محمد بن سرين .. تاجر الإسلام الأمين

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
محمد بن سرين .. تاجر الإسلام الأمين
محيط ـ رشا محمد

205263.jpg




حل محمد بن سيرين أبوبكر محمد بن سيرين البصري التابعي الكبير الإمام القدير في التفسير، والحديث، والفقه، وتفسير الرؤيا، والمقدم في الزهد والورع وبر الوالدين، والذي توفي 110 للهجرة عن عمر يناهز الثمانين عاما، ضيفا بسيرته العطرة ومواقفه الصادقة على برنامج "يحكي أن" على قناة رسالة.
واستخلصت الدكتورة لينا الحمصي مقدمة البرنامج مواقف من حياة بن سرين حتى تكون دروسا مستفادة للمسلمين في هذه الأيام، خاصة أنه كان تاجرا شريفا وفقيها يصوم يوماً ويفطر يوماً، كما أنه اشتهر بالورع وكان عالما بارعا بتأويل الرؤى فضلا عن معرفته بالحساب.
واختارت الحمصي موقفا لبن سرين الذي كان يعمل بالتجارة، عندما قام بشراء كمية كبيرة من الزيت من تاجر أخر ودفع جزءا من المال وأجل الباقي حتى يبيع الزيت.
ولما رأي بن سيرين بعدما اشتراه رأى فيه فأرا ميت أفسد الزيت، وكان بمقدوره إرجاع الزيت الفاسد للتاجر ويسترد أمواله ولا يكلف نفسه بأموال أجلة، إلا أنه خاف أن يقوم التاجر ببيعه مرة ثانية لتاجر أخر، فقام بالتخلص من الزيت.
وتعرض بن سرين لضائقة مالية جراء هذا الأمر نظرا للأموال التي كانت عليه من ثمن الزيت، وفشل في دفع بقيتها للتاجر الذي قام بحبسه ولم يكن رحيما معه.
ودخل الرجل العظيم الصادق مع نفسه وليس في قلبه حقدا، وكان يقضى يومه بالسجن في العبادة وكثرة الدعاء وقراءة القران، حتى تعرض لموقف غريب في يوم من الأيام وهو جالسا في سجنه.
وتجسد هذا الموقف في عرض السجان عليه الذهاب يوميا إلى بيته للمبيت هناك والعودة مبكرا في الصباح قبل أن يراه أحد، إلا بن سرين رفض اقتراح السجان وقال له : "والله لا افعل، فدهش السجان من رده وسأله عن السبب فقال له حتى لا أعينك على خيانة ولى أمرك".
وكان محمد بن سرين تقيا ورعا إذا طلع الفجر يذهب إلى المسجد يفيد ويستفيد من الناس هناك ثم يذهب للسوق ليعمل وإذا اقبل الليل يتعبد الله كثيرا ويبكى خوفا من عقاب الله.
وتميز بن سيرين كونه عالميا في تأويل الأحلام وبالجرأة والشجاعة حيث أنه في أحد المرات عندما ذهب إلى العراق مع أبن أخيه، جاءه رجلا وقال له انه يحلم بأنه أسد الزقاق، فقال بن سيرين مع من حوله أن هذا الرجل يخنق الصبيان، وفى جرابه آله الخناق، فتبعه الرجال وكشف جرائمه وسلموه إلى السلطان وقتها، فأقر بأنه يخنق الصبيان.
وكان بن سرين يوصي أهله دائما بالإسلام، حيث أن وصيته قبل وفاته لأهله وبنيه أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم وأن يطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى به (إبراهيم بنيه و يعقوب يا بنيّ إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنت مسلمون)، وأوصاهم ألا يدعوا أن يكونوا إخوان الأنصار ومواليهم في الدين، فإن العفاف والصدق خير وأبقى وأكرم من الزني والكذب.
 

المغربي 1

New member
رائعة أنت بمواضيعك يا أميرة جورية... ابن سيرين العالم التقي الورع... نحتاج اليوم إلى رجال بوزن ابن سيرين، و من طينته تبلغ قمة نزاهتهم كقصته مع الزيت الفاسد و موقفه مع خادم السجان,,, رحم الله ابن سيرين... شكرا جورية، واصلي.
 
أعلى