الاميرة جورية
{سبحان الله وبحمده ..!
هجر القرآن
الدكتور محمد هداية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ياربنا تسليماً كثيراً وبعد:
في البداية اسمحوا لي أن أتقدم بخالص شكري وعظيم التقدير لكم من أسهم في إقامة هذه الجائزة وهذه الجمعية وهذا اللقاء سائلاً المولى عز وجل أن يكتب ذلك في ميزان حسناتنا جميعاً يوم أن نلقاه إن الله ولي ذلك والقادر عليه
وبعد أيها الإخوة الأحباب فموضوعنا اليوم في حقيقة الأمر هو من أخطر موضوعات الإسلام إن صح التعبير، القرآن الكريم هو رسالة هذا الدين الحنيف، أقصد بالدين "الإسلام" وأقصد بالإسلام ديانة محمد صلى الله عليه وسلم ، الأمور في الإسلام أوضح من الشمس في كبد السماء، لكن للأسف الشديد أعداء هذا الدين والمتربصون به آناء الليل وأطراف النهار نحجوا "أقول نحجوا" في إخراج الأمة مما أراده الله لها وبها أرجو أن نفهم ذلك جيداً عسى أن تكون هذه الجلسة إن شاء الله لوجه الله تبارك تعالى.
ساعة يقول الله تبارك وتعالى في قرآننا
{كنتم خير أمة}
أرجو أن نستمع إلى للكلمات لا نسمع لها " نستمع لها"
{ كنتم خير أمة أخرجت للناس}
ما معنى أخرجت للناس، معنى هذه الآية أن رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي هو صلوات ربي وسلامه عليه لفترة محدودة هي حياته صلى الله عليه وسلم ولم ولن تنتهي الرسالة بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم بل إن أمته ستحمل هذا القرآن وهذا المنهج إلى يوم القيامة، هذه الآية توضح ذلك الأمر
{ كنتم خير أمة أخرجت للناس}
كلمة الناس تشمل الجنس البشري من عهد محمد صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة، {تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر}
بما.... "بإيه"... بماذا نأمر نحن الأمة بالمعروف وننهى عن المنكر، بماذا؟ بهذا الكتاب بهذا القرآن بهذا المنهج، لكن القرآن أيضاً يوضح حقائق ثابتة، أن الذين يخرجون عن إلف المنهج وعن القرآن ويتبعون الظن أو يتبعون الأهواء إلى آخر هذه الأمور، لن تستقيم لهم الدنيا ولن تستقيم لهم الحياة ولن تسقيم لهم الآخرة. واسمعوا إذا شئتم إلى قول الحق تبارك وتعالى:
{بل اتبع الذين ظلموا}،
اتبعوا ماذا؟
{أهواءهم}
وأدام (ولطالما) أهواءهم يبقى طبعاً
{بغير علم}، {بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم}
والجاية (التالية) أخطر
{فمن يهدي من أضل الله ومالهم من ناصرين}،
والحل، الحل في نفس السورة، بل وتلو هذه الآية مباشرة فأقف وجهك للدين حنيفاً، حنيفاً في أصل اللغة مائلاً، كلمة حنيفاً ساعة يسمعها اللغويين يفهمون أن حنيفاً يعني مائلاً، لكنه في المصطلح مائلاً عن ماذا؟ مائلاً عن الباطل والمائل عن الباطل مستقيم بالطبع، فأقم وجهك، والكلام لرسول الله بوصفه زعيم الأمة صلى الله عليه وسلم
{بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله ومالهم من ناصرين، فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم}،
فالدين القيم إذاً أن تترك الأهواء وتتنازل عن البدع وتتجه إلى ما أراده الله تبارك وتعالى بقرآنه، بكتابه.
أنا أقف مع حضراتكم اليوم على مستهل الكتاب، وألف الأنظار إلى أمر وأستعرض أمراً آخر، في مطلع الكتاب سورة الفاتحة أسأل: ما ترتيبها ساعة نزول القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ هل هي أول ما نزل من القرآن؟ بالقطع لا، إن ترتيب سورة الفاتحة هي الخامسة في النزول،هي السورة الخامسة في النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لماذا جاء الله بها في مطلع الكتاب، أو اسأل إن شئت من الذي جاء بها في مطلع الكتاب، لا تنسوا عنوان المحاضرة. عنوان المحاضرة ( هجر القرآن)، وأنا أمهد لعملية الهجر التي تحدث آناء الليل وأطراف النهار منا. نحن الذين ندعي إسلامنا لله تبارك وتعالى، وأنا اتهم نفسي أولاً، أنا أمهد لهذا الهجر الذي تلخص في الكثير من أعمالنا، وأكرر نحن الذين ندعي أننا أسلمنا لله تبارك وتعالى.
الذي جاء بهذه السورة على رأس الكتاب هو الله تبارك وتعالى، والذي أردف الفاتحة الخامسة في ترتيب النزول البقرة رقم (87) في ترتيب النزول هو الله تبارك وتعالى، أقول هذا لما؟ لأنك إن أوقفت مسلماً أياً كانت دراسته، وأياً كانت علومه، وسألته: من الذي جمع القرآن؟ سيقول لك بملئ فيه: عثمان بن عفان رضى الله عنه وأرضاه، وهذا كلام فارغ...هذا كلام مفرغٌ من مضمونه، إن هذا الكتاب الذي تصدى الله تبارك وتعالى له بالحفظ لا يترك بشراً ليرتبه، وإن كان لبشرٍ أن يرتب القرآن أويجمعه فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لا، ومع ذلك لا، إن الذي جمع القرآن هو الله تبارك وتعالى وهذا الكلام في قرآننا، لكنا هجرنا، لكننا هجرنا وتركنا وتوقفنا عن الفهم أو حتى محاولة التصحيح، لما كان القرآن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت بشرية الرسول فيه تنازع الرسالة وتنازع كنه الرسول فكان يتعجل القرآن خلف جبريل عليه السلام ظناً منه أنه سينسى، فأنزل الله قرآناً يتلى إلى يوم الدين
{لا تحرك به لسانك لتعجل به، إن علينا جمعه}
من الذي جمع؟ التربية والتعليم عندنا تقلك (تقول) عثمان بن عفان،مفيش فايدة (لا فائدة)، التربية والتعليم رضي الله عنها وأرضاها عندنا في مصر علمت الناس كده (هكذا) : إن الذي جمع هو عثمان، كيف يجمع عثمان؟ وعلى أي منهج يجمع عثمان؟
وهل هذا الكتاب الذي تصدى الله له بالحفظ:
{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
يتركه إلى عهد عثمان ليجمعه؟!
إن الذي يجب أن يستقر في ذهن الأمة لتعلمه للناس، أن هذا القرآن نزل من جمعٍ لجمع يساوي الجمع
{وبالحق أنزلناه وبالحق نزل}
يبقى عندنا كده كم نزول؟
اثنين، نزول بالهمزة والفاعل فيه هو الله، ونزول بدون الهمزة والفاعل فيه جبريل عليه السلام. ساعة يقول القرآن {وبالحق أنزلناه} أي كتاباً إلى السماء الدنيا، {وبالحق نزل} قرآناً منجماً على محمد صلى الله عليه وسلم
في مطلع القرآن لا الكتاب... أقول في مطلع القرآن، ساعة الله: {أقرأ} هذا أول ما نزل من القرآن، ويجب على المسلم أن يفرق بين اللفظين، إحنا ( نحن عندنا إشكالية (لغط) في بعض كتب التفسير، وسوف نتعرض اليوم لنقطة خطيرة في الموضوع ده ، أن المفسر عشان (من أجل) يستسهل، لما تقول له الكتاب يعني إيه ؟ يعني مثلاً
{ذلك الكتاب لاريب فيه}
يقلك (يقول لك) الكتاب يعني القرآن، هذا كلام في اللغة العربية مرفوض تماماً، طالما تغيرت الكلمة فالمعنى مغير، اللغة العربية من عظمة هذه اللغة إن ممكن كلمة واحدة يكون لها ست معاني، لكن إذا تغيرت كلمة لازم برضو إيه اللي ( أيضاً مالذي) يتغير؟ المعنى، شوف ( انظر) أنا أقول إيه، أنا عاوزك (أريدك) تفهمني في هذه النقطة، ممكن كلمة واحدة يكون لها ست معاني، قد يسألك أحدهم ما معنى الروح؟ المسؤول إذا تعجل الإجابة أخطأ، لأن نحن عندنا كم روح في القرآن؟
6 روح. يعني 6 كلمات تقول الروح:
{تنزل الملائكة والروح فيها}
{يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده}
{وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا}
"مش كده = أليس كذلك"، لو أنا جاوبت على الروح.... لازم المسؤول يسأل السائل أي روح......في أي آية؟ لأن نحن عندنا6 روح، لكن إحنا بنستسهل: الكتاب يساوي القرآن، لايمكن... لايمكن، وعلشان أككدلك ( ومن أجل أن أؤكد لك) اسمع كده:
{حم، تنزيل الرحمن الرحيم، كتاب فصلت آياته قرآناً عربياُ لقوم يعلمون}
يعني إيه... شوف اسمع كده
{كتاب فصلت آياته} ... إيه؟؟؟.. {قرآناً}
سبحان الله ييقى الكتاب غير القرآن، يبقى لو أنا بتناول القرآن على مناط اللغة فيه، يبقى الكتاب كل القرآن، والقرآن جزء الكتاب، يعني لما تقول مثلاً سورة هود، "دي = هذه" تعتبر إيه، دي سورة من كل، تبقى دي قرآن، لكن لما تقول الكتاب، يبقى إنت تتكلم عن إيه، عن المصحف... عن القرآن كله، هو ده الجمع الذي نزل ليلة أراد الله أن تكون هذه الأمة وأن يكون لها المنهج، {وبالحق}....إيه... {أنزلناه كتاباً} {وبالحق} نزل متفرقاً قرآناً، وفي آيات الهجر سنشرح أكثر شوية، "بس =لكن" أنا باخذ تمهيد سريع.
لما يقول {ذلك الكتاب} شوف في مطلع البقرة، هل قال ذلك القرآن.. ها؟ بل {ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين} وشرح المتقين، لكن شاهدي، أن سورة الفاتحة رقم خمسة في النزول جاءت "نمرة = رقم" واحد، وسورة البقرة رقم 87 في النزول جاءت نمرة 2 . من الذي جمع هذا الجمع؟ لابد أن تستقر العقيدة على أن الذي جمع القرآن هو الله تبارك وتعالى بنص ما تلوت من آيات:
{لاتحرك به لسانك لتعجل به، إنا علينا جمعه}
ومش بس جمعه ( وليس فقط جمعه) بل
{وقرآنه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، ثم إن علينا بيانه}
قضية إن عثمان جمع القرآن أو إن مثلاً العلاج بالقرآن، أو إن مثلاً .... خذ أمثلة كثيرة جداً تندرج تحت هجر القرآن، فالهجر له أنواع، أنواع الهجر كثيرة جداً في قرآننا. "اللي أنا عايز = ما أريد" ألفت النظر إليه اليوم "بس علشان = فقط من أجل" لا نتهم من غير ما نصحى ونعي، إن كل المفسرين للأسف الشديد، أقول هذا وراجع "وراي = خلفي".... معظم المفسرين، يمكن 90%، في آية الفرقان
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴿٣٠﴾}
قالوا مين اللي هجر؟ مين قومي؟ خلينا نتكلم معاكم بالراحة شوي
قالوا: قومي دي "راجعة = تعود" على كفار قريش، 90% من المفسرين!!!!
هو لما كافر يهجر القرآن.... الجملة نفسها مش مستقيمة، لو "أنت أخذت بالك = لو أمعنت"، لغةً الهجر لا يكون إلا من استقرار، يعني أنا النهار ده جيت رأس الخمية ومشيت بكرة.. أبقى هجرت؟ أنا "ما أعتدش = لم أمكث" عشان أهجر، إنما لما أهل راس الخمية يمشوا يبقى "هم دول = هؤلاء" اسمهم إيه... هجروا، فالهجر لايكون من مقيم... لغةً، لما كافر يهجر فالجملة غلط، فالكافر أساساً "مش عايز = لايريد" يسمع، إنما يمن اللي يهجر؟ أهل القرآن.
التفسير طبعاً من زمان، وإحنا عمالين ورا بعض ( يتناقله بعضنا البعض).
هي مشكلة الأمة في إيه، إن "حد = أحد ما" يغلط غلطة، والكل إيه.... "ما بنحاولش = لانحاول" حتى نفكر كأن التفكير حرام حضرب مثال سامحوني يعني، حضرب مثال:
القرآن يقول:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}
أحد المفسرين لن أقول هو مين، غلط. وقال وهو يتكلم في آدم أنه خليفة الله في الأرض، الرجل غلط، الأمة كلها علماؤها وخاصتها وعامتها لما تجي تتكلم عن آدم تقول إيه.... خليفة الله في الأرض..... الجملة "توجع الودن = تسبب ألماً في الأذن" وتوجع القلب، هل لله خليفة؟!، ومنهم بقى شوف التجرأ بقى شوف الجرأة من يضرب مثال لخلافة آدم لله بخلافة الصديق لرسول الله صلى الله عليه وسلم. شوف المصيبة، طبعاً أنا مش فاهم إنتو فاهميني ولا؟ دي قضية خطيرة.
عرف كلمة الخليفة لغةً عشان تستبعد كلمة خليفة الله دي خالص (مطلقاً)، يقولك أهل اللغة، الخليفة من يخلف غيره ويقوم مقامه بموته أو غيابه أو انتقاله، كل ده لا يتحقق في الله، خليفة الله إزاي (كيف)، إنتو فاهمين الكلمة ولا إحنا بنردد وخلاص، هي دي القضية، أنا أقول أن الرجل غلط... غلط.... المفسر غلط، طب صلحوا ... اعترضوا.... انتبهوا.... تكلموا، لا... خلاص... هو خليفة الله، سبحان الله، ياأخي هو رينا ساعة ذكر اسم الله أراد أن يعلمك مناط هذا الاسم فقال:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}
أمة نايمة، الأمة نامت، إحنا علينا مسؤولية كبيرة، مش فينا إحنا، ده إحنا اللي إيه:
{ كنتم خير أمة أخرجت} لمين... للمسلمين؟ للمؤمنين؟
يعني هو في مطلع الكتاب قال:
{ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾}
هذه آية خطيرة، أن هذا الكتاب لن يهدي إلا من اتقى، حد خذ باله (انتبه) من الآية دي، حد خذ باله من الوقفة دي، ما قالش ( لم يقل) هدى للمسلمين أو المؤمنين.. لا
{ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ ﴿٢﴾}
وإحنا نمنا... ضعنا... ضاع الناس.... نام الناس، كيف خليفة الله، أنا أرى أن تفسير هذه الآية بهذا التفسير هجر للقرآن... هجر لمراد الله في القرآن
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}
ها كلام منطقي، لو أن الملائكة فهمت أن آدم خليفة الله بفمهوم هذا المفسر ومن تلاه كانوا قالوا:
{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ}
يعني إذا الملائكة فهمت أن آدم سيخلف الله حاشاه واستغفر الله، الكلمة تتعب القلب والله... إن أحد خلق الله يخلف الله، ده كلام فارغ عن مضمونه، كلام عجيب، لو الملائكة فهمت دي كانت قالت!!! :
{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}
وده خليفة مين؟ هم فهموا إنو خليفة الله!!! ( لهجة استنكار)
إنما الملائكة فهمت أنه خليفة، أي على رأس ذرية يخلف بعضها بعضاً.
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي}
الإشكالية عندنا في كلمة إيه... " قومي" وتفسير بعض أو كل المفسرين لها، هل هم الكفار؟ الكافر لا يهجر القرآن، الكافرا بيعمل إي.... الكافر مش عايز يسمع.
الذي يهجر القرآن، من استقر القرآن عنده، واستقر هو أو نُسِبَ إلى القرآن. فالرسول محمد صلى الله عليه وسلم بعث إلى قوم، فالكلمة دي لو أنت درست لغة ودرست تفسير درست علم الأصول مثلاً، الرسول بعث للعالمين، اسمع كده:
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً} ها.. لمين؟.. لقوم.. لا إنما {لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧﴾}
كلمة قوم دي غريبة على مسامعنا بالنسبة لمحمد صلى الله عليه وسلم ، تقبل في حق موسى في حق عيسى في حق كل الأنبياء وكل المرسلين، إلا..... وهي كلمة وحدة قالها الرسول صلى الله عليه وسلم ومقالهاش (لم يقلها) غير ساعة هجر القرآن
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
خذتو بالكو ( هل لاحظتم) من كلمة اتخذوا، هم خدوا بالهم من مهجور، اتخذوا.. ده الجملة فيها تركيب لغوي في منتهى التعقيد
دي محطوطة كده وواحد يسيبها يبقى خذها؟ وطب لما يخذها ...يهجرها إزاي.. ده خذها ( يشير إلى كأس موضوعة أمامه على الطاولة ويقول: لو أن أحدهم قام بترك هذا الكأس فهل يكون قد أخذها ولو أخذها فكيف يكون قد هجرها؟)
اتخذوا, لو أننا درسنا اللغة على مراد الله، انظر عندما يقول القرآن
{وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا}
من أصعب القواعد التي تدرسها هي قواعد اللغة العربية ، كنا زمان نعلم أولادنا أن قواعد اللغة الفرنسية تدرس في أسبوع.... تخلص في أسبوع، وقواعد اللغة الإنكليزية في ستة شهور، أما قواعد اللغة العربية.....فيموت المرء ولم يحصلها، لأنها قواعد لا تنتهي... من أين جاءت؟
من هذا الكتاب
زمان طفل سأل استاذه " عندنا في مصر" : ليه اسم كان مرفوع، ليه؟
فالأستاذ طبعاً على قد حاله ( ذو علم متواضع) قال للطالب: هو كده، قاعدة، اقعد.
مفيش حاجة اسمها هو كده، طبعاً هو الأستاذ لم يدرس أن علياً رضي الله عنه قال لأبي الأسود الدؤلي:
اقرأ هذا القرآن وانحُ نحوه، وعلشان كده بقى المادة دي سميت " النحو"
عمل إيه بقى أبو الأسود، قرأ القرآن فاستعرض مثلاً اسم كان، فوجد اسم كان في القرآن كله مرفوع، ووجد خبر كان في القرآن كله منصوب، وجد الفاعل في القرآن كله مرفوع، وجد المفعول به في القرآن كله منصوب.
فهمت القواعد من أين أتت؟.... من هذا الكتاب.
فلو أنت درست اللغة وعرفت يعني إيه اتخذ، هو فعل على وزن افتعل
يعني لا يأتي كده، اتخذ دي مش أخذ، يعني أخذ يمكن إنت اللي أعطيته، لكن اتخذ هو اللي افتعل، هو افتعل عشان إيه....
فكلمة اتخذ في مناط المعنى عكس كلمة مهجور، ولذلك الوضع نفسه غريب. هجر القرآن يجي منين، أنا قلت في البداية لا يأتي من كافر، لايمكن، الكافر أساساً لا يأخذ بالقرآن، إنما الهجر في الحقيقة إيه....ها
لا يأتي إلا من أهل القرآن، بالتالي أنت اتخذت وبعد ما اتخذت عملت إيه... هجرت إزاي بقى.....
{وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
الآية اللي بعدها يمكن أن تشرحها ...
قال:
{وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ}
إيه وكذلك بقى... كذلك إيه...كأيه يعني، كذلك الذي يشتكي منه الرسول صلى الله عليه وسلم
كأن الذي يهجر القرآن كأنه عدو للرسول صلى الله عليه وسلم ولأهل القرآن وللقرآن، اللي يعمل إيه... اللي يهجر، ليه؟
لأن الهجر فيه أمور أخرجت الناس من الدين الأهواء، سأضرب مثالاً ولله المثل الأعلى، وقبل أن أضرب المثال مش عايزين نتخانق ولا نختلف ( أبعد الله عنا الخلاف والشقاق)، واللذي لايعجبه الكلام لا يأخذ به
العلاج بالقرآن.... ما رأيكم في هذا العنوان..... العلاج بالقرآن
هذا العنوان كلام لا أصل له في الشرع ولا الدين ولا العقل ولا المنطق، أي علاج بالقرآن؟ أي علاج؟
القرآن منهج للمسلمين ومن البديع أن يسمي الله القرآن روحاً، هذا من البديع.
{وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا}
الروح بتعمل إيه في الإنسان؟ قوام حياته أليس كذلك
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي}
يعني آدم لما كان جثة كده والشيطان كان عمال يستعرض والكلام اللي إنتو بتسمعوا ده، من غير روح.... ولا حاجة، لكن اسمع
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٢٩﴾}
يبقى الروح قوام الحياة، هل من قبيل الصدفة أن يسمي الله القرآن روحاً؟
لأن به يحيا المؤمن، به يحيا المتقي، به يحيا المحسن، به تحيا الأمة.
أمال إيه العلاج بالقرآن ده؟ سبوبه(؟؟؟) في العصر الحديث
الحكماء يقولون: النصابون بخير ما دام يوجد مغفل، طالما يوجد مغفل يبقى النصاب بخير، أنا حتزعلوا من كلامي أنا مش بخاف، وأرجو أن لا يعمل مونتاج في الكلام ده، طالما في مغفل... النصاب يقدر يعيش، لكن لو في إنسان واعي، النصاب يقدر يتكلم؟ لا والله.
ضبط " اسمع الجملة دي كده"، ضبط أحد المعالجين بالقرآن في مشفى، اتمسك في مستشفى
بتعمل إيه هنا..... ده أنت معالج بالقرآن.... دي شغلتك.... ده أنت طبيب!!
هذا كلام يحزن، أليس هذا هجر للقرآن، أن الناس مصدقة حكاية العلاج القرآن
ألفت الأنظار إلى أن محمداً صلى الله عليه وسلم مات مريضاً، وأظن أن حضراتكم طبعاً عارفين كده، ولا في حد عنده شك في ده، مات رسول الله صلى الله عليه وسلم في حمى.. درجة حرارة مرتفعة... كان يبلل اليد الشريفة ويمسح الجبهة الشريفة ويقول: سبحان الله إن للموت لسكرات
حمى.... درجة حرارة، هل وضع الرسول صلى الله عليه وسلم يده على رأسه وقرأ، هل جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليقرأ القرآن على الرسول صلى الله عليه وسلم ليشفى، يا إخوة الإيمان أفيقوا من قبل أي يأتي يوم لامرد له من الله
الكل مُآخذ على هذا.... الكل مُآخذ على هذا.... أفيقوا.... استقيظوا
يعني العنوان غريب جداً يقلك: الرقية الشرعية، طب هو في رقية غير شرعية.
قول الرقية، نحن نعترف بالرقية، بس الرقية لمن؟ ولما؟ ومما؟
شوف كم سؤال:
الرقية لمن؟ الرقية مما؟ الرقية بما؟ الرقية لما
هذه الأسئلة يجب أن نجيب عنها، لن نسمح لنصاب يأتي ويضع يده على رأس ابني ويقرأ قرآن وابني مثلاً عنده سرطان أو عنده أمراض... القرآن يعمله إيه في هذا الكلام !!!
وهل القرآن كتاب طبي؟ هل بُعِثَ محمد صلى الله عليه وسلم طبيباً؟
ويقولك إيه، مش القرآن بيقول:
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ}
الذي بيتحجج بالكلام ده "مقطوش" حاجة من الاثنين يا ..... يا.....
لكن أكمل الآية:
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ} لمن؟ عايز اسمع
{لِّلْمُؤْمِنِينَ}
مش للمرضى، صاحي ولا نمت
{وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴿٨٢﴾}
ولايزيد المرضى ولَّا "الظالمين إلا خسارا"
يبقى كلمة شفاء هنا تشتغل شفاء لما في الصدور.... لما في القلوب.... شفاء عقائدي... شفاء من الشرك والكفر والنفاق، آه ، شفاء لأمراض العقيدة، اقلك آه
إنما لو خدت بالك من توصيف الكتاب في مطلع الكتاب
{ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين}
أنا أريد أن تضع خطاً تحت كلمتين، هدىً وللمتقين
أولاً هدى:
الهدى يأتي من الهداية، من الهدي، من تغيير حال من يستمع إلى هذا الكتاب، وهذا معنى هدى، ولم يقل الله تبارك تعالى هدى للمسلمين، مع إنك لو سألت أي مسلم: الكتاب ينفع لمين؟ يقلك: المسلم.... منطق
لكن لا..... لله تبارك وتعالى حكمة بالغة في هذه الكلمة، سألفت نظركم إلى واقع صغير يعيشه المسلمون هذه الأيام، وسوف تفهمون لماذا اختار الله تبارك وتعالى هذا التوصيف " هدى للمتقين"
كلما يأتي شهر رمضان، نستمع إلى حديث غاية في الإبداع، لكنه فُهمَ على غير مراد الله فيه تماماً.... تماماً
الحديث يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم والحديث صحيح
"إذا جاء رمضان، فُتِحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب النار، وصُفْدت الشياطين"
الناس بتفرح فرحة غريبة، فرحة طبيعية على الحياة اللي إحنا عايشنها،
فرحان ليه ياسيدي؟
يقلك أهو، لما يجي رمضان، تغلق النار، وتفتح الجنة، وتصفد الشياطين
أقول له: أنت فاهم.... أنت مصدق الكلام ده بالمعنى ده
يقول لي: طبعاً
طب حسألك سؤال غريب شوية: لما تُفتح الجنة وتُقفل النار وأمسك لك الشيطان، أنت عايز أجر على إيه؟ إنت تبقى عملت إيه؟
نمنا ولا صحينا ولا إيه؟
يعني خدو بالكو " إذا جاء رمضان" المولى عز وجل فتح الجنة، وقفل النار وبمفهومكم مسك الشياطين ( سؤال استنكاري)؟ مش كده برضو
طب أنت عايز أجر على إيه؟
تبقى أنت عملت إيه؟
هل هو ده معنى الحديث؟
لايمكن......الحديث الأفعال فيه مبنية لما لم يسمَ فاعلها، وهو اللي يقول عنه أولادنا في المدارس المبني للمجهول، وأنا لا أحب الكلمة دي لأن ساعات يبقى الفاعل هو الله، والله ليس مجهولاً، فشوف الحديث بيقول إيه:
"إذا جاء رمضان فُتِحَت من الذي فتح؟
حضرتك... سعادتك.... سيادتك.....فضيلتك.....أنت.....أنت بأعمالك تفتح الجنة وتقفل النار وتصفد أنت الشيطان، عشان كده يبقى ليك أجر، لكن لما إحنا نعملك دي، تاخذ أنت أجر على إيه. يعني تخيل واحد يجي يوم القيامة يقول: أنا عايز أجر رمضان، المنطق يقول إيه: وهو أنت عملت حاجة.
ده بالمفهوم اللي إنتو فاهمينو.... مفهوم غلط تماماً
لماذا بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه لما لم يسمَ الفاعل فيها؟
عشان نشوف حضرتك ح تتلقى إزاي
ده أنا عايز أقلك بقى على حاجة ح تستغرب لها شوية، ح تزعل مني فيها:
الشيطان ينشط في رمضان........ الشيطان ينشط في رمضان
لكن مين اللي يصفده؟
أنا (كناية عن المسلم المتلقي)، لكن بإيه؟
أخص ما يصفد به الشيطان هو الصيام، ألم تستمعوا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "ضيقوا مسالك الشيطان بالصيام"
ده أنت بالصيام، أنت اللي بتعمل دي، المفهوم ده ياجماعة في منتهى الخطورة إذا استقر في العقائد.
اضرب مثال ثاني بقى، بس عايزين نصحى شوية:
لما حد بيموت، إيه اللي بيحصل؟
يجتمع أهل الميت وأصحابه، خدو بالكو بقى كويس من اللي أنا ح قوله:
عايزين (نريد) نقرأ له ( للميت) قرآن. أليس هذا هجر للقرآن (استنكار)
عايزين إيه، اصحوا شوية معايا:
عايزين نقرأ له.....عايزين نعمل له عمرة......عايزين نحج له......عايزين نعمل له صدقة جارية........عايزين عايزين عايزين......
كنت مرة في دفن والد أحد أصدقائي، فابن الرجل جلس يساوم الجلوس أصحاب والده على العمل لوالده، فسأل أحدهم:
أنت عملت عمرة قبل كده؟
قال له: آه
فقال: يبقى أنت ح تعمل عمرة السنة دي عن الحاج ( الوالد المتوفى)
وقال لآخر:
أنت حجيت قبل كده؟
قال: آه
فقال له: يبقى أنت ح تحج السنة دي عن الحاج ( الوالد المتوفى)
وسألك ثالث:
أأصلحت سقف المسجد للحاج ( بمعنى تصدقت بأجر هذا العمل للحاج المتوفى)؟
وقال لآخر: عملت حنفية المية للحاج؟ وعملت.........
فأنا خبطت على كتفه وقلت له: أمال يبقى الحاج عمل إيه ( استنكار)
يعني الحاج ده عمل إيه؟ لما واحد ح يعتمر له، وواحد ح يحج له، وواحد ح يصلي له، وواحد ح يقرأ له........
بعدين أتوا بثلاثين رجل في نفس هذه الواقعة، أتوا بثلاثين رجل كل واحد منهم يتقاضى 50 جنية مصري مقابل أن يقرأ جزء قرآن، بعدين يدي تمام ( يعطي إشارة) لشخص جالس على المنصة ينتظر ليحصل على إشارات الثلاثين رجل الواحد تلو الآخر ( إيذاناً بختم القرآن كاملاً) وهو نفسه لم يقرأ شي مهتمه فقط استقبال إشارات هؤلاء الرجال الذين أتوا لهذه المهمة فقط. والتكلفة 30×50= 1500 جنيه. طب افترض أن أنا ما معيش 1000 جنية أو حتى 500 جنيه أو لا جنيه..... أدخل أنا وأبويا النار يعني!!!
مفاهيم ياجماعة لازم.... لازم....
هذا هجر للقرآن.......... هذا هجر للقرآن
وبعد أن ينتهي الرجال من القراءة، اسمع جيداً، يقولوا:
اللهم إنا نهب ثواب ما قرأنا لفلان
عندها خبطت على كتف الراجل اللي بيقرأ، وقلت له:
أنت مين قلك أنك أخذت؟
قال لي: أخذت إيه؟
قلت له: الثواب اللي أنت عمال تفرقه (منهمك بتوزيعه)
هذا تطاول على الله تبارك وتعالى.
شوف كده:
أنا لما أقرأ القرآن، أتمنى وأسأل الله أن يأجرني
أنا لما أصلي، أسأل الله أن يتقبل
أنا لما أصوم، أسأل الله أن يتقبل
لكن شوف البجاحة ( قلة الأدب):
اللهم إنا نهب ثواب ما قرأنا لفلان!!! خلاص أنا أخذت بقا وإيه...
كنا زمان نعمل عمرة وكان معنا واحد يعمل عمرة لعمه، فصاحبه سأله: العمرة لعمك فلان، فقال: لا عمي ده ما بيستاهلش ( لا يستحق)، بس أنا ح أعملها لعمي فلان ( عم آخر)
يعني فاهم أنت إزاي، هو ح يدخل ده الجنة و يطلع.... فاهم إزاي أنت ولا لأ
هذه المفاهيم أنا أعتقد... أعتقد أنها هجر للقرآن، خرج القرآن عن مراد الله فينا.
يا إخوة الإيمان:
{وَقَالَ} من الذي قال؟
محمد صلى الله عليه وسلم
قال لمن؟
قال لله تبارك وتعالى:
{يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
اتخذوا، افهموا الكلام عشان نحقق مراد هذه الجلسة
{إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
يقرأونه ولا يتدبرونه.....يقرأونه ولا يعملون به.... يقرأونه لمجرد إيه...
يعني إحنا عندنا في رمضان يحصل الآتي:
التلفونات: أنت في الجزء كم؟ أقول: في 17. أنت فين؟ لا ده أنا في 19
ماقيمة هذه الأجزاء؟ كيف تقرأ القرآن؟
اسمع كده مراد الله تبارك وتعالى منا في القرآن:
أفلا يقرأون القرآن. .... لا والله
أفلا يرتلون القرآن.......لا والله
اسمع كده:
{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ﴿٢٤﴾}
فالذي يقرأ ولا يتدبر، كأنه حكم على نفسه بعد هذه الآية، بأن على قلبه قفل......أنت تقرأ لمجرد القراءة.
أسألكم سؤال:
من أشد الناس عذاباً يوم القيامة؟
هذا الرجل الذي يأتي وقد قرأ القرآن ولم ينفعه القرآن.
أو ما سمعنا إلى قول الحق تبارك وتعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿٢﴾ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ }
يعني أقرأ القرآن وأنا منفك به عن جهة التدبر، أنا أقرأ ليقال قارئ، أتعلم ليقال عالم، فقط.... وقد قيل.
إحنا عندنا ناس كده شغلتها القرآن، تقرأ القرآن في المياتم، بعد الوفاة يعني، لكن هل يطبق القرآن، هل يعمل بما أراده الله في القرآن، أبداً.... دي مسألة عندهم مسألة إيه... الجهة منفكة بالنسبة للتدبر والقرآن، تنفك الجهة بهم عن مراد الله في القرآن، ولذلك:
{اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا }
جملة معناها أنهم افتعلوا الأخذ، ثم هجروا القرآن، وأنا أسأل الله تبارك وتعالى أن لانكون جميعاً من هؤلاء.
انتهى
الاسئلة:
س1- سؤال لفضيلة الدكتور محمد هداية الموقر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: أرجو تفسير هذه الآية من سورة الأحزاب
{إنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾}، ما معنى يصلون؟
هذه الآية، هذه الآية في كتاب الله تبارك وتعالى من الآيات التي تحتاج إلى وقفة لغوية
{إنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ}
هو يسأل ما معنى يصلون؟
طبعاً يصلون فعلٌ فاعله الله والملائكة، فاعل هذا الفعل في واو الجماعة، يعني في اللغة العربية لك فعل فاعل. وعندما تأت أنت لتعرب يصلون، تقول:
يصلي: فعل مضارع، والفاعل واو الجماعة في يصلون، هذه الواو جمعت من؟ جمعت الله تبارك وتعالى والملائكة
{إنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِ}
مادام قلنا الله وملائكته، وبعد قليل سيقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا}
إذاً الصلاة تختلف باختلاف الفاعل:
الصلاة من الله تبارك وتعالى على النبي صلى الله عليه وسلم هي رحمته واختياره واصطفاؤه ليكون محمد صلى الله عليه وسلم
طيب....
الصلاة من الملائكة، الصلاة من الملائكة دعاءٌ لله أن يصلي على محمد صلى الله عليه وسلم يعني أنا أريدك أن تفرق بين الفاعل:
إذا كان الفاعل هو الله فصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم هي رحمته، أن يرحمه، أنه اصطفاه، أنه اختاره،أنه فضله، إلى آخر هذه الكلام.... هذه الصلاة من الله.
وهذه أول نقطة بيناها وهي اختلاف الفاعل في الصلاة.
أما الصلاة من الملائكة: أن يسألوا الله أن يصلي على محمد صلى الله عليه وسلم
واحد يقلك: طب اشمعنى بقى ( ولما )؟
لأن لما يكون الله تبارك وتعالى رحم محمد صلى الله عليه وسلم صلوات ربي وسلامه عليه
من يملك الرحمة؟ هل الملائكة تملك الرحمة؟
طب هي لما تتمناها للرسول صلى الله عليه وسلم تعمل إيه؟
تسأل مالكها.... تسأل صاحبها سبحانه وتعالى أن إيه.....
اللي جايه بقى أهم وخدوا بالكو منها أوي( ما سيأتي ذكره أهم) عشان بنوقع في غلطة كبيرة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا}
صلوا: ده فعل إيه؟
فعل أمر، يعني ربنا يأمرني ويأمرك أن نعمل إيه..... نصلي عليه
طب ح نصلي عليه إزاي؟
أنا عايزكو تفتحوا القلب دقيقة، أنا ح أقول جلمة وأسأل الله المغفرة بإذنه:
الموضوع ده لو اليومين دول ( لو في أيامنا هذه)، لو الموضوع ده أمر في هذه الأيام لجماعة المسلمين... لكانوا اتصرفوا من دماغهم، يعني لو الآية دي نزلت النهار ده وهذا مستحيل وربنا قال لنا:
{إنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا}
لكانوا صلوا هم، لكانوا اشتغلوا هم، ده دأب العصر اللي إحنا عايشينه.
لكن الصحابة عملوا إيه؟
ذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا له:
أمرنا أن نصلي عليك وأن نسلم عليك، فكيف؟
ما اشتغلوش هم.... لم يتبعوا الهوى......ها
فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم إيه لو أنت واخذ بالك، لو أنت عايز تفهم اللغة في القرآن قال لهم:
قولوا:
"اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبرهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد"
يعني إيه كده، يعني إيه قولوا اللهم صلي؟
يعني كأن الآمر سبحانه وتعالى ساعة أمرك أن تصلي، بين لك أن فعل الصلاة منه مضارعاً
{إنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ}
وفعل المضارع يفيد الحال والاستقبال، فما زال الله يصلي، فلما تأتي أنت لتصلي فلا تملك إلا أنت تسأل الله أن يصلي عليه، يعني إذا أردت أنت أن تصلي على محمد صلى الله عليه وسلم فلا تملك إلا أن تسأل من صلى عليه سبحانه أن يصلي عليه، يعني أنا بضعفي وحضرتك بضعفك لا نملك أن نصلي على الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما صلاتنا تتخلص في أن نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلي عليه
أرسل نص هذه الحلقة المفرّغة هدية للموقع ولمتابعي الدكتور هداية الأخ الفاضل د. نيران دياب جزاه الله تعالى عنا جميعًا خير الجزاء ونفع به الإسلام وكتب له بكل حرف آلآف الحسنات والله يضاعف لمن يشاء.
مشاهدة الحلقة من قسم الفيديو على هذا الرابط
هجر القرآن-إسلاميات
اللهم اغفر لي ولوالديا وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب
واجعل اللهم القراءن الكريم ربيع قلوبنا