انظر من أين تأخذ عقيدتك

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
الأعزاء الكرام
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وأصحابه الميامين، أما بعد:
فقد ثبت عن العرباض بن سارية رضي الله عنه في حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن عبداً حبشياً فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة1))
وهذا الحديث نرى فيه وصية النبي صلى الله عليه وسلم عند اختلاف الأمور بالتمسك بسنته وسنة خلفائه الراشدين، وكيف أنه جعلها عاصماً للإنسان من الانحراف والزيغ والظلال لأنها منبع صافي يأخذ منه الإنسان عقيدته ودينه كما قال صلى الله عليه وسلم:
((قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك2))


ومع وضوح هذا الأمر والطريق إلا أن كثيراً من الناس تاهوا وظلوا الطريق - والموفق من وفقه الله، وجنبه الزلل -؛ فغدا بعضهم يأخذ دينه من آراء الرجال وأفكارهم، أو من مجرد ما يمليه عليه عقله، وعقل جماعته وطائفته، وما أشبه هذه الطرق المنحرفة ببعضها البعض، وما أبعدهم عن الاعتصام بالكتاب والسنة.
لهذا حث العلماء على ضرورة أخذ الدين ممن هو موثوق منه ممن يتبع كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم معتصماً بهما على ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين هم خير القرون، وقد حذروا أيضاً من مجالسة أو أخذ العلم عن الذين عُرفوا بالبدعة والابتعاد عن الكتاب والسنة، وقد أحسن الإمام ابن القيم عندما نصح وبيَّن هذا لأنه كان صاحب تجربة مع أهل البدع حتى وفقه الله بشيخ الإسلام ابن تيمية؛

ثبتنا الله واياكم على الدين القويم

 
أعلى