رب معصية أوقعتك في مقتل

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!



رب معصية أوقعتك في مقتل


عصيان بالليل والنهار، في السر والعلن، وانغماس في الملذات والشهوات، مع إصرار عجيب على كثير من المعاصي والذنوب!
لقد نسي المذنبون أو تناسوا أنه لا صغيرة مع إصرار، كما أنه لا كبيرة مع استغفار، لم يأبه العاصي بالنكتة السوداء التي تعقب المعصية في القلب، فلا توبة تصقلها، ولا استغفار يمحوها، حتى يصير القلب أسود، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً.
يغفل العاصي عن خطورة الذنب الذي قد يكون سبب هلاك المرء، كما قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى (( الذنوب جراحات، ورب جرح وقع في مقتل )).
ولله در ابن المبارك ـ رحمه الله ـ حين قال:
رأيتُ الذنوبَ تميتُ القلـوب
وقد يورث الذلَ إدمانُها
وترك الذنوب حياة القلوب
وخير لنفسك عصيانها
إن من خطورة المعصية أنها تزرع مثلها حتى يعز على القلب مفارقتها، ومن عظيم خطرها أيضاً أنها تضعف القلب عن إرادته، فتقوى إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة، وكفى بالمعصية خطراً أنها تميت القلب، وتُبعد العبد عن الرب جل وعلا، فيُحرم الطاعة ويستثقلها ويحب المعصية ولا يبالي بها حين يقترفها.
إن العاصي يطلب طول العمر، والمعصية تقصره، ويطلب البركة، والمعصية تمحقها.. المعصية ظاهرها اللذة، وباطنها العذاب، وعاجلها المتعة، وعاقبتها العقاب.
إن المسلم بحاجة إلى مجاهدة النفس، ومراقبة الله تعالى، وحسن اللجوء إليه سبحانه والتوكل عليه جل وعلا، فيتصدق بكلامه وفعاله مع صدقاته بماله، ويدعو الله تعالى ويلحّ عليه في المسألة، ويحاسب نفسه ويلومها، ويتلو كتاب الله الكريم ويسمعه، ويلازم الاستغفار، ولا يفتر لسانه عن ذكر الله، ويتقي الله حيثما كان، ويتبع السيئة الحسنة لتمحوها.


جزا الله خيرا كاتبه وناقله لكم
 
أعلى