المغربي 1
New member
[FONT="]عاصفة جارفة، و الويل لمن اقترب منها، فحبات الرمل المتطايرة لا تعمي العيون فقط، بل تدمي القلوب أيضا، كلنا اشتركنا في خلقها، و عندما عصفت تبرأنا منها، و اليوم يبكي على الأطلال من عهدناهم رجالا، فهموا الوضع الخطير الكارثي أخيرا، و لكن بعد ساعات الندم، و ما علموا أن هناك ساعات لا ينفع الفهم، و لا يجدي الندم، و تتحول العاصفة إلى براكين، و يا لفوضى العقل الجمعي، و من يتأمل العبث العربي، أخيرا فهموا، لم تصلهم تحذيرات علماء كان همهم رسو العاصفة بالبحار، لا بالديار، خدعوك بالقول: الدرر بالبحر يا رجل الخضراء، و هاهم قد تخلوا عنك، و ها قد غادرت الأوطان، و من يعلم الأخرين بالدور و التسلسل و الحلقيات المفرغة، سيأتي زمن قريب تتأكد لهم مقولات التناقض، و يتحدثون عن زمن كانوا فيه الساسة فنهبوا دون أن يتنبهوا، و التخمة مرض معد يزيد الشهية، و لا يشعرك بالشبع مطلقا، ما يغيضني أن من يسعى بالنجدة شيطان أعظم، لو كان فيهم خيرا لأصلحوه و ما تركوه، و لن تبدل سيدك إلا بخادم يتنطع ليجعل كل الناس خدما له، القبلية متأصلة في الدماء، و الدماء تتجدد في العروق، و العروق مجار لشلالات كنيران ملتهبة، شلالات كنيران، و العجب أن تلتقي المياه بالنار، الماء لا يطفيء النار بل يزيدها التهابا، و الوضع يكاد ينفجر، و المصيبة أن الفرعون الأكبر لن يزيحه إلا فرعون أعظم منه، أما رجال كموسى _ عليه السلام _ فلا زالوا يقومون بتتبع مسارات العلوم صحبة رجال كالخضر عليه السلام، و يأبون أن يشاركوا في العاصفة، فقوة معتقداتهم أن الصلاح بظهور المهدي، و المفلح من سيصلي وراء عيسى عليه السلام، و القول غير سديد، فكل واحد منهم مهدي، و كلهم مجددون للدعوة ما صلحت عقولهم، و تقدست قلوبهم، و لن ينقضي زمن الهجرة، و أمالنا تنتظر، فالعاصفة ستقطع أوصالنا، و لن تمهلنا إلى أن نمنح المشعل لأبناء الجيل الجديد، و قرب الفراعنة أنهار كبيرة تقتسم ليتأزم اهل النيل، و يا للسخافة قوم يتوحدون بملل مختلفة، و رعاع يقتسمون، و هم من ملة واحدة، و الدعوة توحيدية تجديدية، أما أن تنزل العاصفة إلى بلاد الأبار فالعسكر مجند، و الأبار العراقية ليست كالجزائرية، و الطمع في جنابك و لو كنت تمتلك درهما واحدا، فكيف بك، و قد سددت كل ديونك دفعة واحدة، لا بأس عليك، قد تكون النهايات متشابهة، و قد تكون مختلفة، لكني آمنت أن هناك نهاية، فكيف هي نهاية العاصفة؟ سينشغلون أكثر بالدوران العاصفي، و سننسى كل القضايا، فهل لملكك يا افريقيا بزعمه إلا أن يتعظ و يرمي بالسيف فيصيب القوم بداء التبعية البغيض، و يجزم بمقولة التوريث، و قد ضاعت خططه، و الزمن يباغت، و أين أنت يا حبيبتي من كل هذه الهموم، أين أنت يا بلد الزيتون، سينسوك دوما فلا حج إلا بثاني القبلتين، و الأولى للصهاينة، و تندرس القضية، ما عدت أرى أوراقك ياحبيبتي على طاولات القوم حلت محلها القضايا الشخصية، و الثروة النفطية، و من نبس بحرف عنك أشغلوه بنفسه، و أشعلوا نيران العاصفة ببيته، و بيوتهم أوهن من بيت العنكبوت لو كانوا يعلمون، ليت الزمن يمهلني إلى يوم لقياك ياحبيبتي سليمة معافاة، أو يأخذني قبل أن يقتسمك الأعداء و يحولك فتاتا، ألا زلت عذراء وهم يعتصبون نسائك و يذبحون أبنائك؟ يا لك من أم فقت بصمودك كل الأمهات، و الخير في بنيك، فما عدت أكثرت بالقومية العربية، أو الجذور التاريخية، فالكذبات البيضاء كثيرة و كبيرة، و افتح الباب لجميع التكهنات، و الإحتمالات، و إن كنت أميل إلى باب النصر و التمكين فقد أصبحت أخذر العاصفة و حباتها الرملية التي تعمي الصدور و لا تعمي الأبصار,,, يتبع إن شاء الله.[/FONT]