المغربي 1
New member
ما رأيت قط مثلك تلك العصفورة المغردة، آية في الجمال، و سبحان الخالق، و لا جدال في التأمل، رغم أن من يروم المعنى يكسر جناحا للمتأملة، و يلوم االمتأمِل، و يستغفر الخالق، و يراجع النظر، و هل ألفتموني إلا متواضعا متسامحا يقبل أراء الآخرين، و يتهرب من الجدال، و يخفي القناعات، و كأنه يلبس قناعا كبيرا وراء شهرته بالمغربي، و ليقل من شاء ما شاء، و لنا العذر لالتزاماتنا كما لهم كامل الحق لأنهم ارتضوا قالبا هو قمة قناعتهم بالمفاهيم، مهما بلغ حجم النقد، و أو اتسعت الصدور، الكل يحكم لصالح قالبه، و لما ارتضاه لنفسه، و من أراد اللعب بالكلام فليتابع معي كيف تغرد هذه العصفورة؟ كيف تطير؟ و كيف تحلق بالسماء، و تحط على الأرض؟ كيف هي سعيدة؟ كيف... و كيف...؟ أف لأسئلتي التي لا نهاية لها, إلى ماذا أنظر؟ و ما الذي اتأمل؟ و لماذا هذه العصفورة؟ و أنى لي بلغة العصافير؟ أأحشر نفسي فيما لا اعلم كنهه؟؟ و ما لا افهم لغته؟؟ سألعب بالكلام كالعادة، سأكتب ما أريد كما أريد، و سأبتعد عن الوصف، سأضع لها فخا لاصطيادها, سأوقع بها، و سأكسر جناحيها بنفسي... و هل خلت مني كل الإنسانية لأفعل كل ذالك؟؟؟ لا، طبعا، سأصف غرورها اللامتناهي، سأجعلها تتواضع أكثر، لا أحب الغرور، و أن لم أغير المغرورين فأكتفي باجتناب طريقهم، فالقالب الذي صنعته لنفسي، و اقتنعت به أشد ما يكره الغرور، فهو مخالف لعزة النفس، و ربما اسأت تلك العصفورة الفهم ، فتملكها داء الغرور، و هي تظنه عزة، و ما دخلي بذالك؟ فضول التأمل؟ أم لغة الخواطر؟ أم شيء أخر؟ و ماذا يكون غيرة، أم خوفا عليها، أم ألما يعتريني ليكون كل شيء على ما يرام، أين هي العصفورة المقصودة؟ طارت؟ بارحت مكانها؟ كانت خيالا؟ و شكلت خاطرة؟ هذا أذان الفجر سألبي نداءه، و كل العجب لا تزال صورتها عالقة بذهني، أنها تلاعب بالكلمات....