Dr.Cherry
سـ ح ـر الـ ع ـيون
لا علم لي .. غير انهم طرقوا بابي ودخلوا دون استئذان ..
أحدهم ينظر الى عينيّ دون كلل أو ملل ؛ وآخر يتحدّث بكلمات لم اعتد على سماعها منهم ...
تشاوروا في أمري وقرّروا أن يصدروا حكمهم القاسي عليّ ؛
لم أتذكّر سواك .. لم أخف منهم ؛ لم أخشى أبداً أن أجابههم ؛ أن أواجههم ؛ لعلّهم يرتدعون ، لكن .. لا يمكن ؛ لا شيء يمكنه أن يغيّر أفكارهم السوداء وأحقادهم المتراكمة في قلوبهم مع مرور الوقت ... ولا شيء يمكنه أن يغيّر حبي لك ، مهما قسا حكمهم ...
أخرجتْ تلك الممرضة حقنة صغيرة ؛ وقد ملأتها بمحلول سُمِيّ أصفر ؛ وأومأتْ برأسها الى من أحاطوا بي ؛ فأسرعوا الى تقييد جسدي بأيديهم القويّة قوّة المعصيّة ؛ وما لبثتْ حتى وضعتْ ابرتها في أوردتي ؛ تضحك ويضحكون ، وتتعالى ضحكاتهم ؛ وتزيد ايماءاتهم ؛ حتى كادتْ تلك القهقهات تختلط عليّ ؛ وحتى أصبحتُ أراهم أخيلة شياطين ملعونة تلعب بجسدي ؛ وتجتثُ أحشائي ...
لم أفكر فيهم ؛ ولم أستمع الى همساتهم ؛ لم أسلّمهم روحي بالرغم من سيطرتهم على جسدي ؛ تلك الأحقاد التي عوّدتهم على قتل سعادة الآخرين ...
تلك الشرور التّي خُلِقتْ بداخلهم منذ الأزل ، يرمون بها الى كل مكان ، حتى وإن اشعلتْ ملابسهم ؛ لا يشعرون بحرارتها لأنها مخلوقة من أنفسهم ؛ مخلوقة منذ خلقوا بداخل أرواحهم ..
لم أفكر فيهم ؛ ولم أستمع الى همساتهم ؛ فما كان في مخيّلتي سواك ، وما كان في روحي غيرك ....
لم أفكر فيهم أبداً ؛ وبالرغم من دمي الذي شربوه ؛ وبالرغم من قلبي الذي استخرجوه ؛ وبالرغم من شعري الذي بلّلوه بسمّ ايديْهم ؛ لا زلتُ لا أفكر الا فيك ؛ ولا زلتُ لم أرضى لهم أن يأخذوا روحي ؛ فلا زالتْ لك ؛ ولن أرضَ أن يكون غير ذلك ...
تعرّف عليّ من روحي فلا جسد الآن لديّ ؛ وليس لي عينان ...
منقوووول