مراحل سرطان المريء هي:



المرحلة صفر Stage 0:


يكون السرطان موضعي و لم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. و هذه هي المرحلة المبكرة جدا للسرطان.



1847.jpg



المرحلة الأولى Stage I:


يكون السرطان في خلايا الطبقة العليا التي تبطن المريء.



1848.jpg



المرحلة الثانية Stage II:


يبدأ السرطان في الانتشار إلى الطبقات الأكثر عمقا التي تبطن المريء. و قد تنتشر أيضا الخلايا السرطانية إلى العقد الليمفاوية المجاورة.



1849.jpg



المرحلة الثالثة Stage III:


يبدأ السرطان في الانتشار أكثر عمقا ليصل إلى الجدار الخارجي للمريء و الأنسجة المجاورة له أو العقد الليمفاوية المجاورة.



1850.jpg



المرحلة الرابعة Stage IV:


في هذه المرحلة ينتشر السرطان إلى أعضاء و أماكن أخرى بالجسم.



1851.jpg
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
علاج سرطان المريء

يعتمد اختيار نوع العلاج في حالات سرطان المريء على عدة عوامل مثل: نوع الخلايا السرطانية، المرحلة التي يوجد بها، سن المريض، و حالة المريض الصحية.

العلاج الجراحي Surgical treatment
يعتبر من أكثر طرق العلاج المستخدمة لعلاج سرطان المريء.

استئصال المريء Esophagectomy:

1839.jpg


ينصح بإجراء جراحة استئصال المريء في المراحل الأولى لسرطان المريء التي لم يصل فيها السرطان إلى المعدة.
يقوم الطبيب الجراح باستئصال الجزء من المريء الذي يحتوي على الورم السرطاني بالإضافة إلى العقد الليمفاوية المجاورة. ثم يتم توصيل الجزء المتبقي من المريء بالمعدة.
و يتم في بعض الحالات سحب المعدة قليلا إلى أعلى حتى يتم توصيلها بالمريء. و في حالات أخرى يتم أخذ جزء من الأمعاء الغليظة و وضعه كبديل للجزء الذي تم استئصاله من المريء.

استئصال المريء و المعدة Esophagogastrectomy:
يتم اللجوء إلى جراحة استئصال المريء و المعدة في المراحل المتأخرة من سرطان المريء. يقوم الطبيب الجراح باستئصال جزء من المريء، العقد الليمفاوية المجاورة، و الجزء العلوي من المعدة. بعد ذلك يتم سحب الجزء المتبقي من المعدة إلى أعلى ليتم توصيله بالمريء. أو يتم استخدام جزء من الأمعاء لتصل بين المريء و المعدة.

توسيع المريء:

1840.jpg


يتم اللجوء إلى إجراء توسيع للمريء في حالة وجود انسداد بالمريء نتيجة الورم السرطاني و عدم إمكانية إجراء استئصال للورم جراحيا. فيلجأ الطبيب إلى إجراء توسيع للمريء حتى يستطيع المريض تناول الطعام و التخلص من صعوبة البلع التي يعاني منها.
و يتم ذلك عن طريق استخدام مجموعة من القضبان أو استخدام بالون يتم إدخاله إلى المريء ثم يتم نفخه. و بعد ذلك يتم إدخال دعامة خاصة حتى يظل المريء مفتوح.

العلاج الكيميائي Chemotherapy:

1841.jpg


عبارة عن أدوية (مواد كيميائية) مضادة للسرطان Anticancer drugs تقوم بتدمير و القضاء على الخلايا السرطانية سريعة النمو و إيقاف نموها و انقسامها. فالخلايا السرطانية تنمو و تتكاثر و تنقسم بصورة سريعة فيعمل العلاج الكيميائي على عرقلة عملية انقسام الخلايا السرطانية و القضاء عليها.


و يتم استخدام العلاج الكيميائي بطرق مختلفة:
  • يتم استخدامه قبل إجراء العلاج الجراحي حتى يعمل على تقليل حجم الورم السرطاني قبل إجراء الجراحة.
  • يتم استخدامه بجانب العلاج الإشعاعي.
  • يتم استخدامه في الحالات المتقدمة من المرض بهدف التخلص من الأعراض التي يعاني منها المريض في المراحل المتأخرة من المرض.
العلاج بالإشعاع (العلاج الإشعاعي) Radiation therapy:



1842.jpg


عبارة عن استعمال أشعة ذات طاقة عالية للقضاء على الخلايا السرطانية ومنعها من النمو.
و يستخدم عادة بجانب العلاج الكيميائي كعلاج أولي و بغرض تصغير حجم الورم السرطاني قبل إجراء الجراحة.
و يستخدم أيضا للتخلص من الألم الذي يعاني منه المريض و لتحسين عملية البلع.
و هناك نوعان من العلاج الإشعاعي:


  1. العلاج الإشعاعي الخارجي: يصدر الإشعاع من جهاز خارج الجسم حيث يتم في صورة جلسات محددة أسبوعيا و تستمر لعدة أسابيع.
  2. العلاج الإشعاعي الداخلي: يتم وضع أنابيب صغيرة تحتوي على المادة الإشعاعية في المريء بالقرب من الخلايا السرطانية.
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
سرطان البروستاتة Prostate cancer
289.gif

يزداد خطر التعرض للإصابة بسرطان البروستاتة كلما تقدم الرجال في العمر, والأعراض مثل صعوبة التبول والشعور بالرغبة في سرعة التبول بكثرة, وظهور دم بالبول, يحدث عادة فقط بعد تقدم المرض, وسرطان البروستاتة من الممكن أن ينتشر إلى العظم, والكلى, والمخ, والحبل الشوكي, والفحص بالسبابة عن طريق المستقيم, وفحص مستضد البروستاتة النوعي بالدم, من الممكن أن يساعدوا في الكشف عن وجود سرطان البروستاتة عند رجال لا يشكون من أعراض.
1837.jpg

وعند توقع وجود سرطان البروستاتة يجرى الفحص بالأشعة فوق الصوتية, مع أخذ عينة من نسيج البروستاتة, والعلاج قد يشمل الانتظار اليقظ watchful waiting, واستئصال غدة البروستاتة, والعلاج بالإشعاع, والعلاج بالهرمونات لإبطاء نمو السرطان, وسرطان البروستاتة هو أكثر السرطانات شيوعا بين الرجال في الولايات المتحدة, وهو واحد من أكثر السرطانات المسببة للوفاة, وفرصة حدوث سرطان البروستاتة تزداد مع التقدم في العمر ويزيد عن الأشخاص السود, والأسبان Hispanic, والأشخاص الذين يكون لهم أقارب مصابين بسرطان البروستاتة, والأشخاص الذين يعالجون بهرمون التستوستيرون.


وسرطان البروستاتة ينمو عادة ببطء شديد, وربما يستغرق عقود حتى تظهر أعراضه, و لأنه يظهر في أغلب الحالات عند رجال مسنين, فإنه يكون موجود دون أن يكون هو سبب الوفاة, ومعظم الرجال المصابين به يموتون لأسباب أخرى دون مجرد المعرفة بأنهم كانوا مصابين بسرطان البروستاتة, وسرطان البروستاتة يبدأ ككتلة صغيرة بغدة البروستاتة, ومعظم سرطانات البروستاتة تنمو ببطء شديد, ولا تسبب أعراض, ومع ذلك فإن بعضها ينمو بسرعة وينتشر خارج البروستاتة.
1838.jpg


أسبابه
غير معروفة.


الأعراض
  • سرطان البروستاتة لا يسبب في العادة أعراض إلى أن يصل لمرحلة متقدمة.
  • في بعض الأحيان تظهر أعراض مثل أعراض تضخم البروستاتة الحميد, والتي تشمل صعوبة التبول, والشعور بالاضطرار لتكرار كثرة التبول, وهذه الأعراض لا تظهر إلى أن ينمو حجم السرطان بدرجة كافية ليضغط على مجرى البول, ويسبب سدد جزئي لسريان البول.
  • في المراحل الأخيرة قد يسبب سرطان البروستاتة بول مدمم, أو عدم قدرة على التبول فجأة.
  • عند بعض الرجال تظهر أعراض سرطان البروستاتة بعد انتقاله إلى أعضاء بعيدة, والمناطق التي تتأثر في أغلب الحالات هي العظم (مثل عظام الحوض, والضلوع, والفقرات), والكلى, وانتقال السرطان إلى العظم يسبب ألم, وقد يسبب ضعف بالعظم لدرجة سهولة التسبب في حدوث كسور, وقد ينتشر السرطان إلى المخ, ويسبب ذلك حدوث تشنجات, وخلط عقلي, وصداع, وأعراض عصبية أخرى, كما أن الانتشار للحبل الشوكي - والذي يكون شائع - من الممكن أن يسبب ألم, أو خدر numbness, أو ضعف, أو سلس بالبول urinary incontinence كما يشيع وجود فقر الدم بعد انتشار سرطان البروستاتة.
  • كثير من الرجال يكونوا مصابين بسرطان البروستاتة ويموتون دون مجرد معرفة أنهم مصابين بسرطان البروستاتة.
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
سرطان المعدة Gastric cancer


287.gif


هو ثاني أكثر أسباب الوفاة شيوعا التي تسببها أمراض السرطان على مستوى العالم, ودول عديدة من دول قارة آسيا تكون معدلات سرطان المعدة بها مرتفعة جدا, وتشمل كوريا, والصين, وتايوان, واليابان, وفي العقد الذي يبدأ بسنة 1940 كان سرطان المعدة في مقدمة أمراض السرطان المؤدية إلى الوفاة عند الرجال, كما كان ثالث الأسباب بين أمراض السرطان المؤدية إلى الوفاة عند النساء, وفي الولايات المتحدة فإن متوسط العمر median age الذي يصاب بسرطان المعدة هو 70 عام بين الرجال, ومتوسط العمر الذي يصاب بين السيدات هو 74 عام, وفى الولايات المتحدة, وآسيا, ودول الباسيفيكي فإن الرجال والنساء يحدث لهم أعلى نسبة سرطان بالمعدة, ويعقبهم السود, والأسبان Hispanic, والبيض, والهنود الأمريكيين, والإسكيمو.

وسرطان المعدة مازال مرض يصعب شفاؤه في الدول المتقدمة, ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى أن معظم حالات المرض تكتشف في مراحل متأخرة, وحتى المرضى الذين تكتشف حالاتهم قبل هذه المراحل المتأخرة و يتم علاجهم بالاستئصال الجراحي, يموتون في الغالب بسبب الانتكاسة وعودة المرض, وبعض الدراسات الحديثة تشير إلى حدوث تحسن بحياة المريض عند العلاج بالأشعة والعلاج الكيماوي قبل وبعد الجراحة.
288.gif


والمعدة تبدأ عند اتصال المريء بالمعدة وتنتهي عند الإثنى عشر, وللمعدة ثلاثة أجزاء, الجزء العلوي وهو الفؤاد the cardia, والجزء الأكبر والأوسط ويسمى الجسم the body, والجزء البعيد ويسمى البواب pylorus وهو يصل المعدة بالإثنى عشر, وهذه المناطق لها صفات نسيجية متميزة فمنطقة الفؤاد تحتوى بالدرجة الأولى على خلايا تفرز مخاط, وخلايا رئيسية, وخلايا جداريه parietal cells, بينما تتكون منطقة البواب من خلايا منتجة للمخاط وخلايا صماء endocrine cells, ويتكون جدار المعدة من 4 طبقات, فمن تجويف المعدة إلى الخارج تشمل: الطبقة المخاطية the mucosa, والطبقة تحت المخاطية the submucosa, والطبقة العضلية the muscularis, والطبقة المصلية the serosal.
1822.jpg


والكيس الكبير لغشاء الصفاق يغطى السطح الأمامي للمعدة, وجزء من الكيس الصغير لغشاء الصفاق يتدلى للخلف على المعدة, ومنطقة اتصال المريء بالمعدة لها غطاء مصلى محدود أو ليس لها غطاء مصلي, والجزء الأيمن من سطح المعدة الأمامي يكون مجاور للفص الأيسر من الكبد والجدار الأمامي للبطن, والجزء الأيسر من المعدة يكون مجاور للطحال, والغدة الجار كلوية اليسرى, والجزء العلوي من الكلية اليسرى, والجزء البطني ventral portion من البنكرياس, والقولون المستعرض.
1823.jpg


ويحدد مكان سرطان المعدة على أساس علاقته بالمحور الطويل long axis للمعدة, فحوالي 50% من سرطان المعدة يحدث في الجزء السفلى, وحوالي 25% بمنطقة الانحناء الصغير, وحوالي 10% بمنطقة الفؤاد, وحوالي 10% بمنطقة قاع وجسم المعدة, وحوالي 3-5% بمنطقة الانحناء الكبير للمعدة.
1824.jpg


ومن الناحية النسيجية يقسم سرطان المعدة إلى نوعين, هما النوع المعوي intestinal type, والنوع المنتشرdiffuse type, وعلى مدى نصف القرن الماضي حدث نقص منتظم في حدوث سرطان المعدة والوفيات بالولايات المتحدة, ومعظم هذا النقص حدث في النوع المعوي من سرطان المعدة, وبالإضافة إلى ذلك فإن السرطان الغدي adenocarcinoma بمنطقة الفؤاد بالمعدة قد زاد في الحقيقة بشكل تدريجي.

ونقص حدوث السرطان بالمعدة قد ينسب إلى اتخاذ حمية غذائية عالية المحتوى من الخضار والفاكهة, وكذلك الاستخدام واسع النطاق للتبريد أو التثليج الذي يشارك في إنقاص حدوث سرطان المعدة من خلال إنقاص تناول ملح الطعام, والذي كان يستخدم كمادة حافظة, وكذلك من خلال إنقاص تلوث الطعام بالمركبات المسرطنة والتي تنشأ من فساد منتجات اللحوم الغير مثلجة, والملح والمأكولات المملحة قد تحدث تلف بالطبقة المخاطية للمعدة, وما ينتج عنه من التهاب يصاحبه زيادة بتخليق الحامض النووي, وتكاثر الخلايا.

تولد المرض
1825.jpg


وفهم الإمداد الدموي للمعدة يسمح بفهم مسلك الانتشار عن طريق الدم, والإمداد الدموي للمعدة يستمد من الشريان البطني celiac artery. والشريان المعدي الأيسر والذي هو فرع من الشريان البطني والذي يزود الجزء العلوي الأيمن من المعدة, و الشريان الكبدي العام يتفرع إلى الشريان المعدي الأيمن والذي يغذى الجزء السفلى من المعدة, وإلى الشريان المعدي الثربي الأيمن والذي يغذى الجزء السفلى من الانحناء الكبير للمعدة.
1826.jpg


وفهم النزح الليمفي من الممكن أن يوضح الأماكن التي بها غدد من الممكن أن يشملها السرطان, والنزح الليمفي للمعدة معقد, فالنزح الليمفي الأساسي هو بطول المحور البطني, والنزح الأصغر يحدث بطول نقير الطحال splenic hilum, ومجموعة الغدد فوق البنكرياس suprapancreatic nodal groups وباب الكبد porta hepatis, والمناطق عند اتصال المعدة بالإثنى عشر gastroduodenal areas.

معدلات حدوث المرض
في الولايات المتحدة: سرطان المعدة هو السرطان السابع في الترتيب الذي يؤدى إلى الوفاة في الولايات المتحدة.
في دول العالم: السرطان الغدي للمعدة هو ثاني أكثر أمراض السرطان انتشارا على مستوى العالم, ففي سنة 2001 أصاب سرطان المعدة 850,000 شخص مات منهم 522,000 رجل, ومات منهم أيضا 328,000 امرأة بسرطان المعدة, وحسب المعلومات التي تم جمعها عن طريق منظمة الصحة العالمية, فإن أكثر أمراض السرطان انتشارا – باستثناء سرطان الجلد غير الميلانوما nonmelanoma skin cancers - هي سرطان الرئة (12,39 %),
والثدي (10,4%), والقولون, والمستقيم (9,4%), بينما أمراض السرطان التي هي على القمة في التسبب في الوفاة هي سرطان الرئة (17,8 %), والمعدة (10,4%), والكبد ( 8,8%), كما توجد فوارق جغرافية ضخمة في حدوث المرض حول العالم, وأعلى مستويات للوفاة تم تسجيلها بسبب سرطان المعدة هي في تشيلي, واليابان, وأمريكا الجنوبية والإتحاد السوفيتي السابق.

الاعتلالات والوفيات
  • الحياة لمدة 5 أعوام كمعدل بعد الاستئصال الجراحي يتراوح بين 30–50% للمرضى بالمرحلة الثانية للمرض, وحوالي 10–25% للمرضى بالمرحلة الثالثة للمرض.
  • لأن هؤلاء المرضى لديهم احتمال كبير لحدوث انتكاسة موضعيا وجهازيا, فإن بعض الأطباء يعطون علاج مساعد adjuvant therapy.
علاقة المرض بالأعراق
  • يكون معدل حدوث سرطان المعدة أكبر في دول آسيا, وأمريكا الجنوبية عنه في الولايات المتحدة.
  • في اليابان, وتشيلي, وفنزويلا يتم عمل مسح شامل بهدف الاكتشاف للمرض في مراحله المبكرة.
  • الذكور والإناث من آسيا ومنطقة الباسيفيكي في الولايات المتحدة يحدث لهم أعلى نسبة سرطان بالمعدة, ويعقبهم السود, ثم الأسبان, والبيض, والأمريكان الهنود, والإسكيمو.
علاقة المرض بالجنس
يصيب سرطان المعدة الرجال بنسبة أكثر قليلا عن النساء.


علاقة المرض بالعمر
  • معظم الأشخاص يكونوا كبار بالسن عند تشخيصهم.
  • متوسط العمر الذي تحدث به الإصابات بسرطان المعدة بالولايات المتحدة عند الرجال هو 70 عام, وعند النساء هو 74عام.
  • سرطان المعدة الذي يحدث عند مرضى أصغر بالسن يكون أكثر شدة.
أعراض سرطان المعدة
  • في الولايات المتحدة 25% من مرضى سرطان المعدة يذهبون للفحص بسرطان موضعي, 31% يذهبون للفحص بسرطان بالمنطقة , 32% بسرطان منتشر, وبقية المرضى لم يتم تصنيفهم إلى مراحل unstaged.
  • المرض المبكر ليس له أعراض مصاحبة, ومع ذلك فإن بعض المرضى الذين يشكون من أعراض طارئة يتم تشخيص سرطان معدة مبكر عندهم.
  • معظم الأعراض التي تظهر لسرطان المعدة تعكس وجود حالات متقدمة, والمرضى قد يشكون من عسر هضم, وغثيان, وقيئ, وصعوبة بالبلع dysphagia, وشعور بالامتلاء بعد الأكل, وفقدان للشهية, وتغوط أسود melena, وقئ دموي, ونقصان للوزن.
  • المضاعفات المتأخرة تشمل ارتشاح بالصفاق وارتشاح بلوري peritoneal and pleural effusions, وانسداد مخرج المعدة أو منطقة اتصال المريء والمعدة, أو الأمعاء الصغيرة, أو نزيف بالمعدة بسبب دوالي بالمريء, أو منطقة الوصل بعد الجراحة anastomosis, أو يرقان jaundice, أو هزال cachexia بسبب الورم.
علامات سرطان المعدة
  • كل العلامات تظهر متأخرة جدا بالنسبة للإجراءات الشافية.
  • والعلامات تشمل معدة متضخمة يمكن جسها مع سماع أصوات رج متتابعة, وتضخم بالكبد, وانتشار حول المعدة (العقدة الصغيرة للممرضة مارى جوزيف Sister Mary Joseph nodule), وتضخم غدد ليمفية مثل العقد فوق الترقوة, والعقد بالجزء الأمامي من الإبط, وقد يوجد تورم بالجدار الأمامي للمستقيم.
  • بعض المرضى يظهر عليهم فقدان للوزن.
  • قد يظهر على المريض شحوب بسبب فقر الدم.
  • قد يكون البراز أسود.
  • قد تظهر علامات بعيدة عن الورم مثل التهاب الجلد والعضل, والشواك الأسود acanthosis nigricans, أو حمامي متحلقة circinate erythemas, وهى مؤشرات على سوء سير المرض.
  • قد يصاحب المرض أيضا التهاب خثاري للأوردة الطرفية peripheral thrombophlebitis, وفقر دم تحللي بسبب اعتلال بالأوعية الدموية الدقيقة microangiopathic hemolytic anemia.
الأسباب
  • عدة عوامل تدخل ضمن أسباب حدوث سرطان المعدة, وهى تشمل الغذاء, وعدوى الميكروب الحلزوني, والجراحة المسبقة بالمعدة, وفقر الدم الوبيل pernicious anemia, والزوائد الغدية adenomatous polyps, والتهاب ضموري مزمن بالمعدة chronic atrophic gastritis, والتعرض المسبق لإشعاع, والمتلازمات الوراثية inherited syndromes, وقد يكون سرطان المعدة في أغلب الحالات متعدد الأسباب حيث يشتمل على الاستعداد الوراثي والأسباب البيئية.
  • الغذاء الذي يحتوى على خضروات مملحة, أو أسماك وملح طعام زائد, واللحوم المدخنة, يرتبط بزيادة حدوث سرطان المعدة, بينما الغذاء الذي يشتمل على فواكه وخضروات غنية بفيتامين ج لها تأثير واقي.
  • التدخين يكون مصحوب بزيادة حدوث سرطان المعدة بطريقة تعتمد على الجرعة, سواء بالنسبة لعدد السجائر أو مدة التدخين, وهو يزيد من حدوث أنماط السرطان بالمعدة سواء بمنطقة الفؤاد أو غيرها, والتوقف عن التدخين يقلل مخاطر حدوث سرطان المعدة.
    1827.jpg

  • العدوى المزمنة بالميكروب الحلزوني Helicobacter pylori هي من أقوى أسباب حدوث سرطان المعدة, وعدوى الميكروب الحلزوني تصيب 50% من سكان العالم, ولكن أقل بكثير من 5% منهم فقط هم الذين يصابون بسرطان المعدة, وقد يرجع ذلك إلى أن سلالة معينة من الميكروب هي التي يكون لديها المقدرة على إحداث التهاب قوى, وهذه السلالات هي التي يصاحب العدوى بها خطر حدوث ورم خبيث, و العدوى بالميكروب الحلزوني تكون مصحوبة بالتهاب مزمن ضموري بالمعدة, وهذا الالتهاب يضاعف من خطر الإصابة بسرطان المعدة.
  • الجراحات السابقة بالمعدة تزيد من خطر حدوث سرطان المعدة.
  • العوامل الوراثية لها دور في حدوث سرطان المعدة, وقد أشارت الدراسات إلى أن 10% من حالات سرطان المعدة تكون في وجود إصابة لأحد الأقارب في نفس العائلة.
  • قد يصاب المريض بسرطان المعدة بالجزء المتبقي من المعدة بعد استئصال جزئي للمعدة كعلاج لقرحة معدة.
  • تزيد السمنة من احتمال حدوث سرطان بالمعدة.
  • الأشخاص الذين تعرضوا لإشعاع التفجيرات النووية لديهم خطر زائد للإصابة بسرطان المعدة.
الفحوص
الفحوص المعملية

  • الهدف من الفحوص المعملية هو المساعدة في توفير العلاج الأمثل.
  • صورة الدم الكاملة من الممكن أن تحدد وجود فقر دم يسبب وجود نزف, واضطراب وظائف الكبد, ونقص الغذاء, وحوالي 30% من المرضى يكون عندهم فقر دم.
  • لتقييم حالة المريض تفحص وظائف الكبد, وتوازن الأملاح بالحسم.
  • يزيد المستضد السرطاني المضغي carcinoembryonic antigen عند 45–50% من الحالات.
  • يزيد مستضد السرطان cancer antigen 19-9 عند 20% من الحالات.
عمل فحص منظار
1828.jpg


فحص المنظار يساعد في التشخيص الدقيق كما يسمح بتصوير ملون للسرطان, ويسمح أيضا بأخذ عينة وفحصها مجهريا, وقد يجرى في بعض الحالات فحص بالأشعة فوق الصوتية باستخدام المنظار endoscopic ultrasound.

1829.jpg



فحوص الأشعة
  • من الممكن عمل أشعة باريوم والتي تبين بدقة مدى المرض, وذلك عند وجود انسداد بالمعدة, أو عند وجود ورم بالجزء القريب من المعدة يمنع مرور المنظار.
    1830.jpg
  • أشعة إكس على الصدر من الممكن أن تكشف عن وجود انتشار للورم.
  • الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي للصدر والبطن والحوض, تساعد في تقييم الورم, ومدى وانتشاره بالغدد الليمفية أو الكبد.
  • الفحص بالموجات فوق الصوتية المدمجة مع فحص المنظار, تساعد في تقييم مرحلة الورم.
    1831.jpg
فحوص الأنسجة
1832.jpg

  • السرطان الغدي adenocarcinoma بالمعدة يشكل 90–95% من حالات سرطان المعدة, وهو ينشأ من الخلايا الغدية ببطانة المعدة, ويمكن تقسيمه حسب الوصف النسيجي إلى أنبوبي tubular, وحليمي papillary, ومخاطي mucinous, وخلايا ختمية signet-ring, وخلايا غير متميزة undifferentiated
  • تقسم الأورام حسب الشكل الإجمالي إلى تقرحي ulcerative, وسليلي polypoid, وصلد scirrhous, والمنتشر سطحيا superficial spreading, ومتعدد المراكز multicentric, والسرطان الغدي المنزاح لباريت Barrett ectopic adenocarcinoma
    1833.jpg
  • يمكن عمل فحص مجهري لعينة من الورم باستخدام تقنية الكيمياء النسيجية Immunohistochemistry, وذلك بتحديد المستضد antigen بالخلية من خلال إضافة الجسم المضاد النوعي للمستضدspecific antibody إلى نسيج الشريحة.
  • يقسم سرطان المعدة أيضا حسب وصف وجود السرطان إلى النمط الأول (المعوي intestinal) والذي يكون له تكوين أنبوبي يشبه الموجود بالأمعاء, والنمط الثاني (المنتشر diffuse) والذي تكون به خلايا منتشرة تحتوي على مخاط بوفرة مع غياب أي نسيج غدي.
  • توجد أنواع نادرة من الأورام السرطانية بالمعدة مثل اللمفوما Lymphoma, والساركومة العضلية الملساء Leiomyosarcoma.
تصنيف المراحل
1834.jpg

تم تقسيم سرطان المعدة إلى مراحل حسب انتشار الورم موضعيا, و انتشاره بالغدد اللمفية, و الانتشار البعيد لأعضاء الجسم, وتقييم مسار المرض.


العلاج
  • في السرطان الغدي يتم استئصال المعدة بالكامل total gastrectomy والذي يفضل مع سرطان الجزء القريب من المعدة, أو يجرى استئصال تحت الكلي subtotal gastrectomy والذي يفضل مع سرطان الجزء البعيد من المعدة distal carcinomas مع استئصال الغدد الليمفية القريبة, و يعطي ذلك المريض الفرصة الوحيدة للشفاء الذي يكون ممكنا عند أقل من ثلث المرضى.
  • في مقارنة لنتائج الاستئصال الكلى وتحت الكلي أورام الجزء البعيد من المعدة, كانت الاعتلالات والوفيات متساوية, وكانت نسب البقاء survival rates بعد الجراحة هي 5 سنوات.
  • عند انتشار السرطان خارج المعدة لا يشفى المريض بالجراحة, ولكن أحيانا تفيد في التخفيف من الأعراض, فمثلا في حالة حدوث انسداد بالجزء البعيد من المعدة فإن عمل تحويله bypass operation تصل بين المعدة والأمعاء الدقيقة - يكون مرور الطعام بها كممر بديل - وهذه الوصلة تخفف أعراض الانسداد مثل الألم والقيء على الأقل لفترة.
  • عند الانتشار بالعقد اللمفية يتم تشريح العقد الليمفية.
  • تكون نتائج الاستئصال هي الحياة لمدة 5 أعوام عند 60–90% من المرضى بالمرحلة الأولى, وتكون 30–50% للمرضى بالمرحلة الثانية للمرض, وحوالي 10–25% للمرضى بالمرحلة الثالثة للمرض.
  • قد يعطى المرضى علاج كيماوي إشعاعي مساعد قبل وبعد الجراحة بسبب إمكانية الانتكاسة موضعيا, أو الانتكاسة بأجهزة الجسم local and systemic relapse.
  • العلاج بالإشعاع والعلاج الكيماوي قد يريح الأعراض ولكن تأثيره يكون محدود.
  • عند تشخيص سرطان المعدة اللمفي, يعطى المريض مضادات حيوية للتخلص من الميكروب الحلزوني, كما تجرى له جراحة استئصال تحت كلية كما يعطى علاج خليط من العلاج الكيماوي (سيكلو فوسفاميد cyclophosphamide, فينكريستين vincristine, دوكسوربين doxorubicin) بجانب ريتوكسي ماب rituximab, وهذا العلاج من الممكن أن يؤدى إلى معدل حياه 5 سنوات عند 40–60% من المرضى.
المشاورات الطبية
  • يحتاج المريض مشورة متخصص في أمراض المعدة والأمعاء, ومتخصص في جراحة الأورام, ومتخصص في علاج الأورام بالإشعاع, وطبيب متخصص في طب الأورام.
الوقاية
الطعام الذي يحتوى على الخضروات والفاكهة, والغنى بفيتامين ج من الممكن أن يكون له تأثير واقي.


المضاعفات
  • معدلات الوفاة خلال 30 يوم بعد جراحة سرطان المعدة انخفضت على مدى الأربعين عام الأخيرة, ومعظم التقارير تشير إلى أن المعدل الآن هو 1-2%.
  • المضاعفات المبكرة بعد الجراحة تشمل فشل التوصيل عند طرفي الجزء المستأصل من المعدة anastomotic failure (وقد يحتاج المريض لجراحة إضافية لعلاج التسريب), والنزف, والعلوص ileus, والتهاب المرارة, والتهاب البنكرياس, وإصابة الرئتين بالعدوى, والانصمام الخثاري thromboembolism.
  • من المضاعفات المتأخرة متلازمة الإغراق dumping syndrome, ونقص فيتامين ب12, والتهاب المريء الارتجاعي reflux esophagitis, واضطرابات العظم و خاصة هشاشة العظام.
مصير المرض
  • أقل من 15% من المرضى بسرطان المعدة الغدي هم الذين يعيشون أكثر من 5 سنوات.
  • يميل السرطان للانتشار إلى أماكن أخرى, ولذلك يكون مصير المرض سيئ, حيث أن معظم الحالات يكون اكتشافها متأخر.
  • استئصال السرطان قبل الانتشار يعطى الأمل الوحيد في الشفاء.
  • يكون مصير المريض عندما لا يتخلل السرطان جدار المعدة بعمق.
  • قد يساعد العلاج الكيماوي, والعلاج بالإشعاع كعلاج إضافي, بجانب الاستئصال الجراحي في بعض الحالات.
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
سرطان المبيض Ovarian Cancer


1819.jpg

  • مقدمة عن سرطان المبيض
  • أعراض و تشخيص سرطان المبيض
  • مراحل سرطان المبيض
  • علاج سرطان المبيض

مقدمة عن سرطان المبيض

المبيض The Ovary

1820.jpg


يعتبر المبيض جزء من الجهاز التناسلي للمرأة. و يوجد زوج من المبايض في منطقة الحوض ( المبيض الأيمن و المبيض الأيسر ). و حجم كل مبيض يبلغ حجم حبة اللوز. و المبايض تقوم بإنتاج الهرمونات الأنثوية الإستروجين و البروجستيرون. و تقوم أيضا بإنتاج البويضات التي تعبر من المبيض خلال قناة فالوب لتصل إلى الرحم حيث تمر بإحدى الحالتين:
  • الحالة الأولى: أن يتم إخصاب البويضة بالحيوان المنوي و يحدث الحمل.
  • الحالة الثانية: ألا يتم إخصاب البويضة بواسطة الحيوان المنوي فتخرج البويضة من الرحم كجزء من الدورة الشهرية.
و عندما تصل السيدة إلى سن اليأس فإن المبايض تتوقف عن إنتاج البويضات. كذلك يقل مستوى الهرمونات الأنثوية التي تفرزها.

سرطان المبيض Ovarian Cancer


1821.jpg


يتكون أي عضو في جسم الإنسان من مجموعة من الأنسجة و التي تتكون بدورها من مجموعة من الخلايا. و طبيعي أن تنمو تلك الخلايا و تنقسم حتى تُكون خلايا جديدة عندما يحتاج الجسم إلى ذلك. و بعد مدة عندما تصبح الخلايا قديمة فإنها تموت و تحل محلها خلايا أخرى جديدة. و في بعض الأحيان يحدث خطأ أو اضطراب ما في تلك العملية الطبيعية. حيث تبدأ تكوين خلايا جديدة في حين أن الجسم لا يحتاج إليها. كذلك الخلايا القديمة التي يجب أن تموت لا تموت و تظل باقية. و تكون تلك الخلايا كتلة من نسيج و هو ما يُعرف بالورم. و هذا الورم إما أن يكون ورم حميد أو خبيث ( سرطان ).

الفرق بين الورم الحميد و الورم الخبيث

الورم الحميد:
  • لا يعتبر سرطانا.
  • لا يؤدي إلى الوفاة إلا في حالات نادرة جدا.
  • عادة يتم استئصاله و لا يتم تكرار الإصابة به مرة أخرى بعد الشفاء.
  • لا ينتشر إلى الأنسجة المجاورة له.
  • لا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
الورم الخبيث:
  • يسمى سرطانا.
  • أكثر خطورة من الورم الحميد حيث أنه يهدد الحياة.
  • يمكن أن يتم استئصاله لكن في بعض الأحيان يتكاثر مرة أخرى و تعود الإصابة به.
  • يقوم بغزو و تدمير الخلايا المجاورة له. ففي حالة سرطان المبيض قد تنتقل الخلايا السرطانية إلى قناة فالوب و الرحم.
  • يمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الجسم، حيث تنفصل بعض الخلايا السرطانية و تنتقل خلال الدم أو الجهاز الليمفاوي لتصل إلى أعضاء أخرى بالجسم و تبدأ بتكوين كتل سرطانية أخرى و تدمير أعضاء الجسم. و هذا ما يسمى الورم الثانوي Secondaries أو الانتقالات Metastasis. ففي سرطان المبيض قد تنتشر الخلايا السرطانية خلال الجهاز الليمفاوي لتصل إلى العقد الليمفاوية في منطقة الحوض، البطن، الصدر. و أيضا قد تنتشر خلال الدم لتصل إلى الكبد و الرئة.
 

Dr.Cherry

سـ ح ـر الـ ع ـيون
أعراض و تشخيص سرطان المبيض

في البداية تكون أعراض سرطان المبيض غير واضحة لكن مع تقدم مرحلة المرض تبدأ ظهور بعض الأعراض. و تتمثل أعراض سرطان المبيض في الآتي:
  • الشعور بضغط أو ألم في البطن، منطقة الحوض، الظهر، أو الساق.
  • انتفاخ بالبطن.
  • غثيان و عسر هضم.
  • إمساك أو إسهال.
  • فقدان الوزن دون وجود سبب.
  • أعراض أخرى أقل انتشارا مثل: ضيق التنفس، زيادة عدد مرات التبول، نزيف مهبلي غير معروف السبب ( زيادة غير طبيعية في دم الطمث أو نزيف في سن اليأس بعد انقطاع الطمث).
تشخيص سرطان المبيض
يتم تشخيص سرطان المبيض من خلال:
  • الفحص الطبي Physical exam:
    يقوم الطبيب بالفحص الطبي الشامل لكافة أجزاء الجسم و منها فحص البطن للبحث عن أي أورام أو استسقاء ( تجمع سوائل بالبطن ) ascites. كما يقوم الطبيب بفحص منطقة الحوض لتقييم المبيضين من حيث الحجم و الشكل و إذا كان بهم أي تغيرات غير طبيعية.
  • اختبار الدم Blood tests:
    يتم قياس نسبة عامل بروتيني يسمى CA-125. و هو موجود طبيعي في الخلايا الطبيعية للجسم لكن تزداد نسبته بالدم في حالة سرطان المبيض لأنه يتواجد على سطح الخلايا السرطانية للمبيضين. و لا يتم الاعتماد على هذا الاختبار وحده لتشخيص سرطان المبيض، لكنه يستخدم أثناء العلاج لتقييم استجابة المريضة للعلاج و لاكتشاف عودة السرطان مرة أخرى بعد العلاج.
  • أشعة الموجات فوق الصوتية Ultrasound:
    يتم عمل أشعة الموجات فوق الصوتية ( السونار ) من خلال البطن Abdominal ultrasound أو من خلال المهبل transvaginal ultrasound حيث يمكن رؤية المبيضين و تحديد وجود سرطان بالمبيض.

    1815.jpg
  • 1816.jpg

  • عينة ( خزعة ) Biopsy:
    يتم أخذ عينة من النسيج أو السائل الموجود بمنطقة الحوض أو البطن. و ذلك من خلال فتح جراحي بالبطن laparotomy أو من خلال منظار البطن laparoscopy. ثم يتم فحص النسيج أو السائل بواسطة أخصائي الأمراض pathologist للبحث عن وجود خلايا سرطانية.

  • 1817.jpg


    1818.jpg
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أعلى