الاميرة جورية
{سبحان الله وبحمده ..!
هم العدو فاحذرهم: اللاغون في القرآن وخطرهم على الأمة
تاريخ المقال : 18/9/2010 | 1875
[FONT="] [/FONT][FONT="]فاتجهوا إلى القرآن يشككون فيه، ويلغون فيه كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (فصلت/26).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]و(وَالْغَوْا فِيهِ) :[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أي تكلموا بالكلام الذي لا فائدة فيه، بل فيه المضرة، ولا تمكنوا مع قدرتكم أحدا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يملك عليكم الكلام به وتلاوة ألفاظه ومعانيه، هذا لسان حالهم، ولسان مقالهم في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإعراض عن هذا القرآن (لَعَلَّكُمْ) إن فعلتم ذلك (تَغْلِبُونَ): وهذه شهادة من الأعداء،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والحق ما شهدت به الأعداء، فإنهم لم يحكموا بغلبتهم لمن جاء بالحق إلا في حال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإعراض عنه والتواصي بذلك، ومفهوم كلامهم أنهم إن لم يلغوا فيه، بل استمعوا إليه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وألقوا أذهانهم، أنهم لا يغلبون، فإن الحق غالب غير مغلوب، يعرف هذا أصحاب الحق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأعداؤه (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن السعدي[/FONT][FONT="]).[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بدأ اللغو في القرآن[/FONT][FONT="] منذ زمن طويل، ادعوا أنه مُعَلم من البشر فتحداهم الله أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يأتوا بسورة من مثله وعجزوا عن ذلك، فاتجهوا إلى التشكيك في أصوله اللغوية كما فعل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صاحب كتاب الشعر الجاهلي، ثم شككوا في تفاسير القرآن حتى يحجبوا المسلمين عن فهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العلماء وآيات الله لتتاح لهم الفرصة لتفسير القرآن بأهوائهم. ويحاولون التشكيك في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السنة النبوية المطهرة المذكرة التوضيحية النبوية للقرآن الكريم وللدين، والتطبيق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العملي لآيات العبادات (صلوا كما رأيتموني أصلي) و(خذوا عني مناسككم).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وحاولوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أيضا صرف المسلمين[/FONT][FONT="] عن حفظ كتاب الله وعن الاهتمام به في رمضان، فألغوا الكتاتيب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ونهبوا أوقافها وصرفوا الدارسين عنها وحطوا من شأن خريجيها وقاموا بأكبر عملية[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تغييب للمسلمين عن القرآن في رمضان بسيل الفوازير والمسلسلات وحكايات الحواري،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]و أنشأوا المقاهي الرمضانية والخيام الرمضانية لإلهاء المسلمين عن قرآنهم وعن الصلاة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وسماع القرآن وخشوع القلوب له في رمضان[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]والآن يقومون بعملية لغو جديدة[/FONT][FONT="] وسموا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أنفسهم القرآنيين إخفاء لهويتهم الفاسدة واحتلوا بعض الفضائيات والمواقع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الالكترونية، كل ذلك تنفيذا لمخطط اللغو العملي في القرآن الكريم، وقد شخص المصطفى،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم، هؤلاء ووصفهم لنا بقوله (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فيها) وقال عنهم: (من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]فعلينا الحذر منهم، والحذر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من كلامهم المنمق والمدروس والمعسول والمسموم فمن أراد صرفك عن القرآن فهو من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اللاغين[/FONT][FONT="] فيه، ومن يحاول تفسير القرآن بعقله الفاسد وبهواه فهو من اللاغين فيه، ومن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شكك في السنة النبوية الصحيحة (وخاصة البخاري ومسلم) فهو من أكبر اللاغين في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]القرآن، حتى لو ادعى انه لا يعمل إلا بالقرآن، ولا يهتم إلا بالقرآن وأنه يعمل عقله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لفهم القرآن[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]اسألوهم[/FONT][FONT="]: إذا ألغينا السنة فكيف نصلي الصبح والظهر والعصر والمغرب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والعشاء، هل في القرآن الكريم مواقيت الصلاة، وكيفيتها وعدد ركعاتها؟ أم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أن السنة النبوية المطهرة والصحيحة هي التي شرحت ذلك وأوضحته وطبقته عمليا في واقع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المسلمين سنوات طويلة؟[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وإذا كنتم صادقين في دعوتكم[/FONT][FONT="] أن ما جاء في القرآن نأخذ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]به، وما لم يجئ فيه لا نأخذ به، وأن السنة غير ملزمة، فقد ورد في القرآن الكريم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نفسه ما يوجب محبة السنة النبوية المطهرة وما يدل على أن الرسول، صلى الله عليه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وسلم، بسنته مبين للقرآن وشارح له شرحا مقبولا عنده تعالى مطابقا لما حكم به على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العباد، وانه يعلم أمته الكتاب والحكمة، والحكمة كما قال الشافعي (رحمه الله وغيره)[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هي السنة وعلى تسليم أنها الكتاب، فتعليم الأمة للكتاب معناه شرحه وبيان مجمله،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وتوضيح مُشكله، وذلك يستلزم حجية بيانه للكتاب بقوله أو فعله أو تقريره، قال تعالى[/FONT][FONT="]: ([/FONT][FONT="]بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[/FONT][FONT="]) (النحل/44) وقال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تعالى: (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل /64)، وقال تعالى: (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء/113) (انظر حجية السنة، عبدالغني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عبدالخالق، المعهد العالمي للفكر الإسلامي (ط1) (ص295) 1995م).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد/[/FONT][FONT="]33).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقال تعالى: (إِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء/59[/FONT][FONT="]).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وروى القاضي عياض عن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عطاء، وابن عبدالبر والبيهقي في المدخل - عن ميمون بن مهران: (أن الرد إلى الله هو[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]الرجوع إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرجوع إليه في حياته، وإلى سنته بعد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وفاته[/FONT][FONT="]).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقال الطيبي: أعاد الفعل في قوله: (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) إشارة إلى استقلال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرسول بالطاعة[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقال ابن القيم في إعلام الموقعين: (فأمر تعالى بطاعته وطاعة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رسوله، وأعاد الفعل إعلاما بأن طاعة الرسول تجب استقلالا من غير عرض ما أمر به على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقا سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإنه أوتي الكتاب ومثله معه) (المرجع السابق ص 300[/FONT][FONT="]).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) (الحشر/7)، وقال تعالى: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء/80)، قال الشافعي أعْلَمهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أن طاعتهم (إياه) (طاعته) (أي طاعة لله).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقد ثبت استقلال السنة بالتشريع في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مواضع كثيرة، وقال، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح (ألا إني أوتيت الكتاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان في أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فهو حلال، فأحلوه، وما وجدتم فيه حرام فهو حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حرم الله[/FONT][FONT="]).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وهكذا يكشف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء المتخمين من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أموال أعداء الله الجالسين على مكاتبهم وفي الفضائيات الملمعة لهم ويقول الواحد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]منهم: عليكم بالقرآن وحده فهو تبيان لكل شيء وان السنة مكذوبة والبخاري مكذوب ومسلم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مكذوب، والفقه متروك، والتفسير لا يفيد، ولكن للأسف ينبري الواحد منهم بجهله يفسر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الآيات بهواه، وهذا إرجاف في دين الله، ولغو في القرآن، وهدم للدين، يعلمه العلماء،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويمقته المسلمون، ويرحب به العَلمانيون (بفتح العين) والشيوعيون لأنه من وجهة نظرهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يستر إلحادهم ولكن هيهات هيهات فقد بات الشباب المسلم في ديارنا يعلم ألاعيب أعداء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله ونياتهم الخبيثة، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]فاحذروهم إخوة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإسلام وامقتوهم وأعلنوا ذلك لهم[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]و[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اعلموا أن هؤلاء بهذه الدعوة الخبيثة يهدمون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الدين ويشككون المسلمين في دينهم وهذا كل ما يخططون له في المرحلة الحالية والعياذ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالله[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]ولا تسمونهم بالقرآنيين بل سموهم باللآغيين وهذا ما نود نشره على العالميين .[/FONT]
[FONT="]أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى[/FONT]
[FONT="]www.nazme.net[/FONT]
[FONT="]أخبار الخليج – الملحق الإسلامي- العدد ([/FONT][FONT="]11858[/FONT][FONT="]) – الجمعة 10 سبتمبر 2010م – غرة شوال 1431هـ[/FONT]
[FONT="] [/FONT]
تاريخ المقال : 18/9/2010 | 1875

[FONT="] احتار الكفار والمرجفون كيف يقضون على الإسلام، فقال كفار قريش عن النبي صلى الله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه وسلم إنه ساحر، وقالوا شاعر، وقالوا مجنون، وقالوا يُعلمه بشر، ورغم كل ذلك[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عندما سمع أحدهم القرآن قال: هذا ليس بكلام البشر، ولا هو بالشعر، ولا هو بالكهانة،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والله إن له لحلاوة وعليه لطلاوة، وان أسفله لمغدق وأعلاه لمثمر وهو يعلو ولا يعلى[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عليه[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فاتجهوا إلى القرآن يشككون فيه، ويلغون فيه كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (فصلت/26).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]و(وَالْغَوْا فِيهِ) :[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أي تكلموا بالكلام الذي لا فائدة فيه، بل فيه المضرة، ولا تمكنوا مع قدرتكم أحدا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يملك عليكم الكلام به وتلاوة ألفاظه ومعانيه، هذا لسان حالهم، ولسان مقالهم في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإعراض عن هذا القرآن (لَعَلَّكُمْ) إن فعلتم ذلك (تَغْلِبُونَ): وهذه شهادة من الأعداء،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والحق ما شهدت به الأعداء، فإنهم لم يحكموا بغلبتهم لمن جاء بالحق إلا في حال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإعراض عنه والتواصي بذلك، ومفهوم كلامهم أنهم إن لم يلغوا فيه، بل استمعوا إليه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وألقوا أذهانهم، أنهم لا يغلبون، فإن الحق غالب غير مغلوب، يعرف هذا أصحاب الحق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وأعداؤه (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن السعدي[/FONT][FONT="]).[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بدأ اللغو في القرآن[/FONT][FONT="] منذ زمن طويل، ادعوا أنه مُعَلم من البشر فتحداهم الله أن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يأتوا بسورة من مثله وعجزوا عن ذلك، فاتجهوا إلى التشكيك في أصوله اللغوية كما فعل[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صاحب كتاب الشعر الجاهلي، ثم شككوا في تفاسير القرآن حتى يحجبوا المسلمين عن فهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العلماء وآيات الله لتتاح لهم الفرصة لتفسير القرآن بأهوائهم. ويحاولون التشكيك في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]السنة النبوية المطهرة المذكرة التوضيحية النبوية للقرآن الكريم وللدين، والتطبيق[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العملي لآيات العبادات (صلوا كما رأيتموني أصلي) و(خذوا عني مناسككم).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وحاولوا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أيضا صرف المسلمين[/FONT][FONT="] عن حفظ كتاب الله وعن الاهتمام به في رمضان، فألغوا الكتاتيب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ونهبوا أوقافها وصرفوا الدارسين عنها وحطوا من شأن خريجيها وقاموا بأكبر عملية[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تغييب للمسلمين عن القرآن في رمضان بسيل الفوازير والمسلسلات وحكايات الحواري،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]و أنشأوا المقاهي الرمضانية والخيام الرمضانية لإلهاء المسلمين عن قرآنهم وعن الصلاة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وسماع القرآن وخشوع القلوب له في رمضان[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]والآن يقومون بعملية لغو جديدة[/FONT][FONT="] وسموا[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أنفسهم القرآنيين إخفاء لهويتهم الفاسدة واحتلوا بعض الفضائيات والمواقع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الالكترونية، كل ذلك تنفيذا لمخطط اللغو العملي في القرآن الكريم، وقد شخص المصطفى،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلى الله عليه وسلم، هؤلاء ووصفهم لنا بقوله (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فيها) وقال عنهم: (من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]فعلينا الحذر منهم، والحذر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]من كلامهم المنمق والمدروس والمعسول والمسموم فمن أراد صرفك عن القرآن فهو من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اللاغين[/FONT][FONT="] فيه، ومن يحاول تفسير القرآن بعقله الفاسد وبهواه فهو من اللاغين فيه، ومن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]شكك في السنة النبوية الصحيحة (وخاصة البخاري ومسلم) فهو من أكبر اللاغين في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]القرآن، حتى لو ادعى انه لا يعمل إلا بالقرآن، ولا يهتم إلا بالقرآن وأنه يعمل عقله[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لفهم القرآن[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]اسألوهم[/FONT][FONT="]: إذا ألغينا السنة فكيف نصلي الصبح والظهر والعصر والمغرب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]والعشاء، هل في القرآن الكريم مواقيت الصلاة، وكيفيتها وعدد ركعاتها؟ أم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أن السنة النبوية المطهرة والصحيحة هي التي شرحت ذلك وأوضحته وطبقته عمليا في واقع[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]المسلمين سنوات طويلة؟[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وإذا كنتم صادقين في دعوتكم[/FONT][FONT="] أن ما جاء في القرآن نأخذ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]به، وما لم يجئ فيه لا نأخذ به، وأن السنة غير ملزمة، فقد ورد في القرآن الكريم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نفسه ما يوجب محبة السنة النبوية المطهرة وما يدل على أن الرسول، صلى الله عليه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وسلم، بسنته مبين للقرآن وشارح له شرحا مقبولا عنده تعالى مطابقا لما حكم به على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]العباد، وانه يعلم أمته الكتاب والحكمة، والحكمة كما قال الشافعي (رحمه الله وغيره)[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]هي السنة وعلى تسليم أنها الكتاب، فتعليم الأمة للكتاب معناه شرحه وبيان مجمله،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وتوضيح مُشكله، وذلك يستلزم حجية بيانه للكتاب بقوله أو فعله أو تقريره، قال تعالى[/FONT][FONT="]: ([/FONT][FONT="]بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[/FONT][FONT="]) (النحل/44) وقال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]تعالى: (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل /64)، وقال تعالى: (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء/113) (انظر حجية السنة، عبدالغني[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عبدالخالق، المعهد العالمي للفكر الإسلامي (ط1) (ص295) 1995م).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد/[/FONT][FONT="]33).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقال تعالى: (إِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء/59[/FONT][FONT="]).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وروى القاضي عياض عن[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]عطاء، وابن عبدالبر والبيهقي في المدخل - عن ميمون بن مهران: (أن الرد إلى الله هو[/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="]الرجوع إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرجوع إليه في حياته، وإلى سنته بعد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]وفاته[/FONT][FONT="]).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقال الطيبي: أعاد الفعل في قوله: (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) إشارة إلى استقلال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الرسول بالطاعة[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقال ابن القيم في إعلام الموقعين: (فأمر تعالى بطاعته وطاعة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]رسوله، وأعاد الفعل إعلاما بأن طاعة الرسول تجب استقلالا من غير عرض ما أمر به على[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقا سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فإنه أوتي الكتاب ومثله معه) (المرجع السابق ص 300[/FONT][FONT="]).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) (الحشر/7)، وقال تعالى: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء/80)، قال الشافعي أعْلَمهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أن طاعتهم (إياه) (طاعته) (أي طاعة لله).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وقد ثبت استقلال السنة بالتشريع في[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مواضع كثيرة، وقال، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح (ألا إني أوتيت الكتاب[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان في أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]فهو حلال، فأحلوه، وما وجدتم فيه حرام فهو حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]حرم الله[/FONT][FONT="]).[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]وهكذا يكشف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء المتخمين من[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]أموال أعداء الله الجالسين على مكاتبهم وفي الفضائيات الملمعة لهم ويقول الواحد[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]منهم: عليكم بالقرآن وحده فهو تبيان لكل شيء وان السنة مكذوبة والبخاري مكذوب ومسلم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]مكذوب، والفقه متروك، والتفسير لا يفيد، ولكن للأسف ينبري الواحد منهم بجهله يفسر[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الآيات بهواه، وهذا إرجاف في دين الله، ولغو في القرآن، وهدم للدين، يعلمه العلماء،[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ويمقته المسلمون، ويرحب به العَلمانيون (بفتح العين) والشيوعيون لأنه من وجهة نظرهم[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]يستر إلحادهم ولكن هيهات هيهات فقد بات الشباب المسلم في ديارنا يعلم ألاعيب أعداء[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الله ونياتهم الخبيثة، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]فاحذروهم إخوة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الإسلام وامقتوهم وأعلنوا ذلك لهم[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]و[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]اعلموا أن هؤلاء بهذه الدعوة الخبيثة يهدمون[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الدين ويشككون المسلمين في دينهم وهذا كل ما يخططون له في المرحلة الحالية والعياذ[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]بالله[/FONT][FONT="].[/FONT]
[FONT="]ولا تسمونهم بالقرآنيين بل سموهم باللآغيين وهذا ما نود نشره على العالميين .[/FONT]
[FONT="]أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى[/FONT]
[FONT="]www.nazme.net[/FONT]
[FONT="]أخبار الخليج – الملحق الإسلامي- العدد ([/FONT][FONT="]11858[/FONT][FONT="]) – الجمعة 10 سبتمبر 2010م – غرة شوال 1431هـ[/FONT]
[FONT="] [/FONT]