fatoon
مشرفة السياحة والصور المنوعة
لحظات أخيرة
يتحدثون ويتحدثون … وأنا كمن أقفل عنهم أذناه … لا أعرف السبيل لسماعهم … فأنا جسد فقط يجلس بينهم …
وعقلي حيث قلبي … يسبحان معاً في نيران الغياب …
أدور وأدور وحيدة بين أبواب ذكرياتي حديثه المضيّ … وحينما ابتعدت … كانت صورهم تخيل إلي ولكني لا أميزها … لا أعرف الى أين أخذتهم الدنيا مني …
كان البرد يجتاحني … وأنفاسي تطاردني … ودموعي تسابق الثواني … فتنعقد لتسقط على يدي المتوترتين …
رحلوا …
وتركوا خلفهم شفاهاً متشققة … عينان قد عميتا … وأذنان قد أغلقتا عن المحيط القريب …
لا تريد سماع كلمات الوداع … ولا أي صوت يذكرها بهم …
استدرت وانسحبت خطواتي عائدة خائبة …
وحينما خلوت الى نفسي … رأيت العالم قد تغير … كل شيء ساكن كما كان …
لا ضحكة … ولا همسة … ولا ابتسامة … ولا حياة في ما قد كانت فيه حياة …
مات الدفء … واتكأت على الأطلال الأحلام …
ورحلت روحي في سبات عميق … وتجمدت النبضات معلنة الحداد …
ومن خلفي أجر ثيابي السوداء … ولا أكترث لما قد يمزقها ورائي …
ماذا أريد من هذه الدنيا بعدما تلاشت الأخيلة من حولي ؟؟
بعدما تركتني ترانيم المساء في فوضى الصمت الوحيد ؟؟
بعدما ساد الظلام ... ولون الدماء الجدران الحبيسة ...
بعدما نزفت أوردتي الحب ... وودعت لحظاتي كل الشوق ... وكل الحنين ...
فرّت مني الحروف ... فأنهت النقاط ما قد نطقت به جوارحي