هم العدو فاحذرهم: اللاغون في القرآن وخطرهم على الأمة

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
هم العدو فاحذرهم: اللاغون في القرآن وخطرهم على الأمة

تاريخ المقال : 18/9/2010 | 1875

324.jpg
[FONT=&quot] احتار الكفار والمرجفون كيف يقضون على الإسلام، فقال كفار قريش عن النبي صلى الله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عليه وسلم إنه ساحر، وقالوا شاعر، وقالوا مجنون، وقالوا يُعلمه بشر، ورغم كل ذلك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عندما سمع أحدهم القرآن قال: هذا ليس بكلام البشر، ولا هو بالشعر، ولا هو بالكهانة،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والله إن له لحلاوة وعليه لطلاوة، وان أسفله لمغدق وأعلاه لمثمر وهو يعلو ولا يعلى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عليه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فاتجهوا إلى القرآن يشككون فيه، ويلغون فيه كما قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) (فصلت/26).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]و(وَالْغَوْا فِيهِ) :[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أي تكلموا بالكلام الذي لا فائدة فيه، بل فيه المضرة، ولا تمكنوا مع قدرتكم أحدا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يملك عليكم الكلام به وتلاوة ألفاظه ومعانيه، هذا لسان حالهم، ولسان مقالهم في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الإعراض عن هذا القرآن (لَعَلَّكُمْ) إن فعلتم ذلك (تَغْلِبُونَ): وهذه شهادة من الأعداء،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والحق ما شهدت به الأعداء، فإنهم لم يحكموا بغلبتهم لمن جاء بالحق إلا في حال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الإعراض عنه والتواصي بذلك، ومفهوم كلامهم أنهم إن لم يلغوا فيه، بل استمعوا إليه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وألقوا أذهانهم، أنهم لا يغلبون، فإن الحق غالب غير مغلوب، يعرف هذا أصحاب الحق[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأعداؤه (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن السعدي[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بدأ اللغو في القرآن[/FONT][FONT=&quot] منذ زمن طويل، ادعوا أنه مُعَلم من البشر فتحداهم الله أن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يأتوا بسورة من مثله وعجزوا عن ذلك، فاتجهوا إلى التشكيك في أصوله اللغوية كما فعل[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]صاحب كتاب الشعر الجاهلي، ثم شككوا في تفاسير القرآن حتى يحجبوا المسلمين عن فهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العلماء وآيات الله لتتاح لهم الفرصة لتفسير القرآن بأهوائهم. ويحاولون التشكيك في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السنة النبوية المطهرة المذكرة التوضيحية النبوية للقرآن الكريم وللدين، والتطبيق[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العملي لآيات العبادات (صلوا كما رأيتموني أصلي) و(خذوا عني مناسككم).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وحاولوا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أيضا صرف المسلمين[/FONT][FONT=&quot] عن حفظ كتاب الله وعن الاهتمام به في رمضان، فألغوا الكتاتيب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ونهبوا أوقافها وصرفوا الدارسين عنها وحطوا من شأن خريجيها وقاموا بأكبر عملية[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تغييب للمسلمين عن القرآن في رمضان بسيل الفوازير والمسلسلات وحكايات الحواري،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]و أنشأوا المقاهي الرمضانية والخيام الرمضانية لإلهاء المسلمين عن قرآنهم وعن الصلاة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وسماع القرآن وخشوع القلوب له في رمضان[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والآن يقومون بعملية لغو جديدة[/FONT][FONT=&quot] وسموا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنفسهم القرآنيين إخفاء لهويتهم الفاسدة واحتلوا بعض الفضائيات والمواقع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الالكترونية، كل ذلك تنفيذا لمخطط اللغو العملي في القرآن الكريم، وقد شخص المصطفى،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]صلى الله عليه وسلم، هؤلاء ووصفهم لنا بقوله (دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فيها) وقال عنهم: (من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فعلينا الحذر منهم، والحذر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من كلامهم المنمق والمدروس والمعسول والمسموم فمن أراد صرفك عن القرآن فهو من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللاغين[/FONT][FONT=&quot] فيه، ومن يحاول تفسير القرآن بعقله الفاسد وبهواه فهو من اللاغين فيه، ومن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]شكك في السنة النبوية الصحيحة (وخاصة البخاري ومسلم) فهو من أكبر اللاغين في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]القرآن، حتى لو ادعى انه لا يعمل إلا بالقرآن، ولا يهتم إلا بالقرآن وأنه يعمل عقله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لفهم القرآن[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اسألوهم[/FONT][FONT=&quot]: إذا ألغينا السنة فكيف نصلي الصبح والظهر والعصر والمغرب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]والعشاء، هل في القرآن الكريم مواقيت الصلاة، وكيفيتها وعدد ركعاتها؟ أم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أن السنة النبوية المطهرة والصحيحة هي التي شرحت ذلك وأوضحته وطبقته عمليا في واقع[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المسلمين سنوات طويلة؟[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وإذا كنتم صادقين في دعوتكم[/FONT][FONT=&quot] أن ما جاء في القرآن نأخذ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]به، وما لم يجئ فيه لا نأخذ به، وأن السنة غير ملزمة، فقد ورد في القرآن الكريم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نفسه ما يوجب محبة السنة النبوية المطهرة وما يدل على أن الرسول، صلى الله عليه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وسلم، بسنته مبين للقرآن وشارح له شرحا مقبولا عنده تعالى مطابقا لما حكم به على[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العباد، وانه يعلم أمته الكتاب والحكمة، والحكمة كما قال الشافعي (رحمه الله وغيره)[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هي السنة وعلى تسليم أنها الكتاب، فتعليم الأمة للكتاب معناه شرحه وبيان مجمله،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وتوضيح مُشكله، وذلك يستلزم حجية بيانه للكتاب بقوله أو فعله أو تقريره، قال تعالى[/FONT][FONT=&quot]: ([/FONT][FONT=&quot]بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ[/FONT][FONT=&quot]) (النحل/44) وقال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تعالى: (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (النحل /64)، وقال تعالى: (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً) (النساء/113) (انظر حجية السنة، عبدالغني[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عبدالخالق، المعهد العالمي للفكر الإسلامي (ط1) (ص295) 1995م).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد/[/FONT][FONT=&quot]33).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقال تعالى: (إِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء/59[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وروى القاضي عياض عن[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عطاء، وابن عبدالبر والبيهقي في المدخل - عن ميمون بن مهران: (أن الرد إلى الله هو[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]الرجوع إلى كتابه، والرد إلى الرسول هو الرجوع إليه في حياته، وإلى سنته بعد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وفاته[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقال الطيبي: أعاد الفعل في قوله: (وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) إشارة إلى استقلال[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الرسول بالطاعة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]

[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقال ابن القيم في إعلام الموقعين: (فأمر تعالى بطاعته وطاعة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]رسوله، وأعاد الفعل إعلاما بأن طاعة الرسول تجب استقلالا من غير عرض ما أمر به على[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الكتاب، بل إذا أمر وجبت طاعته مطلقا سواء كان ما أمر به في الكتاب أو لم يكن فيه،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فإنه أوتي الكتاب ومثله معه) (المرجع السابق ص 300[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) (الحشر/7)، وقال تعالى: (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) (النساء/80)، قال الشافعي أعْلَمهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أن طاعتهم (إياه) (طاعته) (أي طاعة لله).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وقد ثبت استقلال السنة بالتشريع في[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مواضع كثيرة، وقال، صلى الله عليه وسلم، في الحديث الصحيح (ألا إني أوتيت الكتاب[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان في أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فهو حلال، فأحلوه، وما وجدتم فيه حرام فهو حرام فحرموه، وإن ما حرم رسول الله كما[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حرم الله[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهكذا يكشف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء المتخمين من[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أموال أعداء الله الجالسين على مكاتبهم وفي الفضائيات الملمعة لهم ويقول الواحد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]منهم: عليكم بالقرآن وحده فهو تبيان لكل شيء وان السنة مكذوبة والبخاري مكذوب ومسلم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مكذوب، والفقه متروك، والتفسير لا يفيد، ولكن للأسف ينبري الواحد منهم بجهله يفسر[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الآيات بهواه، وهذا إرجاف في دين الله، ولغو في القرآن، وهدم للدين، يعلمه العلماء،[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويمقته المسلمون، ويرحب به العَلمانيون (بفتح العين) والشيوعيون لأنه من وجهة نظرهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يستر إلحادهم ولكن هيهات هيهات فقد بات الشباب المسلم في ديارنا يعلم ألاعيب أعداء[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الله ونياتهم الخبيثة، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فاحذروهم إخوة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الإسلام وامقتوهم وأعلنوا ذلك لهم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]و[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اعلموا أن هؤلاء بهذه الدعوة الخبيثة يهدمون[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الدين ويشككون المسلمين في دينهم وهذا كل ما يخططون له في المرحلة الحالية والعياذ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]ولا تسمونهم بالقرآنيين بل سموهم باللآغيين وهذا ما نود نشره على العالميين .[/FONT]
[FONT=&quot]أ.د. نظمي خليل أبوالعطا موسى[/FONT]
[FONT=&quot]www.nazme.net[/FONT]
[FONT=&quot]أخبار الخليج – الملحق الإسلامي- العدد ([/FONT][FONT=&quot]11858[/FONT][FONT=&quot]) – الجمعة 10 سبتمبر 2010م – غرة شوال 1431هـ[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
 
أعلى