: مــــــاذا قــــال خطــــــيب الـــــــجمعة؟؟؟:( حــــصــاد الجمعة) : : :

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
1.aspx
284.gif
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه
ومن استن بسنته واهتدى بهديه واقتفى آثره إلى يوم الدين أما بعد:
اخوتي الأفاضل يسرنا أن نفتتح ركن
284.gif
ماذا قال خطيب الجمعة
284.gif
285.gif
286.gif
فكرة الموضوع
- مضمون الفكرة يتمحور في أن يقوم كل عضو منا بوضع خطبة الجمعة

مثلا: نقل خطب امام الحرمين او الاقصى او المسجد النبوي او مسجد الحي الذي تقيم فيه صلاة الجمعة




286.gif
فائدة الموضوع
هذا الركن الجديد سيسهم في إيلاء اهتام أكبر بخطبة الجمعة
وذلك بالتركيز أثناء إلقاء الخطيب للخطبة ومحاولة تذكر أبرز الفوائد التي تطرق إليها الخطيب
286.gif
285.gif



نسال الله اي يكون هدا المجهود خالص لوجه الله تعالي

 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
( ظاهرة العزوبة والعنوسة ) للشيخ : ( عبد الرحمن السديس )


اهرة العزوبة والعنوسة
إن من المسلَّم به أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، فإذا ما فسدت هذه اللبنة أو انعدمت فسد المجتمع أو عدم، وما نراه من ظاهرة العزوبة إنما سببه الرئيسي هو ما دخل على المجتمع من أفكار غريبة، ولوثات فكرية موبوءة، وأيضاً ما يقوم به أولياء الأمور من المغالاة في المهور، والتقيد بعادات وتقاليد مخالفة للشرع.
خطر تفكك النسيج الاجتماعي

vb


vb

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فالق الإصباح، شرع لعباده النكاح، وحرَّم عليهم السفاح، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، إمام الدعاة ورائد الإصلاح، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أولي التقى والصلاح، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ ما تعاقب المساء والصباح، وسلم تسليماً كثيراً.أما بعــد:
فأوصيكم -عباد الله- ونفسي بتقوى الله عز وجل، فإنها سبب التوفيق والنجاح، وطريق العز والصلاح، وينبوع الخير والفلاح.
أيها المسلمون: إن النسيج الاجتماعي المترابط في الأمة دعامةٌ من دعائم سعادتها واستقرارها، وركيزة من ركائز نموها وازدهارها، والمنظومة الاجتماعية الخيرة في المجتمعات قاعدة كبرى في إرساء حضارتها وبناء أمجادها، والخلل الاجتماعي في أي أمة نذير خطرٍ يُهدد كيانها لما يحدثه من صدوع عميقة في بنائها الحضاري، ونظامها الاجتماعي، مما يُهدد البنية التحتية الاجتماعية، ويستأصل شأفتها.
والمتأمل في الواقع الاجتماعي لكثيرٍ من المجتمعات يُدرك ما أحدثته المتغيرات الحضارية من نقلة نوعية في حياة الأفراد والأسر والبيوتات، انعكست آثارها السلبية على كافة المستويات، لا سيما في القضايا الاجتماعية، فبعد أن كانت قضايا الأمة الاجتماعية متسمة باليسر والسهولة انقلبت إلى صورٍ جديدة متسمة بالعنت والمشقة والتعقيد، لتظهر أنماطٌ جديدة وظواهر خطيرة يُخشى أن تسهم في خلخلة النظام الاجتماعي في الأمة، ويأتي الانفتاح العالمي، والتواصل الحضاري، بين الشعوب والمجتمعات ليسهم في إبرام هذه الظواهر وإذكاء سعير هذه المظاهر؛ مما يتطلب التأكيد على التمسك بثوابت الأمة وأصولها وأخلاقها وقيمها ونظمها.
ولعل من أبرز الظواهر والسلبيات التي أذكتها المتغيرات والمستجدات: تلك الظواهر الاجتماعية الخطيرة التي تعصف بكيان الأسر، وتهدد تماسك المجتمع، حتى تقلصت وظائف البيت، وضعفت مسئوليات الأسرة، وكثرت ظواهر العقوق، وتخلَّى كثير من الأبناء والآباء عن أداء الحقوق، وعلت نسبة العنوسة، وكثرت المشكلات الاجتماعية، وارتفعت معدلات الطلاق، وتعددت أسباب الانحراف والجريمة والانتحار والمخدرات والمسكرات، وجنوح الأحداث، وتشرد الأطفال والعنف العائلي، وتفككت كثيرٌ من العلاقات الاجتماعية، وضعف تواصل الأرحام وذوي القربى، وسادت القطيعة والجفاء، وعَمَّ الحقد والحسد والبغضاء، وأسندت مهمة البيت وتربية النشء للخدم والسائقين، وضعفت أواصر المودة ووشائج الأخوة، وانتشرت ظواهر البطالة والاستهلاك التفاخري بين مطرقة الديون وسندان التقسيط، وشاعت قيم الآحادية والأنانية محل القيم الجماعية والإيثارية، وأهملت قضايا المرأة في حجابها وعفافها، واشتكت كثير من المجتمعات من تبرجها وسفورها، مما يشكل أزمة اجتماعية وتربوية محدقة، ويفرز أجيالاً جديدة وفق معطيات ثقافية مخالفة لعقيدتنا، وقيمٍ مخالفة لمجتمعاتنا المحافظة، مما يتطلب من الغيورين إيلاء القضايا الاجتماعية في الأمة حقها من العناية والتركيز والاهتمام والرعاية.......

أسباب تفشي ظاهرة العزوبة والعنوسة



معاشر المسلمين! ولنقف وقفةً مع إحدى أبرز قضايانا الاجتماعية المتعلقة بقضايا الزواج لنُشخِّص فيها ظاهرة من أخطر الظواهر الأسرية التي لها آثارها وأخطارها على الفرد والمجتمع والأمة، إنها ظاهرة ما يعرف بالعزوبة والعنوسة التي يئن من لأوائها فئام من الشباب والفتيات.لقد أرصدت دراسات اجتماعية معاصرة نسبة الإحصائيات المذهلة في بعض المجتمعات لهذه الظاهرة، حيث بلغت في مجتمعٍ واحد (مليوناً ونصف مليون) من العوانس تنتظر كل واحدة منهن فارس أحلامها، ومن المحتمل أن يزيد العدد خلال خمس سنوات قادمة إلى أربعة ملايين أو أكثر لو استمرت معدلات الزيادة بنفس الوتيرة، ولا شك أنه مؤثر مزعج ينذر بشؤمٍ خطير، وضررٍ كبير، ما لم تتدارك هذه الظاهرة، وتشخص داءً ودواءً بحلولٍ عملية تطبيقية لا نظرية فحسب.
أمة الإسلام: إن ظاهرة العنوسة في المجتمع وعزوف كثير من الشباب والفتيات عن الزواج له مضاره الخطيرة، وعواقبه الوخيمة على الأمة بأسرها، سواء أكانت هذه الأخطار والآثار نفسية .. أم اقتصادية .. أم اجتماعية .. أم أخلاقية وسلوكية، لا سيما في هذا الزمان التي كثرت فيه أسباب الفتن، وتوفرت فيه السبل المنحرفة لقضاء الشهوة، فلا عاصم من الانزلاق في مهاوي الرذيلة والردى والفساد الأخلاقي إلا التحصن بالزواج الشرعي، فالقضية إذاً -أيها الغيورون- قضية فضيلة أو رذيلة.
ومن المؤسف! أن يصل بعض الشباب إلى سن الثلاثين أو أكثر وهو لم يُفكِّر بعد في موضوع الزواج، وما انفتحت أبواب الفساد إلا لما وضعت العراقيل أمام الراغبين في الزواج، بل لم ينتشر الانحلال وتنتشر الدعارة والعلاقات المشبوهة، والسفر إلى جهاتٍ موضوعة ومستنقعاتٍ محمومة إلا بسبب تعقيد أمور الزواج؛ لا سيما مع غلبة ما يخدش الفضيلة ويقضي على العفة والحياء مما يُرى ويقرأ ويسمع من ألوان الفساد الذي قذفت به المدنية الحديثة، وحدِّث ولا كرامة! عما تبثه القنوات الفضائية، والشبكات المعلوماتية التي تفجر براكين الجنس، وتزلزل ثوابت الغريزة، وتوجه ضد قيم الأمة وأخلاقها، فإلى الله المشتكى، ولا حول ولا قوة إلا بالله.......


283.gif

تعلق الشباب بسراب تأمين المستقبل

معاشر المسلمين! وإذا التمست أسباب هذه الظاهرة نجد أن جملة منها لا تعدو أن تكون رواسب مرحلة تأريخية مرت بها كثيرٌ من المجتمعات الإسلامية، عقبها غزوٌ فكري كانت له آثارٌ خطيرة على الأوضاع الاجتماعية في الأمة؛ مما أبرز عوامل نفسية وثقافية واقتصادية، منها ما يرجع إلى الشباب والفتيات، ومنها ما يرجع إلى الأولياء، ومنها ما يعود إلى المجتمع بأسره.فأما الشباب والفتيات فبعضهم يتعلق بآمالٍ وأحلام، وخيالات وأوهام، وطموحات ومثاليات، هي في الحقيقة من الشيطان، فبعضهم يتعلق بحجة إكمال الدراسة، زاعمين أن الزواج يحول بينهم وبين ما يرومون من مواصلة التحصيل، فمتى كان الزواج عائقاً عن التحصيل العلمي؟
بل لقد ثبت بالتجربة والواقع أن الزواج الموفق يُعين على تفرغ الذهن، وصفاء النفس، وراحة الفكر، وأنس الضمير والخاطر، ونقولها بصراحة: ماذا تنفع المرأة بالذات شهاداتها العليا إذا بقيت عانساً قد فاتها ركب الزواج؟! وأصبحت أيماً لم تسعد في حياتها بزوجٍ وأولاد يكونون لها زينة في الحياة، وذخراً لها بعد الوفاة؟!
وكم من امرأة فاتها قطار الزواج، وذهبت نضارتها، وذبلت زهرتها، وتمنت بعد ذلك تمزيق شهاداتها لتسمع كلمة الأمومة على لسان وليدها، ولكن بعد فوات الأوان؟!
وكم هي الصيحات والزفرات الحراء التي أطلقت من المجربات فأين المتعقلات؟!
إن هذه المشكلة ومثيلاتها مردها إلى غبش في التصور، وخللٍ في التفكير، بل لا نبالغ إذا قلنا: إنها إفراز ضعف المعتقد، وقلة الديانة، والخلل في الموازين، وسوء الفهم لأحكام ومقاصد الشريعة الغراء.
إنه النظر المشوش حول المستقبل، والتخوف الذي لا مبرر له، والاعتماد على المناصب والماديات، والتعلق بالوظائف والشهادات، وتأمين فرص العمل.. زعم! مما يزعزع الثقة بالله والرضا بقضائه وقدره، ويضعف النظر المتبصر، والفكر المتعقل.
إن حقاً على الشباب والفتيات أن يبادروا عملياً إلى الزواج متى ما تيسر لهم أمره، وألا يتعلقوا بأمور مثالية تكون حجر عثرة بينهم وبين ما ينشدون من سعادةٍ وفلاح، ويقصدون من خير ونجاح، وألا يتذرعوا بما يُعبِّر عنه بتأمين المستقبل، فالله عز وجل يقول:
vb
وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
282.gif
[النور:32].

ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: [[لو لم يبق من أجلي إلا عشرة أيام أعلم أني أموت في آخرها يوماً ولي طولٌ على النكاح؛ لتزوجت مخافة الفتنة ]]، ويقول الإمام أحمد رحمه الله في رواية المروذي : " ليست العزوبة من أمر الإسلام في شيء، ومن دعاك إلى غير الزواج دعاك إلى غير الإسلام ".


أعلى الصفحة
283.gif

عضل النساء عن زواج الأكفاء

إخوة الإيمان! ومن الأسباب الخطيرة في انتشار هذه الظاهرة واستفحالها عضل النساء من زواج الأكفاء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه؛ إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفسادٌ عريض } خرَّجه الترمذي ، وابن ماجة ، والحاكم بسند صحيح. فهناك بعض الأولياء هداهم الله قد خان الأمانة التي حملوها في بناتهم وفتياتهم بمنعهن من الزواج من الأتقياء ديناً وخلقاً وأمانة، وقد يتقدم إليهن الخاطب الكفء فيماطلونه ويعتذرون له بأعذار واهية، وينظرون فيه إلى أمور شكلية وجوانب كمالية، ويسألون عن ماله ووظيفته ووجاهته ومكانته، ويغفلون أمر دينه وخلقه وأمانته، بل لقد وصل ببعض الأولياء الجشع والطمع أن يعرض ابنته سلعة للمساومة وتجارة للمزايدة والعياذ بالله، وما درى هؤلاء المساكين أن هذا عضلٌ وظلمٌ وخيانة، وقد تكون مدرسة وموظفة فيطمع في مرتبها.
ألم يعلم هؤلاء بالاعترافات والقصص الواقعية بضحايا هذه الظاهرة؟
ألم يسمعوا الرسائل المؤلمة المفجعة التي سطرتها دموع هؤلاء؟
إنها صرخة نذير في آذان الآباء والأولياء، ورسالة عاجلة إليهم أن يتداركوا شرفهم وعفتهم وعرضهم قبل فوات الأوان.
أين الرحمة في هؤلاء الأولياء؟ كيف لا يُفكِّرون بالعواقب؟ أيسرهم أن تلطخ سمعتهم مما يندى له جبين الفضيلة والحياء؟
سبحان الله!! كيف يجرؤ مسلمٌ غيور يعلم فطرة المرأة وغريزتها على الحكم عليها بالسجن المؤبد إلى ما شاء الله؟
ولو عقل هؤلاء لبحثوا هم لبناتهم عن الأزواج الأكفاء، فهذا عمر رضي الله عنه يعرض ابنته حفصة على أبي بكر ليتزوجها، ثم على عثمان رضي الله عنهم أجمعين.
وهذا سعيد بن المسيب -رحمه الله- يزوج تلميذه أبا وادعة ، وهذا ديدن السلف في عصورهم الزاهية.
إنَّ تضييق فرص الزواج علة خراب الديار، به تقض المضاجع، وتكون الديار بلاقع، وبه يُقتل العفاف، وتوأد الفضائل، وتسود الرذائل، وتهتك الحرمات، وتنتشر الخبائث والسوءات.
أيها الأولياء: اتقوا الله فيمن تحت أيدكم من البنات، بادروا بتزويجهن متى ما تقدم الأكفاء في دينهم وخلقهم، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، وعضل النساء ورد الأكفاء فيه جناية على النفس، وعلى الفتاة، وعلى الخاطب، وعلى المجتمع بأمته، والمعيار كفاءة الدين، وكرم العنصر، وطيب الأرومة، وزكاء المعدن، وسلامة المحضن، وحسن المنبت، وصدق التوجه: {فاظفر بذات الدين تربت يداك }.


أعلى الصفحة
غلاء المهور



أمة الخير والفضيلة! وسببٌ آخر لا يقل أهمية عن سابقه ألا وهو: مشكلة غلاء المهور، والمبالغة في الصداق في بعض الأوساط؛ حتى صار الزواج عند بعض الناس من الأمور المستحيلة، وبلغ المهر في بعض البقاع حداً خيالياً لا يُطاق إلا بجبال من الديون التي تثقل كاهل الأزواج. ويؤسف كل غيور أن يصل الجشع ببعض الأولياء أن يطلب مهراً باهظاً من أُناسٍ -يعلم الله- حالهم لو جلسوا شطر حياتهم في جمعه لما استطاعوا.
فيا سبحان الله! أإلى هذا الحد بلغ الطمع وحب الدنيا ببعض الناس؟
وكيف تعرض المرأة الحرة الكريمة المحصنة العفيفة سلعة للبيع والمزايدة وهي أكرم من ذلك كله؛ حتى غدت كثيرات مخدرات في البيوت، حبيساتٍ في المنازل، بسبب ذلك التعنت والتصرف الأرعن.
إن المهر في الزواج -يا رعاكم الله- وسيلة لا غاية، وإن المغالاة فيه لها آثارٌ سيئة على الأفراد والمجتمعات لا تخفى على العقلاء من تعطيل الزواج أو الزواج من مجتمعاتٍ أخرى مخالفة للمجتمعات المحافظة، مما له عواقب وخيمة، فرب لذة ساعة تعقبها حسرات إلى قيام الساعة.
ولم يقف الجشع في بعض الناس عند هذا الحد، بل تعداه إلى ما هو أبعد من ذلك مما هو خروج عن منهج السلف الصالح رحمهم الله، يقول الفاروق رضي الله عنه: [[ألا لا تغالوا في صداق النساء! فإنها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تقوى في الآخرة لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولاكم بها ]] وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً بما معه من القرآن، وقال لرجل: {التمس ولو خاتماً من حديد }، وتزوج عبد الرحمن بن عوف على وزن نواة من ذهب.
الله المستعان! كيف بحال المغالين اليوم؟ أما علم أولئك أنهم مسئولون أمام الله عن أمانتهم ورعاياهم؟
هل نُزِعَت الرحمة من قلوبهم؟ ولا تنزع الرحمة إلا من شقي.
أمة الإسلام: وعاملٌ مهمٌ في رواج هذه الظاهرة: ألا وهو ما أُحيطت به بعض الزيجات من تكاليف باهظة، ونفقات مذهلة، وعاداتٍ اجتماعية، وتقاليد وأعراف جاهلية، فرضها كثيرٌ من الناس على أنفسهم تقليداً وتبعية، مفاخرة ومباهاة، إسرافاً وتبذيراً، فلماذا كل هذا يا أمة الإسلام؟
فاتقوا الله عباد الله! وتناصحوا فيما بينكم، وتعقلوا كل التعقل في حل قضاياكم الاجتماعية، لا سيما قضايا الزواج، ولا تتركوا الأمر بأيدي غيركم من السفهاء، والدعوة موجهة للمصلحين، والوجهاء، والعلماء والأثرياء، وأهل الحل والعقد في الأمة، أن يكونوا قدوة لغيرهم في هذا المجال، فالناس تبعٌ لهم، وعلى وسائل الإعلام بكافة قنواتها نصيبٌ كبيرٌ في بث التوعية والتوجيه في صفوف أبناء المجتمع لعلاج هذه المشكلات الاجتماعية الكبيرة، واقتفاء هذه الظواهر الخطيرة.
وأنتم أيها الإخوة والأخوات! يا من ابتليتم بهذه الظاهرة صبراً صبراً، وثباتاً واستعفافاً، ورضاً بقضاء الله وقدره، وعملاً بالأسباب الشرعية، وفتحاً لآفاق الآمال الكبرى، فما عند الله خيرٌ وأبقى.
وأنتم أيها الآباء والأولياء! الأمل فيكم كبير، إننا لمتفائلون كل التفاؤل أن تفتحوا قلوبكم، وتستجيبوا لما فيه صلاح أنفسكم وأبنائكم ومجتمعاتكم، وكان الله في عون العاملين المخلصين لما فيه صلاح دينهم وأمتهم.
بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين والمسلمات، فاستغفروه وتوبوا إليه فهو أهل التقوى وأهل المغفرة.......

علاج ظاهرة العزوبة والعنوسة



الحمد لله خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً وكان ربك قديراً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له لم يزل بعباده خبيراً بصيراً، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثراً.أما بعــد:
فاتقوا الله عباد الله!
vb
وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ
282.gif
[البقرة:281] واعلموا أن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

أيها الإخوة الأحبة في الله! وبعد تشخيص الداء يأتي وصف الدواء، وإن الحلَّ والعلاج لظاهرة العزوبة والعنوسة في المجتمع يكمن في تقوية البناء العقدي في الأمة، والتربية الإيمانية للأجيال من الفتيان والفتيات، ونشر القيم الأخلاقية في المجتمع -لا سيما في البيت والأسرة- ومعالجة الأزمات والعواصف والزوابع التي تُهدد كيان المجتمع، وتيسير أمور الزواج، وتخفيف المهور، وتزويج الأكفاء، وترسيخ المعايير الشرعية لاختيار الزوجين، ومجانبة الأعراف والعادات والتقاليد الموروثة والدخيلة.
وتحقيق التعاون بين أبناء المجتمع، وكذا قيام وسائل الإعلام بواجبها التربوي والتوجيهي، فينبغي العناية بجمعيات إعانة الشباب على الزواج، والدلالة عليه، ومنحها فرصاً كبرى في أداء مهمتها العظمى، وكذا دعم ذوي اليسار لها، وأن يكون الوجهاء قدوة لغيرهم في هذا المجال، وكذا الاهتمام بالقضايا الاجتماعية عبر مؤسسات خيرية كبرى، وهيئات خيرية عليا.
وثمة موضوعٌ لعلاج هذه الظاهرة: ألا وهو ضرورة أن تعيد المجتمعات النظر في قضية تعدد الزوجات، على حسب الضوابط الشرعية، ومراعاة الحكمة التشريعية، فمن للعوانس والأرامل والمطلقات وذوات الأعذار والاحتياجات الخاصة؟ إنه تعدد المودة والرحمة والإحسان والعدل لا الظلم والتسلط والحيف والجور، لا سيما للزوجة الأولى، وكم يسمع من الشكاوى في ذلك، وقد قال صلى الله عليه وسلم: {من كان له زوجتان فمال إلى إحداهما دون الأخرى جاء يوم القيامة وشقه مائلٌ } أي: ساقط. رواه أحمد وأصحاب السنن .
ألا فاتقوا الله -عباد الله- واتقين الله إماء الله، ثم صلوا وسلموا جميعاً على الحبيب رسول الله، نبيكم محمد بن عبد الله، كما أمركم بذلك ربكم جلَّ في علاه، فقال تعالى قولاً كريما:
vb
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
282.gif
[الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن الأئمة الأربعة الخلفاء: أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعن الطاهرات أمهات المؤمنين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم وفقه ونائبه إلى ما فيه صلاح البلاد والعباد يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بعبادك فتنةً فاقبضنا إليك غير مفتونين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام، وجنبهم الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء، والربا، والزنا، والزلازل، والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم انصرهم في فلسطين وكشمير والشيشان .
اللهم عليك باليهود المعتدين، وسائر الكفرة المعاندين، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يُرد عن القوم المجرمين.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين، برحمتك يا أرحم الرحمين!
عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.......


 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
( المعاصي وأثرها السيئ ) للشيخ : ( عبد الرحمن السديس )



vb
المعاصي وأثرها السيئ
إن سبب إهلاك الله للأمم السابقة هو الذنوب، والله جل وعلا قد وضح في كتابه العزيز أن من يعرض عن شرعه ومنهجه فإنه يسلكه عذاباً صعداً.ولقد تحدث الشيخ في هذه الخطبة عن ذلك بنوع من الاختصار، وفي نهاية الخطبة دعا إلى العودة إلى الله والتوبة النصوح.

المعاصي وعقوبتها
Listenrm.gif
parbotton.gif
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قضى بالخير والعزِّ لأهل الطاعة والإيمان، وبالذل والهوان لأهل الشر والعصيان، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله وحبيبه وصفيه وأمينه على وحيه، بشر وأنذر، وبلغ وأسدى ونصح، وجاهد ودعا، فلم يترك خيراً إلا دل أمته عليه، ولا شراً إلا حذرها منه، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الذين ساروا على هديه والتزموا شريعته، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله ربكم وأطيعوه، وراقبوه دوماً ولا تعصوه.
عباد الله: لقد مَنَّ الله على هذه الأمة وجعلها أمة هداية وقيادة وسيادة، اختارها الله لأشرف رسالاته، واجتباها فبعث فيها أفضل رسله، وأنزل عليها أعظم كتبه، ووعدها النصر إن هي نصرت دينه، وبالكرامة والعزة إن هي تمسكت بطاعة ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم.
وقد كان لشرف هذه الأمة شرف قيادة العالم قروناً طويلة، ثم انتزعت قيادتها، ودالت دولتها، وتداعى عليها أعداؤها، وتتابعت عليها المصائب، وتلاحقت عليها المحن والنوائب، وشغل هذا الواقع المزري والوضع المتردي بال الغيورين من أبناء هذه الأمة المتطلعين لمستقبلها المشرق، وغدها المبهج بإذن الله، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: ما الذي دهانا معشر المسلمين؟!
وما الذي أصاب أمتنا فذلت وهانت؟!
ما الدواعي والعوامل التي أوصلتها إلى حضيض الغبراء بعد أن كانت في ذرا العلياء؟!
ما الذي جرها إلى هذا المنحدر السحيق، وطوح بها في أعماق هذا الواقع الغريق؟
والجواب الذي لا يختلف فيه اثنان، هو: أن سبب ذلك كله الوقوع في الذنوب والمعاصي، ومما لا يقبل الجدل أن لله تعالى في هذه الحياة سنناً لن تتغير ولن تتبدل وتتحول في الكون أو الخلق، أو في حياة الأفراد والأمم والشعوب، فالأمة التي تسير على شرع الله ونهج رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ تصل إلى مبتغاها، وتنال مناها، والله يسددها وينصرها ويرعاها، وليس بين الله وبين أحدٍ من خلقه حسب ولا نسب، وإذا تركت الأمة أمر ربها وخالفت أحكام دينها، وتنكبت صراط رسولها؛ سلك الله بها طريق العناء والشقاء حتى تراجع دينها، وما أهون الخلق على الله إن هم أضاعوا أمره، وجاهروا بمعصيته، وقصروا في أحكام دينه، وهل عذبت أمة من الأمم في القديم والحديث إلا بسبب ذنوبها:
vb
إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
282.gif
[الرعد:11]..
vb
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
282.gif
[الشورى:30] وفي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إن الله تعالى يغار وغيرة الله تعالى أن يأتي المرء ما حرم الله عليه }.......


283.gif
آثار المعاصي على الأمم والشعوب

أمة الإسلام: إن للمعاصي والذنوب أثراً بالغاً على الأبدان والقلوب، وشؤماً واضحاً في حياة الأمم والشعوب، قال الإمام العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى في ذلك ما خلاصته: ومما ينبغي أن يعلم: أن الذنوب والمعاصي تضر، ولا شك أن ضررها في القلوب كضرر السموم في الأبدان، وهل في الدنيا شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي، فما الذي أخرج الوالدين من الجنة؟وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء، وطرده ولعنه، ومسخ ظاهره وباطنه، وبدله بالقرب بعداً، وبالرحمة لعنة، وبالجمال قبحاً، وبالجنة ناراً تلظى؟
وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم حتى علا الماء فوق رءوس الجبال؟
وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الأرض:
vb
كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
282.gif
[الحاقة:7] ودمرت ما مرت عليه من ديارهم وزروعهم ودوابهم، حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة؟

وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة حتى قطَّعت قلوبهم في أجوافهم، وماتوا عن آخرهم؟
وما الذي رفع قرى اللوطية ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها، فأهلكهم جميعا، ثم أتبعهم حجارة من سجيل أمطرها عليهم:
vb
وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ
282.gif
[هود:83].

وما الذي أرسل على قوم شعيب سحابة العذاب كالظلل، فلما صار فوق رءوسهم أمطر عليهم ناراً تلظى؟
وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم، فالأجساد للغرق والأرواح للحرق؟
وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله؟
وما الذي أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات، ودمرها تدميراً؟
وما الذي بعث على بني إسرائيل قوماً أولي بأسٍ شديد فجاسوا خلال الديار، وقتلوا الرجال وسبوا الذراري والنساء، وأحرقوا الديار ونهبوا الأموال، ثم بعثهم عليهم مرة ثانية فأهلكوا ما قدروا عليه وتبروا ما علوا تتبيراً؟
وما الذي سلط عليهم أنواع العذاب والعقوبات مرة بالقتل والسبي وخراب البلاد، ومرة بجور الملوك، ومرة بمسخهم قردة وخنازير؟
وآخر ذلك أقسم الرب تبارك وتعالى ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب، ومضى رحمه الله يعدد عقوبات الذنوب والمعاصي وآثارها على القلب والبدن في الدنيا والآخرة، مستقرئاً نصوص الكتاب والسنة ومتتبعاً أحداث الأمم والقرون وتاريخ المكذبين والمعاندين.



عقوبات أخرى للمعاصي

ومن عقوبات المعاصي حرمان العلم والرزق، والوحشة والعسرة والظلمة ووهن القلب والبدن، وحرمان الطاعة ومحق البركة، وهوان العبد على الله، ومن يهن الله فما له من مكرم، وفساد العقل، ووهن العزيمة، والختم على القلوب، وإطفاء نار الغيرة، وذهاب الحياء، وإزالة النعم وإحلال النقم، والخوف والرعب والقلق، وعمى البصيرة، ومنع القطر، وحصول أنواع العذاب والبلاء والنكال والشقاء في الدنيا وفي القبر وفي يوم القيامة.وبالجملة: فكل شرٍ وفساد في الماء والهواء، والزروع والثمار، والمساكن والعباد والبلاد، والبر والجو والبحر، والعاجل والآجل؛ فسببه الذنوب والمعاصي، وقد امتلأ كتاب الله الكريم بما يؤكد هذه السنن لا سيما عند ذكر قصص المكذبين من الأمم السابقة ليكون فيها عبرة وعظة، ومزدجراً وذكراً:
vb
لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
282.gif
[ق:37].

ويقول الله جل جلاله:
vb
فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
282.gif
[العنكبوت:40].

إذا كنت في نعمة فارعها فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الإله فإن الإله سريع النقم
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: [[إن للحسنة ضياءً في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القبر والقلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضاً في قلوب الخلق ]].
وقال الحسن البصري رحمه الله عن أهل المعاصي: [[إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم؛ أبى الله إلا أن يذل من عصاه ]].......

عاقبة الإعراض عن ذكر الله
وبعد إخوة الإسلام! أما آن لأمة الإسلام أن تدرك أن ما أصابها في هذا الزمن من ضعفٍ وفرقة واختلاف وتسلطٍ من الأعداء، إنما هو بسبب وقوع أبنائها في معاصي الله؟أما كان الأجدر بها وهي تعايش ألواناً من العقوبات الدينية والدنيوية، الحسية والمعنوية -التي جلبتها المحرمات- أن تراجع دينها الحق وتدرك أن ما يطفح به العالم من الفوضى في كل مجالات الحياة، وما تعانيه كثيرٌ من البقاع من الحروب الطاحنة التي تقضي على الأخضر واليابس، والأمراض الفتاكة، والمجاعات الرهيبة، والفيضانات المهلكة، والزلازل والبراكين المدمرة، والحوادث المفزعة، كل ذلك بسبب ذنوب العباد، وإعراضهم عن ربهم:
vb
وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً
282.gif
[الجن:17]..
vb
أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ
282.gif
[النحل:45-47].

أما ترون -أيها المسلمون- ما نزل بالأمم والشعوب من حولكم من آلام وعقوبات، وهل كانت إلا بسبب الذنوب والمعاصي؟ فقد غرقت كثيرٌ من المجتمعات في حياة جاهلية، في عقائدها وأفكارها، وأخلاق أبنائها وبناتها، فشاع الإشراك بالله، ومخالفة سنة رسول الله، وانتهكت حرمات الله، واقترفت كبائر الذنوب الجالبة لسخط الله، وعم الفسق وانتشر الفساد في البيوت والشوارع والأسواق، كل ذلك من غير نكير ولا تغيير.
بل حتى عادت بعض الذنوب اليوم مما يفاخر به بعض الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله! فحقاً إن المسلمين اليوم يعيشون عصر غربة الإسلام وفي أوساط دعاة جهنم عياذاً بالله، فما أوسع حلم الله على عباده!
ألم تغن النذر يا عباد الله؟ ألم تفد العبر السالفة والمعاصرة؟
vb
إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ
282.gif
[الفجر:14].

إن هذا الأمر الخطير جديرٌ أن يتدارسه المسلمون اليوم على مستوى القادة والعلماء، والمفكرين والدعاة والمصلحين؛ لإيقاف هذا الزحف الهائل الذي يعرض الأمة كلها لسخط الله العاجل قبل الآجل.
هذا وإن الغيورين ليعلقون آمالاً جساماً على البعث الإسلامي الجديد، والصحوة الإيمانية الرشيدة، واليقظة الإصلاحية الحميدة التي تعم أقطار العالم الإسلامي بحمد الله وتوفيقه؛ لتعود بأبناء المسلمين وشبابهم إلى مصدر عزتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، وما ذلك على الله بعزيز.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه يغفر لكم، فهو خير الغافرين.......

دعوة للتوبة النصوح
الحمد لله غافر الذنب، وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله! واعلموا أن المعاصي ما حلت في ديار إلا أهلكتها، ولا في قلوبٍ إلا أعمتها، ولا في أجسادٍ إلا عذبتها، ولا في أمة إلا أذلتها، ولا في نفوسٍ إلا أفسدتها، ولا في مجتمعات إلا دمرتها.
أيها الإخوة في الله: إن المسئولية لصد وباء الذنوب وعواقبها الوخيمة على ديننا ومجتمعاتنا تقع على عاتق كل مسلم {كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته } كل يقوم نفسه، ويحفظ أسرته، ويربي أولاده على حب الخيرات وترك المنكرات، ويسعى حسب قدرته واستطاعته لتطهير مجتمعه ومحيطه من أدران المعاصي، والله سائلٌ كل راعٍ عما استرعاه، حفظ أم ضيع.
واعلموا رحمكم الله أنه ما نزل بلاءٌ إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، فعلى الألسنة أن تلهج بالاستغفار المستمر، والتوبة الدائمة النصوح التي تحققت فيها الشروط وانتفت عنها الموانع، لعل الله يعفو ويتوب ويتجاوز إنه قد وعد عباده بذلك في قوله سبحانه:
vb
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
282.gif
[الزمر:53].

وصلوا وسلموا -رحمكم الله- على نبي الرحمة والهدى كما أمركم بذلك ربكم جل وعلا فقال سبحانه:
vb
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
282.gif
[الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وارض اللهم عنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين!
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واحم حوزة الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، ووفقهم لهداك، واجعل عملهم في رضاك، وهيئ لهم البطانة الصالحة، يا رب العالمين!
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.
اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، ويُنهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء!
اللهم انصر إخواننا المجاهدين في سبيلك الذين يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، يا رب العالمين!
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.......

 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!




listenmedia.gif



( عولمة المرأة ) للشيخ : ( عبد الرحمن السديس )



عولمة المرأة
عولمة المرأة من الشعارات الزائفة التي تنتهك من خلالها حرمة المرأة بعد أن كانت مصونة في ظل الإسلام، وتستعبد بعد أن حررها الإسلام، وتباع بأرخص سعر وقد أغلاها الإسلام وأعلاها، ومنحها آدميتها التي سلبها منها بعض المنحرفين من البشر.فعلى المسلمين والمسلمات أن يحذروا من الخطر القادم المتمثل في التيارات التي تدعي تحرير المرأة، وإدراك أن المرأة فتنة وقد تصبح نكبة إذا تمكن الأعداء من استغلالها كما يريدون.

رحلة المرأة من الظلمات إلى النور


الحمد لله خلقنا من نفسٍ واحدة وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، أحمده تعالى وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، أسبغ علينا من فضله نعماً وآلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بحقه وثناء، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله، أفضل الخليقة بهاءً وأعلاهم سناءً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه خيار هذه الأمة صفاءً ووفاءً، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم بعث الخلائق حساباً وجزاءً، وسلم تسليماً كثيرا.أما بعد:
فيا أيها المسلمون والمسلمات: اتقوا الله تبارك وتعالى رب البريات، فإنها خير ذخر يدخر في الحياة وبعد الممات، وبها تحصل البركات، وتنال الكرامات، وترفع الدرجات، وتقال العثرات، وتكفر السيئات:
vb
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً
282.gif
[الطلاق:5].

عباد الله! من محاسن ديننا الإسلامي الحنيف ومميزات شريعتنا الغراء أنها جاءت بالشمول والكمال، فلم تترك جانباً من جوانب الحياة إلا نظمته أحسن نظامٍ وأكمله، وأتقنه وأشمله، ولله الحكمة البالغة فيما يخلق ويختار:
vb
أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
282.gif
[الملك:14].معاشر المسلمين! ومن الجوانب الرئيسة التي تولاها الإسلام بالعناية والرعاية، وأحاطها بسياجٍ منيع من الصيانة والحماية، ورسم لها خير منهجٍ لما لها من الأهمية والمكانة الجانب المتعلق بالمرأة وشئونها، ومكانتها في المجتمع، ومسئوليتها في الأمة، وما لها من حقوق وما عليها من واجبات، كل ذلك لأنها اللبنة الكبرى، والنواة الأولى، والبنية الأقوى التي يرتكز عليها عمود الأسرة، وبناء المجتمع، وبالتالي نهضة الأمة، وإعلاء صرح حضارتها، ولأنها الأم الرءوم، والزوج الحنون، والأخت الكريمة، والبنت اللطيفة، بل هي المدرسة الحقيقية لإعداد الأجيال وصناعة الرجال.

معاشر الإخوة والأخوات: لقد جاء الإسلام والمرأة مهضومة الحقوق، محل الشؤم والعقوق، مهيضة الجناح، محملة الجُناح، مسلوبة الكرامة، مهانة مزدراة، محل التشاؤم وسوء المعاملة، معدودة من سقط المتاع وأبخس السلع، تباع وتُشترى، توهب وتكترى، لا تملك ولا تورث، بل تقتل وتوأد بلا ذنبٍ ولا جريرة، فلما أشرق على المعمورة نور الإسلام بحكمته وعدله، رفع مكانتها، وأعلى شأنها، وأعاد لها كرامتها، ومنحها حقوقها، وألغى مسالك الجاهلية نحوها، واعتبرها شريكة للرجل، شقيقة له في الحياة، وقد ذكرها الله في كتابه الكريم مع الرجل في أكثر من موضع، يقول سبحانه:
vb
فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى
282.gif
[آل عمران:195] ويقول عز وجل:
vb
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى
282.gif
[الحجرات:13] ويقول جل وعلا:
vb
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً
282.gif
[الأحزاب:35]

وأوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم خيرا، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {استوصوا بالنساء خيراً } ولـأحمد و أبي داود و الترمذي عنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم } وأعلن عليه الصلاة والسلام حقوقها، وواجباتها ومالها وما عليها في المجمع العظيم يوم عرفة في خطبة الوداع.......

283.gif
المساواة الإسلامية بين الرجل والمرأة


إخوة الإيمان: كما ضمن الإسلام للمرأة الكرامة الإنسانية، والحرية الشرعية، والأعمال الإسلامية، التي تتفق مع طبيعتها وأنوثتها، فيما لا يخالف نصاً من الكتاب والسنة، ولا يعارض قاعدة ومقصداً من مقاصد الشريعة الغراء، في محيط النساء المصون، كما ساوى بينها وبين الرجل في عدد من المجالات.إلا أن هذه المساواة قائمة على ميزان الشرع، ومقياس النقل الصحيح والعقل الصريح، فقد جعل الله لكل من الرجل والمرأة خصائص ومزايا ومقومات ليست للآخر، فأعطى الرجل قوة في جسده ليسعى ويكدح، ومنح المرأة العطف والحنان لتربية الأجيال وتنشئة الأبناء، وبناء الأسرة المسلمة.
أمة الإسلام! أي شيءٍ بعد هذا التكريم تريده النساء؟ وأي شيء بعد هذه الرعاية والعناية تنشده بنات حواء؟ أيستبدلن الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ أيؤثرن حياة التبرج والسفور والتهتك والاختلاط على حياة الطهر والعفاف والحشمة؟ أيضربن بنصوص الكتاب والسنة الآمرة بالحجاب والعفة عرض الحائط، ويخدعن بالأذواق الماكرة والأصوات الناعقة، والأقلام الحاقدة، والدعايات المضللة، والكلمات المعسولة الخادعة التي تطالعنا بين الفينة والأخرى، وتثار بين حينٍ وآخر؟
أيتركن التأسي بأمهات المؤمنين الطاهرات، وأعلام النساء الصالحات، ويقلدن الماجنات، ويتشبهن بالفاجرات.. عياذاً بالله؟!



283.gif

المكانة الحقيقية للمرأة في الإسلام

أخواتي المسلمات! إنكن لن تبلغن كمالكن المنشود، وتعدن مجدكن المفقود، وتحققن أملكن المعقود، وطموحكن المشهود، إلا باتباع تعاليم الإسلام والوقوف عند حدود الشريعة، فذلك كفيلٌ أن يطبع في قلوبكن محبة الفضائل والتخلي عن الرذائل.أختي المسلمة الطاهرة العفيفة، الحرة الكريمة الشريفة! مكانك والله تُحمدي، وبيتك بالله تسعدي، وحجابك تالله تصلُحي، وعفافك ورب الكعبة تريحي وتستريحي:
vb
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
282.gif
[الأحزاب:33]
vb
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ
282.gif
[الأحزاب:59].

أيتها الأخوات في الله! أنتن في الإسلام دررٌ مصونة، وجواهر مكنونة، أنفس لآلئ في أحكم صدف، وأغلى وأجل من كل الأثمان والتحف، وبغير الدين دمن في يد كل فاجر، وسلعٌ يتاجر بها..؛ بل يلعب بها ذئاب البشر الجائعة، وثعالبها الخادعة، فيهدرون عفتها وكرامتها، ثم يلفظونها لفظ النواة، ويرمونها رمي القذاه، فمتى خالفت المرأة آداب الإسلام، وتساهلت بالحجاب، وبرزت للرجال مزاحمة متعطرة، غاب ماؤها، وقل حياؤها، وذهب بهاؤها، فعظمت بها الفتنة، وحلت بها الشرور والنقمة.




الحرب على المرأة في العصر الحديث
فيا أيتها المسلمات المعتزات بشرف الإسلام! ويا أيتها الحرائر العفيفات المصونات! أنتن خير خلف لخير سلف، تمسكن بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكن على حذرٍ من الأيدي الماكرة، والعيون الفاجرة، التي تريد إنزالكن من علياء كرامتكن، وتهبط بكن من سماء أمجادكن، وتخرجكن من دائرة سعادتكن، وإياكن والخديعة والانهزام أمام الحرب السافرة بين الحجاب والسفور، والعفاف والإباحية ، فلم يعد خافياً أن التبرج والسفور مطية الفساد وطريق الفجور.إن أعداء الإسلام قد ساءهم وأقض مضاجعهم ما تتمتَّع به المرأة المسلمة من حصانة وكرامة، فسلطوا عليها السهام، ونصبوا لها الفخاخ، ورموها بنبلهم عن قوسٍ واحدة، ومن الغريب أن يسير في ركابهم، ويسعى في نشر أفكارهم أناسٌ من بني جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، فيشنون الحرب الفكرية الشعواء على أخواتنا المسلمات، ماءِ وجوهنا، ومقلِ عيوننا؛ عبر العناوين الخادعة، والمقالات الساحرة هنالك وهناك، فينادون زوراً وخديعة، بتحرير المرأة، ويشيعون الشائعات المغرضة، والشبه الداحضة عن المرأة المسلمة، يقولون عن المجتمع المسلم المحافظ، إن نصفه معطل، ولا يتنفس إلا برئة واحدة، وكيف تترك المرأة حبيسة البيت ورهينة المنزل؟ وما إلى ذلك من الأقوال الأفاكة، والعبارات المضللة.
فماذا يريد هؤلاء؟ وما يروون؟ وإلى أي شيء يهدفون؟
نعم. إنهم يهدفون إلى تحرير المرأة من أخلاقها وآدابها، وانسلاخها من مثلها وقيمها ومبادئها، وزجها في أتون الشر والفساد، يريدونها عارضة للأزياء، وسلعة للسذج والبسطاء، تزين بها أغلفة المجلات، وتروج من خلالها لسوق الدعايات والإعلانات، فمن لصلاح البيوت وسعادة الأهل وتربية الأجيال؟
خبرونا بربكم أي فتنة تقع وأي بلاءٍ يحدث إذا هتك الحجاب، ووضع الجلباب، وافترس المرأة الذئاب، نتيجة السفور والاختلاط في الدوائر والمكاتب والمدارس والأسواق؟
أما يكفي زاجراً يا عباد الله، ويشفي واعظا ما وقعت فيه المجتمعات المخالفة لتعاليم الإسلام من الهبوط في مستنقعات الرذيلة، ومهاوي الشرور وبؤر الفساد، حين أهملت أمر المرأة حتى انطلقت الصيحات المجردة، والنداءات المتكررة، مطالبة بعودة المرأة إلى حصنها وقرارها؟
هل يرضى من فيه أدنى غيرة ورجولة، ومسكة عقلٍ ومروءة، أن تصير امرأته وموليته مرتعاً لأنظار الفساق؟ وعرضة لأعين الخونة؟ وماردة مكشوفة، ولقمة سائغة أمام عديمي المروءة؟ وضعاف النفوس وقليلي الديانة؟ لقد أفادت الأوضاع السائدة إقليمياً وعالمياً أن خروج المرأة من بيتها هو أمارة الخراب والدمار، وعلامة الضياع والبوار، وعنوان انقطاع وشائج الألفة والمحبة والفضيلة، وانتشار غوائل الشرور والفساد والرذيلة بين أبناء المجتمع.......

283.gif
شعار عولمة المرأة


أمة الإسلام! أمة الطهر والعفاف والحياء والاحتشام! لقد نحا الهجوم على المرأة في الآونة الأخيرة منحى خطيراً، واتخذ منعطفاً كبيراً، يوم أن تبنته مؤتمرات دولية، ومنظمات عالمية، تحت شعار ما يعرف بعولمة المرأة، بث فيها سدنة الجريمة، وسماسرة الرذيلة سمومهم ضد المرأة المسلمة، ومن حق المسلمين الغيورين أن يتساءلوا: أمن شكٍ في ثوابتنا ومبادئنا حتى تثار قضايانا الكبرى بين الفينة والأخرى للجدل العقيم؟! والطرح الهزيل، والنقاش الذميم؟! ومنها قضية المرأة.بأي حقٍ يجعل من المرأة شماعة تعلق عليها زبالات الأفكار والأهواء، وعفن الثقافات والآراء؟
هل من الإنصاف أو من الإسفاف أن تجعل المرأة الحرة الكريمة سلّماً لذوي المآرب المشبوهة، وجسراً يصل من خلاله ذوو الاتجاهات المغرضة، إلى جر المجتمعات المحافظة إلى مستنقعات الرذيلة والتخريب، وشرور العلمنة والتغريب، ومن ثم إلى مهاوي العدم وبؤر الفناء؟
هل من العقل والرحمة ومراعاة حقوق الإنسان أن تجعل التجارب الغربية الخاطئة أنموذجاً يقتفى، وميزاناً توزن به النماذج الاجتماعية الإسلامية؟
هل من الحوار الحضاري المزعوم أن تفرض على الأمة الإسلامية أطرٌ اجتماعية وأسرية مخالفة لمبادئها وثوابتها؟



283.gif
مؤامرات تسمى مؤتمرات


لقد طالعتنا منظمات مشبوهة تدعي مراعاة حقوق الإنسان، في الأيام القليلة الماضية بعقد مؤتمر عن المرأة والأسرة عام (2000م) وقد سبقه عدة مؤتمرات هي في الحقيقة مؤامرات، وقد صدرت عنه وثيقة دولية عن المرأة والأسرة عام (2000م) من أوراق عمل لتحرير المرأة والأسرة، الحرية، الإنجاب خارج الشرعية الأسرية، تجريد الزواج، الإجهاض، إباحة الشذوذ، تبادل الأدوار بين الرجل والمرأة، الاتجار العلني بأجساد النساء، وغير ذلك من تحسي السموم، واللهف المحموم، في تحولٍ عجيب من هذه المحافل الدولية، والمنظمات العالمية، إلى فرض آليات تمثيلية على البلاد الإسلامية.أين مراعاة حقوق الإنسان المتمثل في المرأة التي يراد لها الاستغلال والابتذال في أسوأ صوره، وأحط معانيه؟ وبالأمس القريب شنت هذه المنظمات المشبوهة هجومها على بلاد الحرمين الشريفين -حرسها الله- زاعمة زوراً وبهتانا انتهاكها لحقوق الإنسان لتنفيذها شرع الله المطهر، تكريماً للإنسان وحفاظاً على بني الإنسان.
واليوم تتجه سهامها ضد المرأة المسلمة، الإنسان المكرم، والعنصر المحترم، هل يريدون من المرأة عام (2000م) أن تكون سلعة إعلامية، وملهاة جنسية؟ أين هذه المنظمات إن أرادت إنصاف المرأة ومراعاة حقوقها عن آلاف المغتصبات، وعشرات الألوف من المستحوات؟
أين هي من المرأة المنكوبة في البوسنة و الشيشان ؟ وفي بقاعٍ كثيرة من العالم؟
بل أين دموع تماسيحها على المرأة الغربية حيث التفكك الأسري، والتحطم الاجتماعي؟ لكنه الكيد والمؤامرة
vb
وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ
282.gif
[الأنفال:30].

لقد طفح كيل القوم، وضاق عطنهم، وأخرجوا مكنونهم، ولم يعد خافياً على الغيورين حملاتهم المسمومة، وتحدياتهم المحمومة ضد المرأة المسلمة وحجابها، وعفافها وحيائها، فهل تعي المرأة المسلمة ما يخطط لها، ويكاد ضدها، ويدبر حيالها، من وسائل الفتنة بها ولها، فلا يزيدها ذلك إلا استمساكاً بشخصيتها الفذة، واعتزازاً بأصالتها الفريدة، وعدم الانسياق مع الانفتاح والمتغيرات، على حساب الثوابت والمبادئ واليقينيات؟
يجب ألا تزعزع هذه التحديات السافرة ثقة المرأة المسلمة بنفسها، وتمسكها بدينها، واعتزازها بثوابتها، في خضم هذه الزوابع المتكررة، والحملات المسعورة المتتالية.



283.gif
فتنة النساء وواجب المسلمين تجاه الحملة العالمية


فيا أيها العقلاء! اعتبروا واحذروا، وعوا ولا تخدعوا، فالسعيد من وعظ بغيره، واعلموا أن نكبة الأمة اليوم في مجتمعاتها، وإخفاقها في أخلاقها، وانتكاسها في سلوكياتها، لم تكن إلا بعد أن نكبت في نظام أسرها، وفساد تربيتها لنسائها.وقد قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم: {ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء } متفقٌ عليه من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما، وقال صلى الله عليه وسلم: {فاتقوا الدنيا واتقوا النساء؛ فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء } أخرجه مسلم في صحيحه .
فهل تعمل البلاد الإسلامية والمؤسسات والمنظمات الخيرية على تبني قضايا المرأة المسلمة، ومواجهة التحديات بمزيدٍ من الدراسة والتنسيق، والتأصيل والتحقيق الدقيق، والبرامج العملية الناجحة التي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن النظم الاجتماعية المحافظة، هي القلعة الحامية بإذن الله من السقوط والانهيار؛ لأن الارتباط بها ارتباط وجودٍ وهوية، وهو ما يتطلب وعياً عميقا، ويقظة دائمة، ونوايا مخلصة.
وحفظ الله نساء المسلمين من كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، وكان سبحانه في عون العاملين لنصرة دينهم، وخدمة قضايا أمتهم، إنه خير مسئولٍ وأكرم مأمول.
vb
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ
282.gif
[التحريم:6].

بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفوراً.



نداءات بشأن خطورة قضايا المرأة
الحمد لله مسدي النعم والآلاء، وكاشف النقم واللأواء، أحمده تعالى وأشكره وهو ذو العز والعظمة والكبرياء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ولا أنداد ولا شركاء، وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله إمام الحنفاء، وسيد الأصفياء، وخاتم المرسلين والأنبياء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الشرفاء، وصحبه الأوفياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ من الرجال والنساء، صلاة وسلاماً متعاقبين تعاقب الصباح والمساء، دائمين ما دامت الأرض والسماء.أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله، اتقين الله إماء الله، تمسكوا جميعاً بكتاب ربكم وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، فخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها.
أيها الإخوة والأخوات في الله: إن قضية المرأة من الخطورة بمكانٍ كبير، وتحتاج إلى عرضٍ متجددٍ مركز؛ لأنها اتخذت مطية وغرضاً من أعداء الإسلام وأذنابهم، يبثون من خلاله شبههم، وينشرون أباطيلهم وسمومهم في غفلة من المسلمين، وانشغالٍ من كثيرٍ من المصلحين.
ولكي لا ينخدع بعض الدهماء والدهماوات؛ فإن على المسلمين في مختلف ثغورهم ومجالاتهم العناية بهذه القضية، وبيان منهج الإسلام فيها لنثبت للعالم بأسره أننا ولله الحمد في يقظة من أمر ديننا، وأن فتياتنا المصونات عزيزات بإسلامهن، متمسكات بدينهن، لا تنطلي عليهن أقوال الناعقين أعداء المثل والقيم والمبادئ السامية.......

283.gif
نداء إلى المسلمات والجمعيات النسائية


فإلى أخواتنا المسلمات في عالمنا الإسلامي، وإلى نصف أمتنا الثاني، يوجه هذا النداء الحاني، من هذه البقعة الطاهرة بالتمسك الحقيقي بكتاب الله، والعض بالنواجذ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتباع تعاليم الإسلام وآدابه، وإلى الجمعيات النسائية في كل مكان يوجه التحذير من مغبة مخالفة المرأة لهدي الإسلام، ويدعى بإخلاصٍ وإشفاق إلى الحذر الشديد من الانسياق وراء الشعارات البراقة، والدعايات الخلابة، والمصطلحات الأخاذة المسمومة المظللة ضد أخلاق المرأة ومثلها وقيمها.


283.gif


نداء إلى المسئولين عن الفتاة المسلمة



وإلى المسئولين عن الفتاة المسلمة تعليماً قوامة ورعاية، أن يتقوا الله عز وجل، ويقوموا بواجبهم تجاهها، مع العناية التامة بالجوانب الإيمانية والتربوية والأخلاقية، لا بد من وضع حدٍ فاصل، وسدٍ منيع أمام السيول المتدفقة من المظاهر الفاضحة، والمناظر الماجنة، والأفلام الخليعة، والصور العارية وشبه العارية التي تقضي على الغيرة والأخلاق، وتورث الدياثة والرذيلة، وليس بخافٍ على الغيور ما تضج به الفضائيات، وتقذف به شبكات المعلومات من الرخيص المسف، والعفن والتفاهات فالله المستعان!
283.gif
نداء إلى أولياء الأمور


أما أولياء أمور النساء من آباء وأزواج فإننا نذكرهم بواجب القوامة على المرأة امتثالاً بقوله سبحانه:
vb
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ
282.gif
[النساء:34] فعليهم أن يتقوا الله عز وجل، ويقوا أنفسهم ونساءهم وأبناءهم عذاب الله سبحانه، وذلك بالقيام بتربيتهم، ومتابعاتهم، ومراقبتهم، وأطرهم على تعاليم الإسلام، إننا نناشد فيهم غيرتهم على نسائهم، ونخاطب فيهم شهامتهم ورجولتهم ومروءتهم، ذباً عن أعراضهم، وصوناً لمحارمهم، فضلاً عن ديانتهم وأخلاقهم.



283.gif
التزام النساء في الجزيرة وبلاد الحرمين


ألا وإن من الإنصاف المتأصل، وشكر المنعم المتفضل، ما تتميز به بنات الجزيرة المحافظات، وفتيات بلاد الحرمين المصونات، من خصائص وميزات، أهَّلتها لأن تكون فريدة من نوعها، متميزة عن غيرها، شامة بين بنات جنسها تحلياً بالسير على المنهج الإسلامي الصحيح، في وقتٍ تقاذفت فيه المرأة في العالم أمواج الفتن وأعاصير المحن، وما ذاك إلا بتمسك ولاتها وفقهم الله بتعاليم الإسلام، وتأكيدهم التزام المرأة في هذه البلاد المباركة بالمنهج الشرعي، ومنع ما يخالفه من المظاهر والسلوكيات، فهل يعي ذلك كل دعيٍ يخالف منهج شريعتنا، ويصر على الخروج على سياسة ولايتنا وفقها الله، ونصر بها الحق وأهله؟وأخيراً يا رعاكم الله: هل تجد هذه الكلمات المشفقات آذاناً صاغية، وقلوباً واعية؟ هذا الرجاء والأمل، وعلينا الإخلاص والعمل، ألا وصلوا وسلموا رحمكم الله على النبي المصطفى، والرسول المجتبى، والحبيب المرتضى، كما أمركم بذلك جل وعلا، فقال تعالى قولاً كريما:
vb
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً
282.gif
[الأحزاب:56].

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين، وأفضل الأنبياء والمرسلين، نبينا وحبيبنا وقدوتنا، وسيدنا محمد بن عبد الله رسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الرحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، اللهم وفقه لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهم ارزقه البطانة الصالحة، واجمع به كلمة المسلمين على الحق والهدى يا رب العالمين.
اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للحكم بشريعتك، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، وألف بين قلوبهم، وأصلح ذات بينهم، واهدهم سبل السلام، وجنبهم الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلادنا هذه خاصة، وعن سائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.
اللهم انصر إخواننا المجاهدين والمستضعفين في دينهم في كل مكان، اللهم انصرهم في الشيشان ، اللهم انصرهم في كشمير ، اللهم انصرهم في فلسطين وفي كل مكان يا رب العالمين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الرحمين.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

 

الاميرة جورية

{سبحان الله وبحمده ..!
(((خطبة الجمعة )))


لفضيلة الشيخ محمد حسان
1.gif



03 / 12 / 2010

أزمة العالم .. الصدق


269.gif




فيديو بجودة عالية ممتازة
================================================
فيديو بجودة متوسطة
================================================
رابط صوت mp3 بجودة عالية
================================================
رابط mp4 للجوال بجودة عالية
================================================
رابط Ogg Video


way2allah.com


جزاكم الله خيرا
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
أعلى