لا أعرف ما الذي يحدث!!!! { يا لها من لعبة}

المغربي 1

New member
{ يا لها من لعبة}

اشتهرت برهة من الزمن بعمق نظري في التحليل، و هو ما ساعدني على فهم أمور كثيرة، و تحليل مواضيع شتى، و كان سرا من أسرار تميزي في الدخول من عموميات العلوم إلى فحواها باسلوب التملص، و التطبيق المماثل، و ما من عيب أن تخلد اسطري منقبة واحدة لكاتبها بعد أن كلت نفسي بالتهم التي قد تكون براءاتي منها كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب عليهما السلام –كما يقال- و لكنه التواضع عندما يفقد بريقه، و الكبرياء عندما يزول حنينه،... و قد كانت حيلة في كتاباتي، و كلما طالعتها، أشاهد تفاعلا قليلا، و أناشد حاذقا لبيبا، و أغض الطرف عن المكابر العنيد، الذي تكفيه منا كلمة توافه الخواطر، و يشفي غليله باتهامنا لأنفسنا، و من ذا الذي ما ساء قط، و من له الحسنى فقط، ... الكل مجمع على أنه، لا أحد،... فكم قطعت أنشودتي من مسافات، لتصل إلى بر الأمان، و تختص دون غيرها من القاريء الحبيب بالأحضان، و تثقل كاهل الأمنية، و ترتجي وصول السماء، و الظفر بنجمة النجوم، و مخطىء جدا من لا يقر بأننا للشبهات مرتكبون، و بها معترفون، و حول الحمى كلنا نرعى، و نحوم، ... كل هذا التقديم لعرض بسيط لعضلات أنشودة الصمت المستمدة من عمق النظر، و بحر المعاني، و زخرفة القول، و نحو الفن الأصيل نمشي، و لتنظير الخواطر نبغي، و بالعلم نتواضع، و نقتدي، و الحقيقة ضوء مخفي، و رمز من رموز قلمي، و حول علوم الحكمة قصري، و حسبكم، و حسبي.... لكن من ذا الذي يتم مشواره قبل وصول قنطرة الخلود، و من ذا الذي يفي بكل الوعود، و من ذا الذي لم يضع للصمت أمكر القيود، فيلجم اللسان، و يكتم البيان، و يغلب البعض منا الهوى فيحترق جواه، و تختل خطاه، و حياتنا مليئة بجملة من الأقدار التي تجعلك تمشي قرب دربي، و تحترق للعيش بجنبي، فتفضل السلامة بأبخس الأثمان، لهذا علقت العلامات عن الصدور إلى يومنا هذا، فمن لم ينمق كلماته ببر الأمان، قد يكون حكم على نفسه بالإعدام، و ياله من زمان، كلمة تهوي بك في النيران، و كلمة تتعبك فتدفعها فترميك أسير السجان، و كلمة حلوة طيبة تدخلك الجنان، و كلمة رمزية ناطقة بالحكمة و البرهان ترعب من حولك، و إن كان السلطان، فتجد الكل يحترم الصمت، فلنصمت قليلا، و لنرتجي السلامة، و لكننا لا نكتم، إنما نحسن العمل، و نتعلق بالأمل، و هي هكذا الحياة، لكن كيف غلبني الهوى، و اثلج صدري الجوى، و فضلت التنازل عن كتابة العلامات المحرقات التي وعدت بها، تلك قصة كبيرة، و هدية قدر جميلة، و حلم بالوصال، و لعبة جليلة دخلتها بمحض إرادتي، و عن طيب خاطر مني، إذ قبلت دعوتها بالدخول إلى عالمها المحبوك بإتقان، و المصنوع بعمق الإيمان،... كانت دعوة للعب ، و رحبت بالفكرة، فاستجبت طواعية، أٌلقيت الأوراق، و غلقت الأبواب، و كان قد سبق في علمها أني شخص مرهف الإحساس، مجرب، و مبدع مغامر، فوزعت دعوة واحدة، و ورقة فائزة، ولم تسمح لغيري مهما كان نوعه بالتجوال في ساحاتها، أو اللعب بأوراقها، او رؤية صورتها، و عالمها، و كنت قبلا قد اعتزلت اللعب، مع أني مللته لتعداد انتصاراتي، و خشية من خسارة مع المبتدئين، فالحظ له دور في مسابقات اللعب، و بمحض إرادتي كما أوضحت لعبت، و بطيب خاطر مني كما ذكرت غامرت، و كيف لا أدخل هذا العالم من بابه المفتوح، لطالما راقبت الخطوات، و الحركات، و رقص نجمة النجيمات، و كثيرا ما ابتعدت عن أرضي لأرى سماها، و أحظى بالقرب لغلاها،و لست أبالغ حينما أقول أنها تحتاج إلي بقدر حاجتي إليها، و تحن إلي بقدر حناني إليها، و مع ذالك فأيا كان غيري لم أكن أسامح نفسي إذا لم ألعب و إياها، فالاعب الغير المحترف، و حتى المحنك احيانا، يتلهف إلى حلاوتها قبل الأوان، و يعشق جمالها دون إيمان، و يمزق أوصالها بمر الزمان، و ينزلها من سماها إلى بركان، و يترك جرحا غائرا بأعماقها كبصمات البنان، و حتما لست اسمح بذالك لأي إنسان، أأعرض نجمتي إلى كل المخاطر، و هي تحسب نفسها سيدة الشطار، و لاعبة بالأقدار، و يستوي عندها الليل، و النهار، و قد لا تميز بين الصالحين، و الفجار، و ماذا لو أخطأت الآختيار، كيف لا أغار؟ كيف لا ألعب؟ بالله عليكم كيف لاأؤجل كل الصفقات، و أترك الصمت ينأى عن كتابة العلامات إلى وقتها المعلوم؟ لذا قررت أن اكون ورقتها الرابحة، و بعد أن فزنا معا، و تلكم حلاوة اللعبة، و خفاياها، فما كان أحد منا خاسرا، و لم يسعى أيا منا في خسارة قرينه، و فزنا معا، و لعظمة الفوز، قالت صادقة: {{ أتعلم يا سيدي ما أكبر محاسني؟}}، قلت: {{ بلى}}، قالت: {{ أكبر محاسني أن أخلص إلى من أحب، سرا، و جهرا، غيبة، و حضورا، و انت قد فزت بلعبة الحب الحقيقي، فأنت حبيبي، و أنت من أخلص في حبه، صدقني، كنت أنتظرك، لم اخنك قبل، و لن أخنك أبدا، أنا سيدة النجوم المدربة على الإخلاص، و الوفاء.}}، لم أستطع الرد، و لا الحراك بعدها، و فرحت بالفوز كفرحتها، و إن كانت فرحتها تكاد تردي بقلبها فتجعلها ترتقب خلودنا معا، و نظرت إلى صورتها، فتردد صدى بنفسي دوى ذاتي الجامدة، حتى كادت دمعتي نفارق مقلتي، و قال: {{ لأخلصن في حبها ما تعاقب الليل، و النهار}}، لم تسمع همسي، و اومأت مبتسمة، فابستمت، و نظرنا معا إلى الأفق البعيد، كم هو قريب إلينا، و نحن معا، و لوحدنا، و راعينا أحاسيسنا، فتأثرت قلوبنا، و تغيرت حياتنا مما جنيناه بلعبتنا، عن طيب خاطر منا، و بمحض إرادتنا، قلنا : {{ معا نحيا، و معا نموت}}.



 
أعلى