الاميرة جورية
{سبحان الله وبحمده ..!
" أشخاص لا يأخذهم عزرائيل مبكرا "
العلامة حمد الجاسر ولد عليلا ضعيفا لدرجة أن أهله حفروا قبره أربع مرات ظنا منهم بقرب وفاته، غير أنه عاش 90 عاما وأصبح علامة الجزيرة العربية في التاريخ والأنساب!!
وهذه المعلومة (التي حكاها عن نفسه) تذكرتها مؤخرا حين ذهبت مع والدي لتقديم واجب العزاء في وفاة شاب مات بحادث سيارة.. وفي مدخل الدار جلس شيخ طاعن في السن اتضح انه (والد جد الميت). ورغم ان عمره تعدى المائة والعشرين كما قيل لي الا انه كان حريصا على استقبال الجميع .. وما أدهشني ليس عمره فقط بل إن له تسعة أبناء ماتوا قبله رغم انه هو ذاته شارك في غزوات ومر بمجاعات وأصيب بالجدري منذ زمن طويل .. حينها لم املك غير التأمل والاستغراب وتذكر قول الشاعر:
وكم مريضا تخطاه الردى // ومات طبيبه والعود
وأكاد أجزم أن معظمكم عرف أو سمع ب(شيبان) من هذا النوع لم يتجاوزوا المائة فقط بل وتجاوزوا كوارث وظروفاً كان يمكن ان تقضي عليهم منذ أمد طويل.. ورغم أن هناك حديثاً للمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول "أعمار أمتي بين الستين إلى السبعين" الا أنه يتحدث بدون شك عن (المتوسط العام) لأمة محمد ولايعني استحالة وصول البعض إلى سن الثمانين أو المائة كما هو مشاهد.. بل على العكس قد يكون هذا المتوسط هو (عنق الزجاجة) من يتجاوزه بسلام يصبح مؤهلاً بنسبة كبيرة لتجاوز سن المئة!!
ومحظوظون من هذا النوع يوجدون في كل مكان وزمان وبعضهم حقق أرقاما قياسية في طول العمر او كثرة الكوارث ؛ فعلى سبيل المثال في عام 1912 غرقت سفينة التايتانك بشكل مأساوي . ورغم أن عددا كبيرا من الركاب تم إنقاذهم ولكن حتى هؤلاء توفوا لاحقا بطريقة طبيعية .. الوحيدة التي ظلت على قيد الحياة (لدرجة أنها شاهدت فيلم التايتانك لجيمس كاميرون) العجوز البريطانية ميلفيان ديين التي قفزت مع والدتها الى أحد قوارب النجاة وعاشت حياتها بصحة جيدة (وجاء ذكرها في كتاب جينيس للارقام القياسية)!
فهناك ببساطة اشخاص يرفض عزرائيل أخذهم رغم كثرة الكوارث التي مرت بهم ؛ ففي امريكا مثلا هناك حارس غابات مشهور يدعى روي سلفيان ضربته الصواعق سبع مرات .. المرة الأولى كانت عام 1942 (وفقد بسببها أذنه اليسرى) والمرة الثانية عام 1969 (وفقد فيها حاجبيه) والمرة الثالثة عام 1970 (وشل فيها كتفه الأيسر) والمرة الرابعة عام 1972 (واحترق فيها كامل شعره) والخامسة 1973 (حيث احترق شعره المستعار وكامل قدميه) والسادسة عام 1976 (حيث احترق كامل ظهره) أما المرة السابعة فكانت في يونيو 1977 (حيث بلغ السيل الزبى فتقاعد من عمله).. وفي إحدى ليالي 1983 مات روي بهدوء وهو نائم في فراشه !!
أما اطول فترة بقاء في البحر فحدثت عام 1942 حين غرقت سفينة تدعى ليموند في المحيط الاطلسي . وفي حين نجا معظم البحارة تعلق طباخ عجوز (من هونج كونج) بطوف متواضع وتاه في البحر لمدة 133 (أكثر من أربعة أشهر) .. وفي النهاية شاهده قارب صيد برازيلي فانتشله وكان مايزال بصحة جيدة.. والغريب ليس بقاؤه في البحر طوال هذه المدة بل وفاته دهسا بعد خروجه من المستشفى مباشرة !!
.................................................. ...................... فهد عامر الأحمدي