المغربي 1
New member
[FONT="] ... طالعت تلك الصحف اللعينة... لا جديد... كالعادة... نقرأها[/FONT][FONT="] كل يوم[/FONT][FONT="]، و نعاهد أنفسنا على عدم قراءتها مجددا، و لا نعلم بالعهد إلا عندما نحتسي كوبا جديدا من القهوة، و نبدأ بمطالعة الصفحات الأولى منها، ثم نلعنها، و نعيد الكرة من جديد، و هكذا دواليك، و تستمر الحياة... نالني نصيب من العقد النفسية بسببها، خاصة صفحات الحوادث، أتعلم أني لم أعد أقرأها، يا صاحبي، و الأدهى و الممل صفحات الكذب الكبير على المواطن القزم الصغير...[/FONT]
[FONT="] يا صاحبي, ارأف بنفسك، ما من داع للتوتر، نحن نمرر الوقت، ندخن السجائر، و نلعن الجرائد، ثم نترك الساحات للرؤوس الفارغات، و نحقن سواعد أدمغتنا بتسويف ممل، ألا ترى معي؟ ما أجمل اشراقته[/FONT]!![FONT="] دعنا نتغنى بأنه: غد أفضل، لكل القوم: للجوعى و المحرومين، للفقراء و المنكوبين، للفضلاء...لكل القوم... [/FONT]
[FONT="] ألا ترى، يا صاحبي، أنهم غير مكترثون بنا، يبنون السجون لأمثالك، و يحرضون العدو لقتالك، و أنت تشبهني كثيرا، تغريك أمانيك كما تلعب بي أمنيتي، فتنسى الكون و تفضل المجون، سمعت أنك تراقصها كمجنون؟ و ما تلك الكلمات التي كتبت: [/FONT]<<[FONT="]كنا واحدا، و لم نعد كذالك[/FONT]>>[FONT="]، أأغفل عني خط سيرك؟ هديء من روعك، و أبدل خط سيرك[/FONT]!!![FONT="] إنهم يعرفون عنك كل شيء، و أنت تعرف اللاشي عنهم، و يدبرون في الخفاء ما سيطالك، ماذا لو .... ماذا ستفعل حينها، أتعلم ما الذي أتأكد منه يوما بعد يوم؟؟ لن تصدق[/FONT]!![FONT="] فالأمر غاية في التعقيد، هاك، و بمنتهى البساطة: [/FONT]<<[FONT="] أحلامنا هي أجنة للكوابيس التي نعيشها، بقدر كبر الحلم بقدر نمو الجنين، أقصد ازدياد رعب هالة الكابوس[/FONT]>>[FONT="]... و الخلاصة أننا أهل النوم العميق الثقيل، سادة الغافلين، انظر إلى نفسك جيدا، تأمل الحال ياصاحبي، دخن سيجارة أخرى، ستكون الأخيرة، أرأيت؟؟؟ ما زلنا في كابوس، سننام أكثر، ربما يوما أو يومين؟ ربما أكثر؟ من يدري؟ ربما سنموت في الحلم؟ أقصد في الكابوس طبعا؟؟ يحدث لك مثل هذا، ما إن تقترب من تحقيق الأماني حتى يطاردك الجميع، و عندما تلتحما تتبعك عصابات و أوباش و قرود، و وجهتهم قتلك، فيزيدوا خنقك حتى تستيقظ لتتأكد أنك في حلم، أقصد في كابوس ثم سرعان ما تنام، و يتكرر الأمر أكثر من مرة في الليلة الواحدة، نعم، يحدث لك هذا[/FONT]!![FONT="] إياك أن تنكر...[/FONT]
[FONT="] يا صاحبي، استيقظ قبل فوات الأوان، لا تصدق الأحلام، اقصد الكوابيس، ابتعد ما استطعت عن الأماني، سبق لي أن قرأت في الأثر : { بينما المرء يتمنى _ أو يأمل _ إذ فاجأه الموت }، أتريد ان يحدث لك هذا؟؟ اقترب من الحقيقة، و التي تعلمها جيدا، انظر إلى طريقك جيدا، لا تهادن اليوم، فات الأوان، لا تلقي باللوم إلا على نفسك، و تراجع عن الماضي، لاحظ أن سيجارتك انتهت، لماذا لا تجعلها اخر سيجارة، لا تفكر في هذا الغد المشرق، من الذي علمنا هذا القول[/FONT]!![FONT="] من غرس نبات هذه الأفكار في عقولنا؟؟؟ دعنا نرى نور يومنا هذا، و جمال ليلتنا هذه، دعنا لا نغمض جفوننا، و أف للأماني ما دامت لن تتحقق.... و نافق يا ابن البلد ما استطعت إلى ذالك سبيلا... نافق.[/FONT]
[FONT="] يا صاحبي، إن أكبر خيبة اكتشفتها، أننا نكذب على أنفسنا، و تتجاوب أنفسنا مع ذالك الكذب فيرتد كذبة كبيرة إلينا، و يا عجبي اننا نصدقها، و نزخرفها ثم نسعى لنحيا بها، ما احمل تلك العبارات: [/FONT]<<[FONT="] نحيا معا و نموت معا[/FONT]>>[FONT="]، يدا بيد، و للأبد، نحن جيل الغد...أنت من كتبها؟؟ أهذا موجود؟ أنت تصدق هذا؟ رومانسي، يا صاحبي، رومانسي، رويدا، رويدا، عالم المثل، يا صاحبي، عالم المثل، أضحكتني، اضخك الله سنك... ما أفرد القولبة حينما نجعلها غلافا لنا، و ما ألعن التناقض عندما يكون حياة لنا، استيقظ قبل فوات الأوان...[/FONT]
[FONT="] يا صاحبي، أنت تفضل الليل، و تهوى نجمة النجوم، أنت طراز رفيع، أنت القمر، أنت المجنون، أنت الولهان، أنت المحبوب، أنت... استيقظ من خرافاتك، أنا هنا بجنبك سطرت الأسطر لأجلك، و خضت التجارب قبلك، فاستفد منها، فالأوهام ستخلد ببالك، ألا تخشى على أمنية؟ ما هذه الذكريات؟ و لماذا كان اللقاء؟ و ما أسباب الفراق؟ و ماذا بعد الرحيل؟ استيقظ قبل فوات الأوان... [/FONT]
[FONT="] يا صاحبي، علمتك النسيان، و درستك إياه، و قد نسيت الكثير كما نسيتني أنا صاحبك الوفي، لابأس، فقد نسيتك أيضا، و كلما يجمعنا هذه الصحف، و تلك السجائر، و غد مشرق، أليس كذالك؟؟؟ لا تعجب، فقدرتك على النسيان أكبر مما تتصور، تذكر التدريبات فقط[/FONT]!!![FONT="] لكن هل تنساك أمنية فقد تسببت لها في أحزان لا قبل لها بها[/FONT]!![FONT="] ذكريات جميلة، أمل أن تكون سليمة معافاة على الأقل، اتركها تسعد... و أشعل سيجارة أخرى، ستكون هذه هي الأخيرة، ألم تكن السابقة كذالك؟[/FONT]! [FONT="]فأنا أيضا كلما شغلتني اماني لا أجد غير موقد البنزين، اقصد السيجارة، انفث، انفث، و لا تبالي، ستنسى كل شيء.. و هيا نخرج من هذه المقهى اللعينة، يل دعني أطالع ذالك المقال اللعين قبل ان أخرج، اف من جديد، لم يتغير أي شيء، هيا يا صاحبي نخرج إلى الحياة، و نستيقظ من الحلم، أقصد الكابوس قبل فوات الأوان...[/FONT][FONT="][/FONT]