fatoon
مشرفة السياحة والصور المنوعة
ارتحلت تنهيداتي ...
ارتحل ذاك النفس العميق الذي تمدد في صدري الضيّق للحظات...
ارتحلت نبضاتي وهي تطمئنني بأنها ستعود ... وأن الفراق ليس الا فراقاً مؤقتاً ...
وأن الوقت سيجري مسرعاً ...
رغم قناعتي الثابتة بأن كل دقيقة كسنة ... وأن الايام تمضي لتضعني في وجه غيابك المؤقت ذاك لأتذوق مرار البعد عنك ...
تغادر مبتعدة بسماتي باقتراب الموعد المشؤوم ...
تتجمد أطراف أصابعي ...
وتتصلب شراييني ...
وأغوص مبتعدة في ظلمة القدر الدفين ...
أتكسر ..
أتحطم ...
أتذلل لدموعي المحترقة ...
وأنت تغادر رويداً رويداً بصمت عنيد ...
وأنا أكبت حزني وأواريه عن ناظريك بابتسامتي المعتادة ... كي لا تتعكر أوقاتنا الأخيرة ... فأكون سبب همومك الاتية كما كنت في السابق ...
كلما انزلقت عقارب الساعة ...
تملّكني الخوف أكثر ... وحملت على عاتقي ثقل رحيلك ...
أمضيت بخيالي أسأل نفسي قدرتي على احتمال قسوة وداعك ...
فغادرت دموعي ماقيها مسرعة ... حينها عرفت أنني لن أقدر على النطق في اللحظات تلك ...
كيف ستكون قوتي في الوقت ذاك وأنا لا أحتمل خيالي الحاضر ... حقاً ... لن يكون هناك أي مجال لاستجماع أيّة قوّة ...
ربما تقول في نفسك ... كم هو جنون أن أشفق قبيل سفرك ...
لانه _ وكما تقول _ ليس الّا لمجرّد أيام ...
ولكن من في الهوى يرى يوم البعد يوماً ؟؟؟
لا أحد ...
وأجدك تقول لي ... ماذا سيكون إن رحلت لسنوات عنك ؟؟
حبيبي ...
سأبادرك الان بإجابة واحدة على سؤالك هي أنني ...
" سأرحل" ...
ولكن ... ليس كرحيلك ... بل كرحيل المشتاق للتراب ...
والعاشق لوحدة الروح والجسد ...
سأفارقهم جميعاً ومن قبلهم أنت ...
سأترك العمر لمن يريدونه ...
سأترك العالم وأتيه في السراب ...
لأنه لا حياة للضعيف ... ولا قوّة لعاشق وحيد ...
مما نبض به قلبي