(( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ))

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!

السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة


نشاهد كثيراً ونحن نقرأ في المصحف الشريف كلمات رسمت على نهج خاص ،
بحيث لم تطابق قواعد الإملاء وعلى الرغم إن كاتبيهِ هم أصحاب النبي ،صلى الله عليه و سلم
بل ان المتأمل ليرى أكثر من ذلك حيث يلمح الكلمة وقد كتبت بطريقة في موضع غير ماكتبت به في موضع آخر ومنها على سبيل المثال .



- النوع الاول والذي انفرد الرسم المصحفي فيه بما يخالف قواعد الإملاء
رسم لام الجر مفصولة عن الهاء من اسم الإشارة مع إن قواعد الإملاء تجيز وصلها
(( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا )) الكهف
وكذلك في الآيات (78) النساء ،(70) الفرقان
ومما نلحظه فصل اللام عن الهاء ويمكن أن تكتب (ما ِلهذا )
وذلك لتصوير المقام التي ُُُذكرت فيه وما في يوم القيامةِ من اهوال
فعندما يرى الكافر كتابه وما إقترفتهُ يداه فيتعلثم في الكلام ويقول (ما )(لِ)(هذا) الاية
- النوع الثاني الذي رسمت فية الكلمة بطريقةغير ما كتبت في موضع آخر
الفعل المضارع ( أذبح ) ورد مطابقاً للرسم الإملائي في قولة تعالى
(( يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى )) الصافات
وعلى حين رسمت في النمل هكذا
(( لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَأذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) ))
حيث وردت الألف لسر بلاغي وتأكيد المعنى لنبي الله سليمان علية السلام
وكذا قولةِ تعالى
(( سَأُورِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ (145) )) الاعراف
حيث زيدت الواو عن ما في قولةِ تعالى
(( قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ )) غافر
حيث كتبت على غير المألوف بغير الواو للتفرقة بين رؤيا الله و رؤيا فرعون علية لعنة الله
وكذا قولة تعالى
(( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُدَ ذَا الأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) )) ص
حيث كُتبت كلمة(الأيد) بياء واحدة كما هو متعارف بينما رسمت في الذريات
(( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَييْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) ))
وذيدت الياء للتفرقة بين قوة نبي الله داود والذي كان يصوم يوم و يفطر يوم وكان يصلي نصف الليل وقوة الله التي لا تدانيها قوة وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى
وكذا قولة تعالى
(( اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا (43) )) فاطر
حيث كُتبت كلمة (سنت ) بالتاء المفتوحة وهو خروج عن المألوف عن قولة تعالى
(( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا (23) )) الفتح
وذلك لبيان مقام الآية وقد أخذ القرآن يلح على المشركين و يضرب لهم الامثال عساهم أن يفيقوا وما كان منهم إلا عناداً استكباراً فجائت الكلمة لبيان ذلك



الرسم المصحفي والإعجاز
وهكذا نجد الرسم المصحفي مشحوناً بأسرار وكنوز لن تنتهي معالمها الى يوم القيامة
فسبحانك اللهم الذي هيأت لكتابك إعجازاً بلغ إلى حد رسمه و خطه

االلهم صلي وسلم وعلى المصطفى اشرف المرسلين

 
أعلى