التخلف الثقافي والفراغ الروحي

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!



بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته :



التخلف الثقافي والفراغ الروحي



التخلف الثقافي هو ما يعني عند علماء الاجتماع والنفس اختلال التوازن بين الجانبين، النفسي والمادي، وهم يعزون سبب ذلك الاختلال إلى أن الإنسان قد أعمل عقله وسخر إمكاناته لاكتشاف الطبيعة من حوله بغرض السيطرة عليها فتحقق له بعض النجاحات عن طريق الاكتشافات العلمية، غير أنه لم يحقق نجاحاً واضحاً في فهمه لذاته وخبايا نفسه مما جعله غير قادر على التكيف نفسياً وعاطفياً مع البيئة التي طورها فنتجت عن ذلك الأمراض النفسية المختلفة من قلق وخوف... إلخ.
أي أنهم ينسبون أسباب الأمراض النفسية إلى عدم القدرة على التوافق من جانب النفس مع الحياة العصرية، إنهم إذ يقولون ذلك يفترون افتراء عظيماً على الحق، فهم يتجاهلون السبب الحقيقي لتلك الأمراض، باحثين لها عن أسباب واهية تبررها.
إن التقدم هو عمارة للأرض، والله قد استخلف الإنسان في الأرض لعمارتها فلا يمكن أن يكون تعمير الأرض سبباً للمرض النفسي، علاوة على ما يشعر به الإنسان من راحة لنفسه وبدنه عند اكتشافه ما يزيده سيطرة على الأرض.
إن السبب الحقيقي هو الخواء النفسي الذي يعيشه إنسان اليوم بسبب بعده عن الله عز وجل ونفوره من الدين فالإيمان بالله هو سر طمأنينة النفس وراحتها، قال تعالى: (( ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) . (28) (الرعد)، فالنفس المؤمنة مطمئنة لأنها تكل أمرها كله إلى قدرة لا تحدها حدود، أما النفس غير المؤمنة فأنى لها أن تطمئن وهي تشعر بأنها في مهب ريح عاتية، أو وسط أمواج بحر متلاطمة، لا تقر ولا تهدأ.

دمتم برعاية الله
 
أعلى